الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبطال أو ضحايا

حمزة الحسن

2003 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



 

كان عنوان هذا المقال الأصلي هو( عودة البطل المهزوم) لكن المؤلف السري أو المؤلف الآخر الخفي هو الذي وضع عنوانا مقترحا( أبطال أو ضحايا) وتصرف الروائي على حساب الكاتب وفرض شروطه.

وأعترف بأن هذا العنوان هو الأدق لأنه يحمل تلك الثنائية التاريخية التي تقسم العالم إلى أضداد، وتعجز، عجزا عقليا صلبا عن اكتشاف تلك المساحات الشاسعة من الألوان  التي تخلق جسورا بين الأضداد، وتبني علائق منطقية بين المتناقضات.

 والمثقف العائد إلى الوطن عودة فعلية أو رمزية، أو في الطريق إليه، هو نموذج لثنائية البطل أو الضحية،أي الكائن الذي لا يقبل أن يكون شخصا ثالثا، لأن( الشخص الثالث) خارج حلقة التفكير الذاتي المفرغة.

إن تاريخ هذا المثقف( البطل أو الضحية) هو تاريخ السياسة العراقية، أو تاريخ الفكر السياسي الذي رسخ هذا النموذج المعياري في الثقافة السياسية، وصار تقليدا اجتماعيا وأخلاقيا وثقافيا لا يرقى إليه الشك، وغير قابل للفحص كأنه ولد معنا أو أنه ظاهرة طبيعية كالمطر أو الريح أو الظل.

فنحن، في عرف هذا التقليد القبلي، البدائي، إما أن نكون أبطالا أو نكون ضحايا، وليس هناك أي خيار بين هذه الثنائيات، لأن العقل الثنائي لا يحمل صورة مغايرة مختلفة عن هذه الحدود الذهنية المرسومة.

وتقليد البطل أو الضحية هو تقليد قديم في حضارة بلاد النهرين أو في الحضارات الأخرى يوم كانت الآلهة، قبل الرئيس الأمريكي، تقسم الناس إلى أخيار وأشرار، أو أبطال أو قرابين.

في التقليد الموسوي كان الكاهن يطلب ماعزين واحد للذبح  الطقسي والآخر لكي يطلق في البرية حاملا خطايا المدينة. وكان الاغريق يطوفون برجل وامرأة في الشوارع وهم يضربونهما بالحجارة والأغصان ثم يطردان خارج المدينة، وبهذا تكون المدينة قد غسلت خطاياها.

وفي التقليد البابلي والسومري كان القربان شخصا أو حيوانا، وقد أشار القرآن إلى ذلك من خلال حادثة محاولة النبي إبراهيم ذبح ابنه كقربان للرب.

وتقليد( كبش الفداء) أو الضحية أو القربان لا يزال سائدا في مناطق عراقية واسعة على شكل ذبيحة أو صحن شموع عائم في النهر في مناسبات دينية محددة( انتظار الخضر، مثلا، لأن تقليد الانتظار على ضفاف الأنهار هو عادة عراقية قديمة).

لكن الأخطر هو أن يتحول كبش الفداء من تقليد للذبح الطقسي الديني إلى تقليد للذبح السياسي، وتاريخ القرن السابق هو شاهد حقيقي على ذلك.


لقد أنجزت الحداثة الغربية أكبر مكتسباتها الفكرية حين دخل الفكر البشري في المناطق المحرمة أو المعتمة وتم توسيع دائرة البحث العقلي والشك المنهجي وسلطت الأضواء لأول مرة على الطيفية والتعددية والوفرة والثراء في الألوان والمواقف والأفكار والعقول واكتشف العلماء التعدد الهائل في الجينات الوراثية الأمر الذي أعاد الجدل العريق عن حرية الإنسان الحقيقية أو المقيدة بفعل عوامل وراثية.

لم تعد، بكلام أدق، ثنائيات البطل والضحية، الوطني وغير الوطني، الكافر والمؤمن، هي السائدة في فكر الحداثة، بل حل بدلها التعدد واللونية والثراء والقزحية ولا نهائية المتناقضات والألوان الرمادية.

 لكن هل استطاع العقل السياسي العراقي تجاوز سجنه التاريخي والخروج إلى فضاءات التفكير الحر، أي إلى ساحة الحرية والخيال الإبداعي، أم أنه ظل أسير تلك الثنائيات التافهة التي لم تعد قادرة على تفسير أية ظاهرة بشرية أو طبيعية أو تاريخية، ومتابعة نشرات الأخبار ومطاردة الوقائع اليومية دون القدرة على ضبط القوانين الأساسية المحركة لقوى المجتمع؟ 

إن الجواب الدقيق هو أن هذا العقل لا يزال أسير أوهامه القديمة التي حفرت داخله أنفاقا وعادات صار من المتعذر في الظرف الراهن الخروج منها إلا على نحو فردي.

هذا العقل أدمن هذا النمط من التفكير ولم يعد قادرا، حتى لو أراد على الخروج من هذا الحبس العقلي، فهذا القيد غير المرئي هو شبكة صلبة من عادات وتقاليد فكرية عضوية صارمة وقد يكون جواب أنشتاين هو الأدق حين سئل عن سر إبداعه المتواصل فأجاب:
 ـ تخلصت من العادات العقلية!

 هذا العقل الثنائي السياسي لم يعد قادرا مثلا على التفكير إلا من خلال ثنائيات محددة كالسلطة والمجتمع، أو الوطن والمنفى، أو الحرية والقيد، أو الجنة والنار، أو العقاب والثواب، أو الآخر وأنا ...الخ... وعلى هذه الصورة تحذف كل المناطق الهائلة التنوع في الحياة.

إن هذه الطريقة في التفكير هي رؤية دينية في الأصل والمنشأ. فلا يحتمل العقل الديني  مساحات أخرى للتناقض غير الثنائيات المعروفة.

 نحن في هذا التقليد إما أبطالا أو ضحايا، أو إما أبطالا أو جلادين، ولا فراغات أو مساحات أو فضاءات أخرى. ومن أين تأتي المساحات الأخرى إذا كان العقل عاطلا، وجهاز الرؤية مشوشا، والنظر الفكري مثبتا على منطقة واحدة تعرض لنا ثنائية الأسود والأبيض وتحذف كل الألوان؟

إن ثنائية البطل أو الضحية يجسدها نموذج المثقف السياسي العراقي الذي عاصرنا طوال  نصف القرن الأخير وهو النموذج الحزبي، حتى لو لجأ يوما أو مرة إلى الأدب للفرار من بقايا الدور بما تبقى من عمر، فكتب حكاية بوليسية هنا بصبغة سياسية أو رسم لوحة بائسة هناك تصلح لأن تكون واجهة متجر للعلف، فالكذب في الأدب عمره قصير مع حسن الحظ، وعمره طويل مع الأسف في السياسة.

هذا النموذج الذي عاش وترعرع وتربى على الثقافة السياسية والحزبية على مدى نصف قرن كان يجد في كل حقبة مبررا لكل إخفاقاته السياسية الجدية أو انهياراته الشخصية ويخرج من كل الهزائم الشنيعة التي  يدفع الجمهور ثمنها دما وثروة وتشردا، بطلا أو ضحية.

حتى وهو يتمقص دور الضحية المهزوم فهو يصوّر نفسه أو يعرف نفسه على أنه الضحية البطل. فهو لا يتخلى عن صفة( البطولة) حتى في أشنع الهزائم التي تكفي في دول متحضرة فيها تقاليد سياسية أن تقدمه إلى القضاء بتهمة التسبب في جرائم سياسية أزهقت فيها أرواح الأبرياء حتى لو كانت هذه الأخطاء السياسية، كما يعرفها هو أو يتنصل منها، هي:
ـ أخطاء المرحلة
ـ أو أخطاء التاريخ
ـ أو أخطاء الاجتهاد
ـ أو أخطاء  الحزب.
ـ أو أخطاء الآيديولوجيا.

حتى حين يهرب هذا النموذج فهو يصور هذا الهروب على أنه بطولة، حتى حين يعجز عن التفكير فهو يفسر هذا العجز على أنه إنهاك من سنوات النضال(نضال ضد من؟!) التي أرهقته، حتى حين يطرح في كل حقبة مشروعا ( حضاريا) أو ( تاريخيا) حسب فهمه الهزيل للحضارة أو التاريخ، ويفشل المشروع ويذهب الناس بسببه إلى السجون أو المنافي أو المقابر، فهو يخرج مثل الشعرة من العجينة من الأبواب الخلفية ويعود لنا بطلا أو ضحية في حقبة تالية بدون حياء أو خجل، حتى حين يصاب بكل أنواع الشذوذ والانحرافات فهذه المساوئ تصور على أنها أخطاء سنوات النضال السلبي ونسيان الجسد لصالح القضية، حتى حين يعود مع جنود الاحتلال فهو يعود منقذا !

 هذا النموذج كلفنا كثيرا من الأرواح والأثمان الباهظة التي لا تعوض أبدا. لكن المشكلة الكبرى أو الطامة الكبرى هي أن هذا النموذج الذي يعرف نفسه في كل مرحلة على أنه( سياسي أو مثقف) لا يصمت أو يعتزل بعد كل جريمة سياسية أو تقدير مدمر أنتج مصائب مهلكة( كما هو الأمر في تقاليد شعوب الأرض وبأخطاء عابرة أحيانا كانهيار جسر أو سقوط عمارة مثلا)، بل يخرج علينا في نهاية كل حقبة، كأن شيئا لم يكن، ليتزعم مرحلة جديدة ورهانه في كل مرة هو أننا بلا ذاكرة، أو أن تقاليدنا السياسية والفكرية والأخلاقية  تغفر عودته الجديدة التي يختار هو عنوانها بنفسه: إما بطلا أو ضحية!

وهو لا يقبل بتوزيع الألقاب على نفسه فحسب بل يوزعها على الآخرين، لأنه هو مصدر الحقيقة، والعارف الوحيد في مملكة الذاهلين، والناس  حسب تقسيمه الثنائي السطحي العتيد: إما أبطالا أو ضحايا أو خونة أو جلادين...الخ..فهو دائما في المكان الصواب، وخصومه دائما في المكان الخطأ، وهذا قدره لأن الآلهة أو الأقدار أو التاريخ قد أعطاه هذه المهمة الرسالية كمنقذ لشعب ينتظره منذ عشرات القرون فعاد هذه المرة ليزوج بنات شعبه من جنود الاحتلال.

حتى في الخطأ المهلك فهو خطأ الملاك، وأخطاء الخصوم هي أخطاء الشياطين. إن ابن الرب العراقي هذا آن الأوان لطرده من حقل الممارسة السياسية والفكرية ولو بالأحذية!.  
 
من أمثلة مساخره التي مرت بلا حساب أو مراجعة أو توقف أو إعادة نظر نذكر بعضها وليس كلها فهي معروفة للجميع:

ـ في الخمسينات والستينات والسبعينات اقترح علينا هذا النموذج الفكر الاشتراكي القومي أو الماركسي أو الاخواني، وحين انتهى وهمه إلى حمام دم، كما حصل في نهاية السبعينات، هرب من الوطن، ودمغ الجمهور بالتراخي وعدم النجدة أو في الأقل عدم الهروب معه لأنه( المعيار) في كل شيء، في التحالف، وفي الهروب، وفي العودة، وفي الحياة، وفي استجلاب الجيوش، وفي الغرام أيضا، وفي الصراحة، وفي الإنجاب( كتب أحد هؤلاء يصف صاحبه بأنه يقرأ الكتب وبأنه تزوج وأنجب!) فحتى مهمة الحمار أو الصرصور الغريزية تصبح بطولة!.

وهكذا تناسلت الثنائية التافهة مرة أخرى وكالعادة وفي كل حقبة: صار الناس بين صنفين الذين هربوا، وهم طبعا من الأبطال، والذين لم يهربوا من الوطن وهم من صنف  آخر، وحتى هؤلاء تم تصنيفهم إلى أصناف: الذين هربوا في السبعينات، أو الذين هربوا في الثمانينات، أو التسعينات ...الخ.. ولكل صنف تسمية خاصة به وطريقة تعامل وبطاقة سفر في  قطار السياسة حسب تاريخ الهروب.

وبدل مراجعة النفس والفكر على هذه الأخطاء خرج من أبواب الطوارئ الخلفية وصار بطلا حتى في هروبه، أو ضحية في فراره من معركة التاريخ الكبرى أو منقذا في عودته مع جنود الاحتلال الذي ظهر أنه لا يعرف عن وطنه هو أكثر مما يعرفون هم.
 
ـ وفي حقبة تاريخية أخرى اقترح علينا هذا النموذج مشروعا جديدا هو التعاون مع السلطة الفاشية بأمل أن تكون( تقدمية) فصارت أكثر كلبية ووحشية ولم تنتقل من فكر( البرجوازية الصغيرة) إلى مواقع( الثورة الوطنية الديمقراطية) كما توهم، فتحالف معها، وخانته، وفر، فصار هذا الفرار بطولة تاريخية كتب عنها الكثير وصوّر لنا قدرته الخارقة على التملص من رجال الشرطة أو الهرب عبر المطارات وهو يرتدي طاقية إخفاء، ونسى الجموع التي تركها تنزف خلفه من السجون والطعن والحروب والجوع والاذلال...الخ..والويل كل الويل لمن يقول له على عينك حاجب يا ملك !

صار، كالعادة، هو البطل الوحيد في مقبرة التاريخ الكبرى.

ـ وفي حقبة أخرى اقترح علينا الكفاح المسلح، لكنه حين فشل والقي عليه القبض أنهار وساوم وخضع لكل شروط الخوف، وصار داعية متجولا للسلطة التي هشمته وأخذ يسبح باسمها في المحافل الدولية أو في الصحف وفي الكتب التي كتبها مدافعا عنها وعن نفسه هذه المرة بوصفه ضحية !

 أما الذين قتلوا في السجون، والذين قتلوا من التشويه، ضحايا مشروعه السياسي الصبياني، فلقد لحس عليهم أصابعه ولا من شاف ولا من سمع !

  ـ  تحول ، في الحقبة الجديدة، إلى مفكر جديد، أو داعية جديد، حامل مشروع جديد: هذه المرة خرج علينا بثوب الطوباوي أو الكاهن أو المصلح أو الثوري ( رغم أنه منتوف الريش!) ودعانا لاحترام الاحتلال، وكما كان يكتب على الحيطان شعاراته السابقة على غرار( أوقفوا الإرهاب) صار يكتب اليوم بذات العناوين الآمرة( أوقفوا الوافدة الطالبانية!) أو( استفيدوا من فرصة الاحتلال التاريخية!)...الخ.. أو ما شابه هذه العناوين التي برع بها كنموذج لهذا التيار الأستاذ عزيز الحاج الذي يخاطبنا هو وأمثاله كشعب بلا ذاكرة، كأن دمنا كان رمادا، أو أن أجساد موتانا كانت رملا أو حجرا أو ضبابا، أو أننا متبرعون أبديون بدل الأرانب في مختبر التاريخ.

وفكر السرايا أو الأوامر ليس فكرا، بل هو النقيض للعقل المعرفي القائم على البحث والشك والسؤال والقلق الفكري. إنها شعارات حيطان لا أكثر ولا أقل.  وفي كل مرة أو حقبة يحمل الألقاب الكبيرة والضخمة. وهذا التقليد الكهنوتي في الألقاب الذي يمنح للخطاة حتى في الأخطاء الكبرى، أو الذين دافعوا عن حريتهم الشخصية، هو تقليد سياسي عراقي صرف.

 أمامي كتاب  ـ غير مترجم ـ هو يوميات للصحافي النرويجي بيتر مونيس وهو كاتب وصحافي  القي عليه القبض خلال الاحتلال النازي ووضع في زنزانة وفي ظروف مميتة وفي 6 سبتمر سنة 1944 حملته باخرة إلى ألمانيا وغرقت الباخرة في الطريق فمات بيتر.  بعد التحرير وجدوا أن بيتر مونيس كان قد كتب، حفر، يوميات رائعة ومدهشة وحزينة وممتعة بعود ثقاب وعلى ورق مراحيض وخبأها تحت خشب الزنزانة. ولو سالت مواطنا هنا عن رايه ببيتر لكان جوابه:
ـ بتير مونيس دافع عن حريته ونحن لا نصفق لكل طائر يطير أو شجرة تثمر أو غيمة تمطر!

لا بطولة في الأمر، لا ألقاب( المجاهد الكبير، المناضل الكبير.. الخ)، يوجد فهم متحضر للسياسة ومعنى دقيق للبطولة. لكننا نصفق حتى للذين مارسوا رياضة التزحلق على أجسادنا في كل الحقب، لأن السياسي العراقي، هو البطل أو الضحية، أو البطل في الحالتين.

هذا السياسي المدلل، الملائكي في الأخطاء الكبرى والصغرى، هذا المشرّع الوحيد في معبد الكهنة أو معبد التاريخ، هذا الطوباوي أو المهرج ، هذا المناضل أو "المقربازي!"، هذا البطل الأبدي، والضحية الأبدية، البطل في فراره، أو في مشاريعه التاريخية والحضارية، هو الضحية حين يهرب أو يفلت أو يدعو مرة أخرى لمشروع جديد، وهو البطل الوحيد في تاريخ لا ينتج غيره، هذا الكائن لا يمكن أن يمارس أحلامه ونزواته وأوهامه القاتلة في أي مجتمع متمدن  فيه تقاليد سياسية رصينة وفيه بشر عقلاء.

 هذا النموذج لا يزدهر إلا في مناخ سياسي وثقافي عراقي جاهز ومعد وغير متوفر في أي مجتمع آخر لا يقبل ب"التحايل" على انه سياسة.

ليس فقط الحاكم المستبد هو من يمارس كل مشاريعه القاتلة علينا كما لو كنا أرانب اختبار دونما حساب، بل السياسي الذي يعرّف نفسه وصورته ووظيفته على أنه النقيض، هو أيضا مارس ويمارس اليوم كل نرجسيته السياسية بلا حساب كذلك.

في الحالتين المؤسسة الوطنية غائبة.
والمصدات الفكرية والقانونية غائبة.
والثقافة الوقائية غائبة.

 والحاضر الوحيد في كل حقبة هو:
ـ فكر الحراسة.
ـ فكر الوصاية.
ـ فكر البطل أو الضحية أو فكر  الثنائيات.
ـ فكر النخبة الملهمة التي لا ترتكب إلا الأخطاء المقدسة ولو كان الثمن هو الدم والوطن والمستقبل( لا عصمة من الخطأ أبدا، لكن أخطاء الفرد خارج  الشخصية تختلف عن أخطاء السياسي التي تصيب الجموع، كما أن هناك فرقا بين أخطاء الإكراه أو الضغط، وبين أخطاء الرغبة والإرادة، بين أخطاء الغفلة، وبين أخطاء الاستهتار).

فلا عجب  أن يحلم الدكتاتور في العودة اليوم، كما حلم مثقفنا الملهم هو الآخر في العودة، وهو الذي مهد له الطريق سابقا، عبر الأخطاء والممارسات" الملائكية!"، وهو الذي سيمهد له الطريق، مرة أخرى، للعودة ولو على صورة أخرى، عبر التجربة والخطأ، وعلى جماهير كتب عليها أن تعيش في مختبر تجارب أقل احتراما من فئران التجارب، أما الأخطاء الكبرى، فكل شيء تغسله اللغة قبل الصابون!

 قد نعرف كيف نرقص مع الدكتاتور لأننا نعرف الإيقاع جيدا، لكننا مع هذا  المنقذ، والملهم، والملائكي، العراف، والكاهن، والسياسي، والموسوعي، والفنان،والزوج،والعاشق، والصريح، وصاحب الحسن والجمال، والمستقبلي، والقابض، والطرطور، لا نعرف بأي رجل نرقص، لأنه يغير الرقصة بين غفوة وسكرة وحقبة !  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزايد اهتمام المغرب وإسبانيا بتنفيذ مشروع الربط القاري بينهم


.. انقسام داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية البرية في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يصدر مزيدا من أوامر التهجير لسكان رفح


.. تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة




.. مشاهد لعاصفة شمسية -شديدة- ضربت الأرض لأول مرة منذ 21 عاماً