الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية

مالوم ابو رغيف

2007 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


انهم يفسدون فرحة العيد، يقول الوهابيون بُعيد اعدام صدام في بيان رسمي اقام العرب المسلمين ولم يقعدهم. فخرجوا الى الشوارع حاملين صور شهيدهم الاجرامي، مطالبين باخذ الثار وتسليم الخونة والعملاء الذين اعدموه ليقتصوا منهم، وإلا سيعلوننها حربا شعواء ضد الابرياء العراقيين الذين يُقتلون يوميا في شوراع بغداد على ايديهم القذرة.
صورة صدام يحيط به حبل المشنقة الغليظ نشروها مثل ما نشر اسلافهم قميص عثمان. عثمان الخليفة الراشد لم يقتله الثائرون عبثا، انما قتله استخفافه بالناس، وعبثه ببيت المال وتعينه اللصوص والبغاة الطغاة ولاة امر وحكام على الدول المستعمرة دينيا. لم ينتظر المسلمون قصاص الرب، فالرب نفسه قد هجر ابنه عيسى وتركه وحيدا يصلب، ولم تفده صرخته الاخيرة التي ملات الارض احتجاجا، ابي لماذا هجرتني، لكن اذنا الله بقيت صماء لا تسمع نداء الاستغاثة. فهبوا على الخليفة وذبحوه وهو يقرا قرانه الذي يقول واطيعوا ولي الامر منكم حتى لو كان مجرما عتيا.
كم من حناجر وقلوب توجهت الى الله تشكوا اليه الظلم والقمع والاضطهاد، تشكوا له التعذيب والقتل والاغتصاب المرتكب باسمه، وكان الله قد اصبح مثل الاصنام التي نهى عن عبادتها لانها لا تنفع ولا تضر، حجرا اصما غير مهتما بما يقترفه عباده من منكرات وجرائم.
ان كان عثمان الخليفة الباغي اصبح شهيد الامة، حسب شرع الاسلام، فان المجرم صدام اصبح شهيد هذه الامة المتهالكة ايضا وفق نفس الشريعة. وان كانت عائشة بنت ابي بكر امرت بقتل نعثل لانه كفر ثم حملت قميصه مطالبة بثاره، فان عائشة القذافي، الذي وقف ابوها الى جانب ايران ضد صدام في حرب الثمان سنوات، حملت لواء الدفاع عنه وفتحت حساباتها البنكية لتحمل مصاريف القضية باكملها، وامرت الدولة بعد اعدامه بعمل تمثال لمغتصب النساء وقاتل الاطفال ونافذ الكيمياويات على الكورد ودارس المدن بكل لا ابالية المجرمين العتاة.
مسخرة كبرى، ان تهب الشعوب المغيبة في خبايا الدين وخرافاته لتتخذ من مجرم سفاك بطلا لها، رمزا قوميا، تبكيه بمرارة ولا تبكي حالها التعس، تنتحر لاجله ولا تنحر من هم على شاكلته، من هم سبب تخلفها وجهلها وزريتها واملاقها.
شعوب فاقدة الوعي، مسلوبة الاحاسيس، يقودها بضع من معتوهين، اميين لا يقرأون ولا يكتبون، ودجالين مشعوذين من حملة اقلام لا تعرف الا شحذ العواطف الدينية. هي نتيجة حتمية عندما تسلمت السعودية راية القيادة العربية، فجمعت بين الدين والقومية، واصبح الاسلام بنسخته السنية الركن الاساس لاثبات القومية. المثقفون، يساريون ويمنينون، قوميون ووطنيون اطالوا لحاهم ومسكوا مسابحهم وغرقوا بنسخ التاريخ الديني للخلفاء الاسلامين وما هي الا فترة وجيزة لتمتلا جيوبهم بالاوراق الخضراء. حتى الاحزاب العربية ابتدات بياناتها ونشراتها بــ بسم الله الرحمن الرحيم وبالصلاة على النبي. هجروا كتبهم وافكارهم وتشبذوا بخرفات وتزويرات الماضي الديني.
يعجب البعض بان الطائفية منتشرة بين الشعوب العربية. فهل ينتج الدين غير الطائفية.؟
هل تستطيع الدول الدينية تسويق مذهبها الا عبر راية التحارب الطائفي.؟
وهل ينتج الدين غير التخلف والاستعباد والاتكال على الغيب وانتظار غضب الله على الظالمين الذين يعلوا شانهم وسعادتهم كلما انتفخت الشعوب دينا وايمانا وجعلت من الشريعة دستورا وبرنامجا للحياة.
لا عجب، الامة العربية الاسلامية هي امة الابطال المزورين، فان زوروا بطلا اخر، مسخا اخر وامام اعين التاريخ، امام اعين العالم اجمع الذي راى البطل المزعوم يخرج من الحفرة كجرذ وسخ، خائفا مذعور، مهزوما، فهم لا يخجلون ولا يهمهم راي الناس فيهم، هم زرافات محترفة قد دفنت رؤوسها بالرمال منذ قرون ولا يهمها ان ترى الشعوب الاخرى قبح مؤخراتها.
اتسائل
كيف لهؤلاء المفكرين، لهذه الاحزاب، لهذه المرجعيات الدينية، للنخب الثقافية، لرموز الثقافة والادب والفن ان تزعم انها تناضل من اجل الديمقراطية وهي تتخذ من دكتاتور مهزوم مجرم رمزا لها.؟
كيف تدعو المقاومة الفلسطينية للحرية وهي تتخذ من جبان العصور، من سلم العراق للجيوش الغازية وهرب هو وجيشه وقادته وحزبه الى الحفر والنقر، تتخذ منه شعارا ورمزا للتحرر.؟
هل يمكن لمجرم مثل صدام ان يكون شهيدا ان يكون رمزا .؟
نعم يمكن ان يكون شهيدا وقائد صنديدا في زمن التردي، في زمن انتشار التفكير الديني، في زمن التخلف.
وها هي الشعوب الدينية قد افسد عليها اعدام طاغية صعلوك فرحتها بانهاء دورانها الغيبي حول حجر بركاني اسود، ورمي اعمدة كونكريتية بالحصى على انها رمز الشيطان، بينما رمز الشر يعلق في مشنقة عراقية، فهلا رشقوا بحصاهم حكامهم ورجال دينهم بدل ان يرشقوا اعمدة لا تنفع ولا تضر .
الاغرب ان الحكومة الاسلامية في العراق، التي تريد دستورا اسلاميا، ومدارس اسلامية، وشوراع اسلامية، تجد ان تصرف المسلمين وموقفهم الارعن هو تجاهل لعذابات العراقيين. بينما الحكومة هي واحزابها الدينية تعمل على انشاء نظام اسلامي لخنق الحريات ومصاردة الاختيارت و اعدام تطلعات الانسان الى الرقي والحضارة الانسانية، صحيح انها اعدمت المجرم الهمجي صدام، لكنها تعد العدة لوضع اعناق الشعب في انشوطة الدين الغليضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح