الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت أمّة وفرار يقظة

عبد اللطيف المنيّر

2007 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن زمن الموت بعيدا بين نهاية الحاكم بينوتشه ومصيرالرئيس صدام حسين. وهنا لا أود العودة إلى الوراء في سرد أوجه الشبه بينهما، أو في اختلاف موتهما، ولكني دائما أرنو لمستقبل الأمة العربية من خلال قراءة متأنية للمواقف المضيئة، ومقارنتها بالذلاّت التاريخية.

إن مشهد موت بينوتشه، وكيف أبدى شعبه احتراما للموقف أثناء تشييع جنازته، حتى ألد أعدائه ممن ألحق بهم الأذى خلال فترة حكمه لجمهورية تشيلي؛ وكيف نكس أحدهم قبعته وأحنى رأسه أرضا، احتراما لموكب الموت أولا، وللموتى ثانيا. وكيف وصلت تشيلي من خلال الأخلاقيات والممارسات السياسية، ومن خلال سياسة التسامح ( الحلقة المفقودة في شرق أوسطتنا)! إلى أن اعتلت اليوم امرأة سدة الحكم في أجواء ديمقراطية شفافة ونزيهة.

مشهد ثان في الطرف الآخر من العالم، هو موت الرئيس السابق صدام حسين، الذي أثار إعدامه جدلاعربيا ودوليا واسعا، حتى اسَتغرب واشمئز منه معظم المراقبين في الغرب، بدءا بمجريات المحاكمة الهزلية، ونهاية بتوقيت إعدامه والطريقة التي عومل بها بعد مماته. حيث أبدى السفير الأميركي السابق في المغرب مارك غينزبرغ،على شاشة فوكس نيوز، وهو من اليمين المتشدد في أميركا، امتعاضا من تسليم الرئيس صدام الى ألد أعدائه وإلى جلادين من الميليشيات المذهبية المسلحة وهوأسير حرب! كما استطرد إلى الخطأ الفادح في اختيار توقيت إعدامه، في أول أيام عيد الأضحى، متجاهلين الحساسيات ومشاعر المسلمين، فكان برأي غينزبرغ بمثابة الذبيحة التي افتدى بها النبي ابراهيم ابنه اسماعيل قربانا لله!.

إن الاصطفاف الطائفي والمذهبي في حاكمية الشعب ليس إلا مشروع هدم وتخريب. ونحن نتساءل ماذا فعلت الأكثرية االشيعية في حكم العراق اليوم، التي أرادت التحول إلى عراق جديد فجنحت إلى العنف الطائفي ؟! أو ماذا فعلت الأغلبية السياسية البعثية في عراق صدام حسين سابقا؟! وهل نحن بحاجة فعلا إلى حكم الأكثرية مهما بلغت اصطفافاتها وظلاميتها، أم إلى التأسيس لمفاهيم ثقافة تسامح اجتماعية وسياسية لقبول الآخر، ونبذ سياسة العنف ورفض ثقافتها؟

مَن فرح ورقص في العراق مبتهجا بالموت إثر إعدام صدام؟ من جعل الموت لعبته اليومية؟ من تقاسم الحاكمية في العراق على أساس طائفي عرقي؟ من أسس للممارسات السياسية العنفية، والتي هي أشد فتكا من أية قنبلة عنقودية، أوذكية، أومن أي سلاح للدمارالشامل؟!.

وإذا كان القضاء النزيه هو مقياس رقي الدول، فإن ما حصل في "العراق الجديد" يؤكد أن لا فرق بين جلادي الأمس، وجلادي اليوم، بالنسبة للشعب العراقي. وما نشهده ليس إلا فصلا من موت أمة !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات