الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة ُ حق ٍ ُأريد بها باطل

ثائرة شرف الدين

2007 / 1 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يعجب المتتبع لما يقوم به الاعلام العربي والتابع غالبا لأيتام نظام صدام الذين شبعوا من اموال النفط العراقي على حسابنا نحن ابناء العراق المقهور والمذبوح من الوريد الى الوريد , يعجب كيف تتم المقارنة بين تحقيق العدالة للشعب العراقي بحق طاغية مجرم, وبين اخطاء شكلية حصلت في التنفيذ ماكنا اردناها تحصل.
يعجب المرء من العقلية العربية التي تنسحب مباشرة بلا ذاكرة وراء التطبيل والتباكي على مجرم خلف بلدا مدمرا وشعبا حزينا اكثر من نصفه ايتام وارامل وثكالى ومعاقين, وكما انسحبت وراء صدام بادعائه النصرعلى من كان يمعن في تسميتهم نكاية وعدوانا بالفرس, كمصد يبطن النوايا القومية المضادة عن عدو وقف له القائد الضرورة (كما اطلق على نفسه في ادبيات حزبه ) مدافعا عن البوابة الشرقية بحرب ٍ ابادت نصف مليون من الشباب العراقي , ودمرت الاقتصاد, وكما انجرت وراء ادعاءاته بأحقيته بالكويت وبقيامه بغزوها جهارا نهارا والعرب لايحركون ساكنا بل كان البعض يظهر فرحا اشد من فرح النصر على اسرائيل, وربما جاء ذلك الفرح من حسد نعمة الغير وتمني زوالها..
لقد نسيت الذاكرة العربية المخرومة كل مقابر وافعال صدام , ونسيت الحق والعدالة التي لابد وان تنزل به عقوبة استحقها بعد محاكمة طويلة لم يتح لاي طاغية بالتاريخ امثالها واستمرت عاما كاملا بكل شهودها وبياناتها ووثائقها ودفاعاتها وطعونها , حتى مللنا منها وكدنا نقول ماذا تنتظرون بالطاغية ؟ كفانا رؤية صورته التي احتلت شاشاتنا وشوارعنا واسواقنا ومؤسساتنا وكتب مدارسنا ودفاتر اطفالنا اكثر من خمسة وثلاثين عاما وسماع اكاذيبه وخطبه المقيتة المجنونة وعيونه التي تفح شرا يذكرنا باهلنا وشهدائنا وغربتنا ووطنا الذي اراد إنهاءه على يده..
كلمة حق ارادوا بها باطل ..
نعم ما كان على الحكومة العراقية ان تصور الاعدام , ولا كان يجب ان يهتف لاي كان وخاصة لرجل لا فضل له على العراق وعلى اهل العراق كمقتدى الصدر الذي يضم بصفوف ميليشياته الغوغائيين ومن لفضهم المجتمع من المراهقين والعاطلين والاميين , لينشروا الرعب بين الناس بحجة الدين والامر بالمعروف, ولاكان يجب ان تقال اي كلمة شماتة بمن هو في حالة تلقي عقوبة الموت , كما ليس من العدل ان يحاكم صدام على قضية الدجيل فقط , انما عاما كاملا كان يستوجب به الاسراع بمحاكمته على كل الجرائم التي كانت مدرجة في القائمة على الاقل – اذ ان جرائمه لاتحصى- .
وهاهو الارعن مشعان الجبوري الذي كان يصدر جريدة مدعيا المعارضة ضد النظام حينما كانت سوريا تقف ضد صدام وتحتضن المعارضة , والهارب اليوم من العدالة والملاحق من القضاء العراقي بعد كشف لجنة النزاهة عن سرقته ملايين من الاموال العراقية , نراه يرفع عقيرته في قناة الجزيرة المشبوهة بتمويلها وبطروحاتها ليستنكر اعدام صدام بسبب 148 شخصا من اهالي الدجيل مسترخصا ارواحهم البريئة ناسيا الملايين المقبورة والمعذبة والمهجرة والمقتولة بالغازات السامة والكيميائية على يد نظام صدام, ينسى مجازر الكرد والمقابر والاهوار وضحايا صدام من الشيعة والسنة والمسيحيين والصابئة والايزيديين والتركمان وغيرهم الكثير من مكونات الشعب العراقي .
كلمة حق اريد بها باطل
لو لم يصور فلم الاعدام , لكان هؤلاء النائحون على صدام قد وجدوا سببا آخرا للاعتراض على اعدامه , انهم لايستطيعون البقاء بلا معيل وبلا صورة اسبغوا عليها كل اشكال العظمة من خيالهم المريض , ومنحوها لانسان ساقط بكل معاني الاخلاق الانسانية , انسان لم يسلم من يده وعنفه ولسانه احد حتى عائلته ,هل نسوا مقتل عدنان خير الله طلفاح وهو خال عدي ؟
ام نسوا المجزرة التي حصلت لحسين كامل واخوانه وهو صهر صدام ام نسوا المجازر التي اباد بها عشرات العشائر من اهالي تكريت الذين عرفوه في السابق منبوذا ومكروها لعدوانيته واستهتاره بالقيم والاخلاق منذ طفولته , فلم يحتمل رؤيتهم احياء في ديكتاتوريته التي اغتصبها اولا واخيرا؟
وهل نسوا ايضا الافلام التي اظهرتها التلفزيونات الفضائية من تعذيبه الناس وإقراره بدفنهم احياء وافلام تفجير الشباب والموت في حلبجة وسواها وسواها ما لايعد ولايحصى؟
اي جهل واية ذاكرة معطوبة عند العرب؟
ان العاقل من يقيس الامور بجوهرها لا بميزان شكلها , والمضللين من العرب لصغر عقولهم ينسون الجوهر ويتمسكون بالشكليات .
ان احقاق الحق في عقوبة الاعدام هي الجوهر وماعدى ذلك شكليات وان كانت خاطئة فلا يتناسب مانراه من صراخ وتبرئة لمجرم على قتله شعب العراق وتدمير مستقبله لاجيال..
الاعجب من ذاك يخرج علينا الكاتب والمفكر حسن علوي مستنكرا وقد نسي انه في برنامج بين زمنين والذي خصص لحياة عبد الكريم قاسم , كان يتوعد بعصبية مستنكرا مافعله البعثيون بعبد الكريم حينما قتلوه بمبنى الاذاعة بلا محاكمة وكان صائما في رمضان بعدها عرضوه في التلفزيون حيث يبصق احدهم في وجهه , والسيد حسن العلوي يقول بعصبيته المعهودة وبلهجته الامره:
ان من بصق بوجه عبد الكريم لابد ان يقتل ويبصق في وجهه , وان كان ميتا فلابد وان يـُنبش من قبره ويـُبصق في وجهه, ويكرر جملة يـُنبش من قبره ويـُبصق في وجهه.
يستطيع اي شخص التأكد مما اقول ان حصل على الفلم من برنامج بين زمنين الذي عرضه تلفزيون ابو ظبي قبل عامين..
اسأل السيد حسن العلوي هنا :هل ان ما حصل لصدام افضع مما طلبته انت انتقاما لعبد الكريم قاسم ؟ الا يحق لنا ان نقول ان السيد العلوي لو كان مكان المسؤولين العراقيين لفعل بصدام الاهوال ولبصق في وجهه امام الكاميرات او بوجه شخص اخر هو من جماعة صدام نفسه ولنبشه من قبره وفعلها كما كان يطالب؟ فما هذه المزايدة مداراة لسوريا واصدقائك من العرب الذي التجأت اليهم من قهر صدام ؟
هل يستحق البيت الذي اعطاه الاسد للعلوي في سوريا ان يجعله ينسى دماء شهداء العراق التي تعد بالملايين ؟
من هنا يتأكد لنا ان كل الضجة الاعلامية هي "كلمة حق اريد بها باطل" والباطل هو الدفاع عن المجرم صدام والوقوف بوجه ضحاياه الذين يتزايدون يوميا بسبب ما سرقه هو وجلاوزته من مليارات الاموال العراقية التي توزع هنا وهناك لاسترجاع حكمهم الظالم .
فيا ايها العرب كيف تطالبون اسرائيل بالحق والعدالة وانتم تظلمون اقرب الناس لكم ؟
4-1-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي