الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعدام صدام..غياب الحقيقة الكاملة!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2007 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


فأوقفوا الاعدام ببقية الشهود
بعيدا عن كل الملابسات التي أحاطت بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والتي أثارت كثيراً من اللغط والجدل داخل العراق وخارجه ، خصوصا في اختيار التوقيت، وفي الأسلوب.،فان السرعة التي تم فيها الاعدام ، أكدت أن الاعدام كان ثأرا وانتقاما ً وليس تحقيقاً للعدالة، وأن رحيل صدام هو فرصة لعدم فتح ملفات لا تريد أطراف كثيرة أن تتطرق إليها عن فترة حكمه.
كما أن تسريب تسجيل الدقائق الأخيرة قبل إعدام صدام، يعكس صورة بشعة لعراق متعطش للإنتقام ويعيش في فوضى، إضافة إلى أن اسدالَ الستار على ملفات أخرى ماعدا قضية الدجيل "السهلة" في مقاييس القضاء، يُعد حجبا للحقائق، قبل أن يكون من باب الحرص على تطبيق العدالة، لأن تطبيق العدالة يقتضي النظر في بقية القضايا والجرائم التي يتهم صدام بارتكابها ضد الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب والسنة المعارضين، وضد البعثيين من رفاقه السابقين.
نعم إن من حق العراقيين أن يعرفوا الأسرار التي دُفنت مع صدام، لكي يكتبوا التأريخ ..كما هو وليس كما يريد المنتصر، وهو ليس الحكومة العراقية!.
إننا حين نعترض على إعدام صدام، نُدرك جيدا أن رحيل ديكتاتور ظلم شعبه وارتكب أفظع الجرائم بحقه،هو أقل بكثير من العدالة المطلوبة لرجل حكم بلاده بقبضة من حديد ونار، لأن العدالة الكاملة هي أن تصدر محكمة عراقية مستقلة،أحكاما عدة بالاعدام على صدام، على كل جرائمه الفردية والجماعية، المحلية والاقليمية وحتى الدولية، بعد أن يعرف الجميع منه تلك الأسرار التي وُريت الثرى معه في حفرة صغيرة!.
فالعراقيون لايعرفون حتى الأن كيف ولماذا أعدم السيد محمد باقر الصدر واخته بنت الهدى، والبقية من مراجع الدين الذين أغتيلوا غيلة وغدرا،وماهي تفاصيل باقي الاعدامات والاغتيالات التي طالت الشيوعيين والبعثيين والأكراد، وقصة مجيء حزب البعث الى السلطة مرتين ،وخلفيات الحرب العراقية الايرانية وغزو الكويت ومن هم المتورطون الآخرون، وأسرار إزاحة أحمد حسن البكر، وقصة اعدام الداعية المؤسس عبد الصاحب دخيّل واختفاء عبد الهادي السبيتي واغتيال حسن الشيرازي ومحمد مهدي الحكيم وصالح الحسيني وطالب السهيل ومقتل حردان التكريتي وقيادات فلسطينية، والكثير من أحجية وألغاز سقوط بغداد وملفات أخرى.
وبدا واضحا أن السلطة الأمريكية في العراق وهي التي كانت مسؤولة عن اعتقال صدام ومحاكمته ، أخذت تتبرأ مما حصل عندما قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن إعدام صدام حسين كان يجب ان يتم بطريقة تحفظ الكرامة أكثر، لكنه أعتبر ان الرئيس العراقي المخلوع نال محاكمة عادلة وهو أمر لم يحصل عليه ضحاياه،ليسدل بذلك بوش الستار على ملفات وأسرار تشكل جزءا مهمة من تأريخ العراق .
من هنا ولأجل صياغة مايمكن من تأريخ العراق في زمن صام حسين، أدعو الى ايقاف مسلسل الاعدامات بمن يمكن أن يرووا للتأريخ مايعرفونه من أسرار ....عن دور صدام في كل الملفات التي يريد الآخرون اخفاءها،ولتكن أيضا مدخلا الى مصالحة ربما تساهم في إعادة شيء من الروح ...الى العر اق..الجديد!.
أليس كذلك؟!



--
وما من كاتبِ الا سيفنى وُيبقى الدهرُ ماكتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شئ ُيسرك في القيامةٍ أن تراهُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ