الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعبر الى العام2007 ممزقين

ريما كتانة نزال

2007 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


نغلق العام 2006 على خليط من الصور والمشاهد اهم ما يميزها اننا بتنا لا نستطيع ان نحدد فيها الحدث الاكبر الجلل، هل هو مشهد لبنان وهو يقاتل لبنان؛ أم مشهد العراق يقاتل العراق.. فكل حدث جلل يتبعه ما يبهته أو يطويه دون أن نفعل له شيئا؛ ولا من مسافة زمنية متروكة للتفاكر ولا للحزن، والمشهد الدرامي الأخير الذي أغلق العام عينيه عليه؛ سيغطي على ما سواه برمزيته برؤية رأس زعيم يتدحرج على مذبح الكرامة العربية المهدورة؛ صورة تختصر العنوان العربي في الزمن الذليل؛ وسيبدو كل ما عداه تفاصيل بيانية للمشهد العربي ذو القسمات الممزقة، وفي الصورة الفلسطينية العامة نعبر من عام الى آخر متخبطين في دمائنا، وينتشر الموت في كل مكان دون أن يترك ساعة للعزاء، وأصبحنا وحدنا بأسبابنا، نهيل ترابنا على قضيتنا؛ متنقلين بين جثة على أيدي الاحتلال وأخرى على أيدي أخوة السلاح.
في المشهد الفلسطيني أيضا فلسطين تقاتل فلسطين، وخيبات فلسطينية متتالية لا تقدم أو تأخر من حدة المشهد؛ وتغيب الحقيقة خلف قسمات متيبسة ترسم ملامح العجز، ويتحول الاقتتال الداخلي الى حدث يومي اعتيادي يسير جنبا الى جنب مع الاجتياح الاسرائيلي دون ان يوقظ النخوة والصحوة، ونستمر باجتماعات لا طائل منها لمتابعة اخبار الحواجز وتسهيلاتها المزعومة، والاقتتال ينشيء مصطلحاته ورموزه ووسطائه، ويدفع الى الخلف صورة "هدى غالية" وهي تنعف التراب على رأسها وصرخة "يابا" ترج المعمورة ولا ترج المتقاتلين على السراب، وتأخذ الصور الفلسطينية البشعة الفالتة من عقالها في طريقها حصيلة العام الفلسطيني المصنوع من ستمئة حاجز؛ ومن500 شهيد سقطوا على ايدي الاحتلال في السنة الأخيرة لينضموا الى آلاف الشهداء في الأعوام الستة الاخيرة، وستجتاح تلك البشاعة مأساة 300 عائلة فلسطينية دمر الاحتلال منازلهم خلال العام ولا أحد يعيد تعميرها أو تماسك أصحابها، وستضيع حسرة تسعمائة الف اسيرا فلسطينيا بينهم مائتان وخمسون طفلا بين زخات الرصاص الأخوي المتبادل.
والحال الفلسطيني بعد عام على الانتخابات تنقصه الشرعية بغياب وحدة إرادته واقتتاله مع نفسه، والمشهد يغطيه الصراع على السلطة بمقدمات سياسية ورؤى ايدولوجية، وتظهر مؤسساتنا مكفهرة ومدمرة وخاوية، وتزدحم يافطاتنا بشعارات ترحل من عام لآخر، وتتلاشى دعوات الاصلاح والتغيير بصعود أصحابه الى سدة الحكم يقدمون النموذج السايق بإطار عقائدي، ولا زال مطلب الشراكة السياسية أحد أهم المطالب المعلقة على مشجب الفئوية والتسلط والسيطرة الآتيان من الخندق المقابل بمنطق الالحاق ذاته، ويغيب الوسط وسط زحام الحالة الاستقطابية الفئوية ولدى توجيه أول رصاصة الى الرصاصة في مواجهات البنادق الفلسطينية.
وأسوأ ما يبدو في المشهد الفلسطيني العاجز أن لا أحد يراجع مواقفه، ويفقد الجميع القدرة على التغيير الذاتي؛ مما يفقد الأمل بالتغيير الأهم بمواجهة الاحتلال، وأسوأ ما في الوضع الفلسطيني ان احدا لا يعرف الخروج من مأزقه ويتساوى في هذا الجميع على الرغم من كل المبادرات المقدمة التي تمكننا من الدخول في موسوعة غينيس، واسوأ ما الوضع ان حاجاتنا الاساسية تقلصت الى حدود الحفاظ على الحياة بالمأكل والمشرب، والأسوأ ان الاغلبية الصامتة تخاف من التعبيرعن ذاتها وتنزوي بإحباطها، إلا قلة لا زالت فلسطينية تقاوم الاحتلال في بلعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟