الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزائم التيار القومي العروبي ما بين عواء الذيب وردح البكري

شاكر الناصري

2007 / 1 / 8
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من المعروف أن كل التيارات السياسية والاجتماعية التي تتمتع بوجود واقعي وعملي جدي في مجتمعاتها، تعمل على أبراز وجودها وقدراتها وآفاقها المستقبلية أو رؤيتها للاحداث والعالم المحيط بها و للغد الاتي ايضا، في كل مناسبة تكون في صالحها أساساً. الا ان التيار القومي العروبي الذي يعيش الانكسارات والهزائم المتلاحقة لايسعى لأثبات وجوده الا من خلال تمجيد المأسي والنكبات التي يكون هو كتيار سياسي وأجتماعي ضحيتها المباشرة أو أنها تحصيل حاصل نهجه وممارساته السياسية والاجتماعية الخاطئة والمتخلفةأساساً ، وأنه يسعى لأثبات وجوده او للتغني بماضٍ لايمكنه أن يكون حلقة هامة في مسار تطور البشرية عموما والمجتمعات العربية خصوصا.
أن تياراً كهذا يعي تماما أن وجوده بات قاب قوسين أو ادنى من التلاشي والانزواء وأن أرتماءه في أحضان التيارات الارهابية والاصولية الاسلامية ، الأكثر رادكالية والأشرس منه في مواجهة العدو الذي هزمه، لايقدم له سوى شهادة على أنه تيار ذيلي وأنتهازي وخانع ويكرر ذات الشعارات الاسلامية التي تزيد من أوهامه وضياعه وتفقده حتى أبسط ملامحه كتيار عرف نفسه في فترة ما كتيار علماني...؟؟؟؟إإإإ.
أعدام مجرم وسفاح كصدام حسين ربما يكون الضربة القاضية، وليس القشة التي قصمت ظهر التيار القومي العروبي. أذ ان اعدام مجرم دموي كصدام حسين قد أفقد التيار المذكور واحدا من أهم رموزه ودعاماته التي طالما تعكز عليها، رغم كل المجازر والبشاعات التي ارتكبها بحق الشعب العراقي ولكأن هذا الشعب لايشكل جزءا من ساحات عمل هذا التيار أو انه لايعنيه بشيء مادام يحكمه صدام حسين كرمز من رموزه وأحد طغاته ومجرميه وما أكثرهم.
كثيرة هي المواقف التي أعلنت أو عبرت عنها الاحزاب والتيارات والتنظيمات والاحزاب القومية والاسلامية في عالمنا العربي ضد أعدام صدام حسين، أقاموا التجمعات والمهرجانات الخطابية وأطلقوا العنان لمظاهراتهم و لابأس أن تكون أبنة الدكتاتور المعدوم في مقدمة صفوفهم وشاكرة لهم أحتفاءهم بقائدهم حتى تزيدهم بشاعة وتزيدهم قدرة على الاستخفاف بدماء العراقيين والمصائب التي حلت بهم جراء حكم مجرم فاشي كصدام حسين.
أنطلاقا من تعاملها بمهنية وشفافية عالية إإإإ تلطفت علينا قناة الرأي والرأي الآخر-الجزيرة مباشر- بنقل وقائع مهرجان القوى الشعبية والوطنية المصرية(العتيدة- وهذه مني) لرثاء الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، بعد نقله المباشر تكرر بثه مرتين كأعادة، فالموضوع يستحق حتما فالحدث جلل للتيار القومي وللجزيرة التي تعرف تماما ماذا يعني ان تفقد شخصا كصدام حسين.
هو لم يكن مهرجانا أو مؤتمرا بقدر ما كان ساحة للردح على ماض تولى أو للتغني بأمجاد زعيم مجرم وقاتل لايفوقه أشد القتلة أحترافا. مهرجان أطلق فيه الديب (المحامي المصري أمين علي الديب) أو الذيب كما نسميه نحن العراقيين، العنان لان يطلق كل النعوت الحنونة والانسانية والادمية ولاأدري أين وجدها ، لماذا لم نكن نشعر بها او نحسها عندما كانت سياط الجلاد تتعامل معنا كأننا مخلوقات تفيض عن الحاجة، لعل نعوته قد تطرب أحبته واحبة مجرم كصدام لكنها كانت كعواء الذئب الغادر، ومثلما فعل الذيب فقد أطلق مصطفى بكري النائب في مجلس الشعب المصري العنان لحنجرته الشتائمية والبكائية معا لعله يشحذ همم قوم يعيشون بؤسهم ومرارات حياتهم في كل لحظة. أن الردح الذي قدمه مهرجان القوى الشعبية والوطنية المصرية لايمكنه ان يكون وسيلة للتعبير الا عن الانحطاط الذي وصل اليه التيار القومي العروبي ورموزه الاعلامية والسياسية والقانونية كالبكري والديب وبشرى خليل التي سبق و أن فتحت امامها قاعات مؤتمر ما في تونس خلال العام المنصرم ، لتطلق على سيدها المجرم لقب ،الاسد في العرين، ان القوى الشعبية والوطنية ( ربما هو مهرجان وهمي أقيم تحت هذا الاسم لاجل دفع قوى أخرى نأت بنفسها عن الخوض في موضوع لايعنيها بشيء)، التي أنظوت او تجمعت من أجل رثاء الرئيس العراقي السابق يجب ان تعي ان شعاراتها ودفاعاتها عن قادة ورموز كانوا الاكثر قدرة على ايصالها و التيار القومي العروبي الى الحضيض لن يقدم لها الان شيئا قدر عزلتها وخسارتها حتى لأبسط شعاراتها الواهية.
مهرجان القوى الشعبية والوطنية المصرية كان مهرجان لتحويل مجرم دموي وسفاح بشع كصدام حسين الى آلهة تقطر منها السماحة والعفو والمغفرة أوالآلهة الشهيد كما صوره الذيب والبكري وكل من صفق لهم.
ترى من يخدع هؤلاء؟
خلال الحرب العراقية الايرانية القذرة والدامية جاء أكثر من مليوني مصري للعمل في العراق كتعويض عن العراقيين الذين يذهبون الى جبهات الحرب اوالذين يقتلون او يؤسرون...الخ. هؤلاء العمال البؤساء واجهوا ما واجهه الشعب العراقي الذي أحتضنهم بدمه ولحمه وفقره ودماء أبنائه، كانوا مثلنا يعتقلون ويجلدون ، يعذبون ويتم أعدمهم...الخ.
كنت أتمنى كما الكثير من العراقيين أن تثور ثائرة الذيب ومصطفى البكري أو السيد نصار وغيرهم ممن ثارت ثائرتهم لاعدام صدام حسين، وأن كانت على بعد، أن يحركوا جميعا دعوى قضائية في محاكمهم المعروفة بالنزاهة والسمعة الحسنة أو في المحاكم الدولية ووفقا للقانون الدولي الذي طالما أتخذوه مصدرا لهم، ضد صدام حسين أو نظامه وحكومته وحزبه ورموزه بسبب الفضائع التي أرتكبت بحق العمال المصريين في العراق.
لهؤلاء ، للذيب وبكري ولكل من صفق لهم وهم يمجدون مجرما مقبورا ويتغنون بجرائمه ضد شعب يستحق الحياة والبقاء والوجود مهما كان الطغاة، أقول عودوا الى أبناء بلدكم الذين عملوا في العراق، عودوا للافلام المصرية لعلها الاصدق في التعبير عن معاناة العمال المصريين في العراق، هل سألتم في يوم ما عن العمال المصريين الذين أختطفهم وباء العراق؟؟؟؟إإإ أن عددهم يفوق من أعدموا في حادثة الدجيل.
نقول اسألوا أبناء جلدتكم لعلهم الاحق منا في الوصول بكم الى جادة صواب تصرون على فقدانه ابدا. أعرضوا مأساتهم في مهرجانات الخطابة والردح.
حتما لايعنيكم ان عاملا مصريا ما قد فقد حياته في العراق.
ما يعنيكم هو أنكم ستواصلون مهرجانات الردح في كل مناسبة تشهد أنكساراتكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو لجنود الاحتياط على الحدود مع لبنان: نقدر خدمتكم ونعم


.. مؤسس موقع ويكيلكس يقر بالتهم الموجهة إليه بعد اتفاق مع الحكو




.. مسيرة حاشدة في كوريا الشمالية لإحياء الذكرى الرابعة والسبعين


.. الشرطة البريطانية توقف 4 أشخاص لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الو




.. أخبار الصباح | زوجة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة الانقلاب عليه