الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الأمريكان ارحلوا

نشأت المصري

2007 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يوم الاثنين الماضي قرأنا عن وجود ستة رؤوس مقطوعة في العراق , واليوم نقرأ عن رأي الديموقراطيين الأمريكان في عدم زيادة القوات الأمريكية في العراق .
لذلك ومن منبري المتواضع والذي لا يمثل سوى ثقب صغير بين نوافذ وأبواب الكتاب والصحفيين الأجلاء , أقول لأمريكا ارحلوا من العراق!! ولماذا أتيتم!!؟:
ـ ربما يكون حربكم مع العراق كما قيل هي حرب مع الإرهاب في معاقله , فكان لكم بالأولى تأمين معاقلكم ضد الإرهاب ومنع عناصره من التغلغل إلى بلادكم , بدلا من الدخول في حرب راح ضحيتها أبرياء من الشعب العراقي والشعوب الأخرى, وكيف يتم بناء العراق بعد ذلك, هل سيبنى على أجساد قتلاه أم أشلاء صدام, أم تغلغل الفتنة بين عناصر شعبه من سنة وشيعة ومسيحيين.
ـ ربما جئتم للإطاحة بحكم الدكتاتور صدام حسين, وربما أيضا أردتم تحرير العراق من حكومته ومعاقبته على انتهاك حقوق الإنسان بشأن قضايا القتل والعنف , فكان بالأولى أن يقوم بهذا العمل العراقيين أنفسهم بأي صورة من الصور حتى ولو قاموا بانقلاب ضده , والدول العربية مليئة بأمثال صدام ولكن لماذا هو بالذات.
ـ ربما جئتم لعرض قوتكم العسكرية حتى يكون معلوم لدا قواد العرب أن هناك ديكتاتور دولي لابد أن يخافه الجميع ويعمل على لعق أحذيته حتى يعيش الكل في موالاه لهذا المارد !! أمريكا, فيكون مصدر رعب على الإرهاب والدول التي تناصره وتأويه.
أقول لأمريكا ارحلوا من العراق!! ولماذا أتيتم!!؟:
ـ الشعوب العربية بها تجاوزات ضد شعوبها , ولكن هل الحل هو في احتلال هذه الدول ؟ أم فرض سيطرة عليها بصورة أو بأخرى , وهل شعوب هذه الدول سوف يتقبلونكم ؟ وربما يتقبلونكم للتخلص من وضع معين أو حكم معين أو حاكم معين ولكن سيستمر تقبله لكم , أم سيعتبرنكم غزاة ومستعمرين .
ـ ربما لا تعرفون طبيعة هذه الشعوب وأم أنكم تتجاهلونها حيث أنهم شعوب عالم ثالث من وجهة نظركم, فهم يتناحرون مع بعضهم البعض , ويجتمعوا متناحرين مع من اعتبروهم غزاة أو مستعمرين, شعوب تتحاشا القوي وتنتقم منه بقتل الأقليات والضعفاء.
ـ المواطن المسلم البسيط أنحدر وراء أفكار السياسيين الإسلاميين باعتبار هذه الحرب صليبية , أي هي بين ثقافات مسيحية ضد الإسلام , وربما معهم حق لأنهم يعتبرونكم مسيحيين.
لذلك وأنا مسيحي أقول لأمريكا ارحلوا من العراق!! ولماذا أتيتم!!؟:
ـ أنتم تحاربون من أجل تأمين مصالحكم , وتأمين شعوبكم من الإرهاب.
ـ الإرهاب الذي هو عدو للكل لا يفرق بين مسيحي أوأي دين أخر, يبحث ليبث الرعب والخوف في قلوب الكل , لهذا يجب أن يقاوم بالقانون , يقاوم في كل دول العالم بقانون دولي تفرضه الأمم المتحدة.
ـ وليس معنى الحرب ضد الإرهاب هو حرب ضد دول وشعوب وإسقاط حكومات.
ـ بحربكم هذه ازدادت الفجوة بين الأقليات الدينية والإسلام , باعتباركم مناصرين لحقوق الأقليات , وأنتم عكس هذا فلا يوجد في قاموس سياستكم أديان أو مناصرة أديان لأنكم تناصرون مصالحكم وسياستكم .
ـ نحن مسيحيو مصر لم نطلب من أحد الوصاية علينا أو مناصرتنا أو الحرب باسمنا , فنحن نطلب من ربنا وإلهنا يسوع المسيح فقط أن يؤازرنا في المحن التي تعترض لها الكنيسة.
ـ وإذا التجأنا لأحد نلتجئ لأخوة لنا في المهجر أقباط مثلنا معاناتنا تهمهم بل يعانون معنا , وهذا من أجل أن لهم حرية تعبير أوسع عالميا, ليكون لها صدى عالمي في الشرعية الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان. ـ ربما يكون هناك هدف من استغلال قضية الأقليات الدينية لتبرير هذه الحرب ونحن أيضا نرفض التلاعب باسم الأقليات الدينية من أجل مآرب سياسية .
لهذا أقول لأمريكا ارحلوا من العراق!! ولماذا أتيتم!!؟:
بل أقول ارحلوا من الشرق الأوسط , لسنا في حاجة لحروب أو مزيد من الدماء أو مزيد من القتلى أو مزيد من رؤية أمراء أو ملوك أو رؤساء عرب ربما يكونوا رموز لبعض المناصرين لهم أو محبيهم , فلا يجوز إطلاقا جرح مشاعر أحد, من الجائز محاكمتهم وإجبارهم على ترك الحكم وليس أكثر من هذا.
ـ نحن لا نريد تكبير الفجوة بيننا وبين المسلمين حيث أنهم يعتبرون العداوة مع أمريكا والغرب هي عداوة مع حمال الصليب من المسيحيين أجمع , فيزيدون من الاضطهاد والضيقة مفكرين أنكم صليبيون وانتم أبعد ما يكون عن معنى الصليب والمسيحية, حيث أن المسيحية ليس لها مملكة عالمية , ولا تبغي الحروب والقتال وكل من يحارب أو يقاتل ليس مسيحيا .
ـ وليس معنى هذا أننا نتهاون من أجل حقوقنا , وليس التدين معناه السلبية ولكن مطالبتنا بحقوقنا بالقانون والطرق السلمية والشرعية الدولية, ليس أكثر.
الشرق الأوسط لا يحتاج لتدخل مسلح بالسلاح والعتاد الحربي بل يحتاج للتسلح بسلاح العلم والديموقراطية ونشر الليبرالية الحقيقية.
كما أني لا أعتقد أن شعوبكم ترحب بمنهج الحرب , حيث أن الحرب تعني أعباء مالية وتدهور في الاقتصاد وبالتالي زيادة الأعباء الضريبية على المواطن الأمريكي
وتحاشيا لما سبق أقول لأمريكا ارحلوا من العراق!! واتركوا الشرق الأوسط في مشاكله للأمم المتحدة, وبدون حق الفيتو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت