الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل :في فهم جيل جديد على الابواب

يسير بلهيبة

2007 / 1 / 8
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


تقديم
بعد ساعات طويلة باحدى مراكز الشباب المحتضنة بالرباط ليلة 23/12/2006 دامت اكثر من خمس ساعات تلت ندوة نظمتها اطاك المغرب حول قانون المالية ، شهد مقر المبيت احد تجليات الصراع الفكري والنفسي بين جموع الشباب لاثبات الدات عبر طرق مختلفة استانست بها عن قرب : من الساعة 9 ليل الى الساعة 4والنصف صباحا تكللت بمختلف اشكال التعبير والابداع- اغاني صاخبة يسميها البعض ميوعة –نقاشات شتى –مشاريع عمل – نقاش حول اهمية الدين واثاره في تجميد استقلالية الفرد- الموقف من السلطوية الابوية و السياسية ...وبالرغم من ان هدا الشباب القادم من مختلف مدن المغرب بات ليله ساهرا بطريقته الخاصة مرهقا في- جنونه المقدس- على حد تعبير احدهم ، فقد ظهر إبان المسيرة صاحيا متيقضا حيويا غير متعب تملؤه حيوية الشباب والرغبة في البقاء واثبات الدات على عكس مجلس اللوردات المتهالك في المسيرة وقد ازدادت قوة ظهوره امام مقر البرلمان مستأثرا بمنابر الاعلام وبمسيري المسيرة ..ان هدا الشباب اليوم عكس ما يتصور عنه .انه شباب يرفض ان يكون الة تسجيل يردد اقاويل الشيوخ و يتكلم بلغة وتحاليل تفوق وعيها و ادراكه انه شباب يساير عمره ومستويات فهمه ...لانه يعتقد ان لغة الجوع والحاجة والفقر لا تحتاج الى عبقرية في الفهم والادراك .. ولانني وعدت هؤلاء المتمردين عن الوضع بمشاركتهم في تفكيرهم واملهم وهمومهم و البحث الافضل كجندي ضمن كتيبتهم في اطاك عن مستقبل اخر ممكن لفئتهم. فانا اضع اولى لمسات نقاش من اجل الفهم والتواصل .قد يبدو شكليا او غير دي قيمة عند البعض لكنه اهم عندي من الاكتفاء بالمتابعة السطحية لامالهم..وبدلك اكون قد خرجت عن المتابعة الشكلية من خلال هده الطرطشات من عناصر التفكير مؤمنا ان الصامت عن الكتابة وابداء وجهات النظر شيطان اخرس ...فيا مناضلي اطاك ايا كانت اعماركم ومستوياتكم الثقافية انضمو الى هدا النقاش ..فقد ابنتم هكدا مرة عن قدرتكم الطموحة عن فك الاغلال و تحفيز النقاش ..
فالنقاش فكرة والفكرة هدف والهدف مقترح والمقترح نتيجة لعمل ...
ملامح مرحلة انتقالية داخل اطاك اساسها الشباب
على ايقاع الحماسة الشبيبية ارتفع صوت الشباب المناضل داخل اطاك ، ليطالب بحقه في التعبير وفي الابداع ..البعض اعتبره مجرد طيشة شباب امام الشيخوخة السياسية المجمدة لامكانيات ابداعه باسم النضج ، واليوم ونحن نودع سنة 2006 نجد انفسنا بعدما اتحفتنا شبيبة اطاك ابان مسيرة الغلاء المعيشي بالرباط ايام 24/12/2006 بقدرتها على الابداع ولفت الانتباه ، نجد انفسنا مطالبين بتعزيز اواصل التواصل والجدب مع هده الفئة التي ترفض الممارسات السلطوية والاسقاطية التجاربية او الانهزامية السياسية بمنطق الديلية ...ويعتقد الكثير وانا اخط هده المقالة كغيرها من المقالات بانني من غلات الكلام او من المتفائلين المبالغين او المطنبين في التضخيم –كما وسبق ان انتقد البعض بلغة صامتة تجربة النضال بابن جرير – لكنني اقول وانا واثق و مؤمن بهدا الجيل الدي انتمي اليه ان جيلا عظيم القدرة على التحرك قادم ، بل وان هدا الشباب سيكون له السبق في الانجاز وفي اعادة الثقة للمواطن المغربي بالقدرة على التغيير ..طبعا ليس بالمنظور الدي دأب البعض او اعتاد عليه البعض في اطاك وخارجها من اليات كلاسيكية في البناء و اليات الجدب والاستقطاب ، كوني اعتقد ان لكل جيل خصوصيته وثقافته التي يستمدها من محيطه و ثقافته السائدة او المناقضة ...والدين يعتقدون عكس دلك اقول لهم وبكل ثقة في النفس ان الزمن كفيل بان يبرهن ان جيلا اخر ممكن بثقافة يسمونها ميوعة واسميها شكلا للتعبير عن الدات .كيف؟؟.
في جيل الحرس القديم :واحكامه الجاهزة
سمات جيل الحرس القديم بالمغرب تستمد اصولها من فترة زمنية عانقت شعارات ما ، وعايشت احداث ما نظمت خطوط النضال الامامية طيلة القرن الماضي ، فارتفعت فيه الحماسة عندما نهض طلاب الجامعات وتلاميد تها من خلال انتفاضات شبيبة في –براغ-1968كما اشادو بمعارك التحرر : الثورة الكوبية والجزائرية و الصينية ..كما اختلطت فيها الافراح بافول نجم القومية العربية مع هزيمة حزيران العربية و الانتصار الكادب لاكتوبر 1973 والدي تلته اتفاقية الخيانة كامب ديفيد ..هدا في الوقت الدي كان المغاربة من اهل اليسار يحلمون بالثورة والتي نسج اضلعها وخيوطها الشباب الثوري ممثلا في الطلبة الجامعيون اوطم..لتتلوها انتفاضات الثمانينيات وتشكل اليسار القاعدي بالمغرب مرورا بانتكاسة انهيار المعسكر الشرقي وسقوط حائط برلين...على ان نصنف هدا الجيل الى مرحلتين : جيل الاستقلال الشكلي وفهمه للوطنية وجيل المطالب العلمانية والتحرر السياسي.
ان هدا الخليط المتداعي من الانتصارات : الانتعاشات النفسية والانكسارات : الانتكاسات النفسية هو الدي اطر لغة الهزائمية والتفائلية في ادبيات وثقافة هدا اليسار .كما انه ابان لحظات العجر المتكررة المتاثرة بالمناخ العام عن طقوس انتجت منتصف التسعينيات ثقافة عرفية في ادارة مشاكل وتحديات اليسار فاصبح رصيده الدعاوي و التكويني اجتراريا في الوقت الدي كان فيه اليسار الفرنسي والايطالي والامريكي اللاتيني يعيد تشكل نواته على ارضية خصبة عريقة في مراكمة الدروس مليئة بالادب الثوري الموثق في حين ان يسارنا عجز عن تدارك فهمه للصراع وتدوينه لينال ما تيسر من مجهودات الزعامات الكارزماتية الحجز او الاتلاف بفعل سنوات الرصاص..
ان هدا اليسار وان كنا نامل في تكامليته وتمامه بل ونضجه ارادويا جاءت ولادته وللاسف قيصرية بل و ناقصة النمو في بنيته وزاد من تقليص حجم تطوره ثلاثة عوامل اساسية نوجزها فيما يلي :
1- الشرط الموضوعي العام :
وهوما سبق ان دكرناه من تاثيرات خارجية من ظروف وملابسات تشكل اليسار العالمي باضفاء عنصر اخر يتمثل في اكراه الخصوصية في العالم العربي الاسلامي –هيمنة الخطاب الديني و ارتفاع نسبة الامية- ..وعدم اكتمال الرؤية في المشروع اليساري بين يسار ماركسي لينيني و اخر ماويغيفاري واخر شعبوي واخر شوفيني ظهر بمظهر المتناقض مند البداية بل والتناحر احيانا يكاد اليوم يكون تصفويا من حيث الارث الايديولوجي ..
2- الشرط الموضوعي الداتي بالمغرب :
اظافة الى الشرط السابق تمثلت عناصر النظام الاقصائي الاوتوقراطي بالمغرب كشرط اساسي في عرقلة نشوء وتكون اليسار بشكل سليم وقوي ،حيث ادت سياسات القمع الى فرز شريحة رافضة وجدت ضالتها وليس في فهمها وقناعتها الايديولوجية في اليسار مما اضفى على هدا اليسار بعضا من الشرعية في احقية المقاومة (وثائق الى الامام : سقطت الاقنعة فلنعلن الكفاح المسلح..)–وهي اليوم – الشريحة الرافضة من المجتمع – تجد ضالتها مثلما سبق وان حدث في الجماعات الاسلامية نتيجة الغلاء المعيشي والاضطهاد الطبقي – كما ان هدا الشرط الموضوعي في اطاره العام والداتي في تماثله بالفئة المستهدفة يعيد جدب و استقطاب هدا اليسار في شكله الراهن بأدوات وصيغ تفيد الاحتواء والافراغ من المضمون : حكومة التناوب او المصالحة الوطنية بما يشير الى السلم الاجتماعي –المصالحة على ارضية طي صفحة الماضي وتوقيع اليسار على شيكات على بياض من اجل لم رفات الشهداء من منصات التشهير و التحريض والفضح لطبيعة النظام السياسي بالمغرب مقابل تحسين صورته امام الراي العام الدولي ..وفي دلك يكون اليسار قد استكمل دورته الى اليمين بدون حياء لا لشيئ الا لان شيوخ اليسار اليوم وشبابه بالامس قد تعبوا –هم يستعملون عبارات النضج- من المزايدات ويعون بواقعية حجم التغيير الحاصل ..على ان لا نعمم كل هدا الفهم على باقي ابناء اليسار لانه على هامش هدا الصراع يتأطر يسار اخر يبني تجربته على واقعية الفهم و يبادر الى تجاوز ثقافة الاعراف ( راجع مقالة الحركات الاجتماعية بالمغرب المنشور في الحوار المتمدن العدد1633-5/8/2006) ..
3- الشرط الداتي
وهو شرط يبدو شكلا غير دي موضوعية الا انه شرط اساسي ومحدد ويستطيع دارسو ومهتمو الدراسات النفسية التاريخية –وهي شعبة جديدة تدرس اليوم بالولايات المتحدة- ان تظهر مدى التاثيرات النفسية المباشرة في ثقافة جيل ما بنى فهمه ومعتقداته على ضوء تراكمات تاريخية لتجارب سابقة لتتحول من تراكم زمني الى سيرورة معتقدات واعراف تكاد تكون قانونا عاما يحكم ثقافة وفهم الاجيال المتعاقبة ...وقد اشارت جرية المناضلة في عددها الاخير الى نوع من هده الممارسة او العرف المتوارث والغير معقلن (الخميس 14 دجنبر 2006 العدد 14مقالنقاش على ضوء مواقف حزب الطليعة والنهج الديمقراطي 2) ونقصد بدلك انطباعات وانتقادات واجترارات لاحكام واحكام قيمة مسبقة دون فهم او تحليل علمي متقن ..الهدف منه اضفاء صفة اليسار على صادري الاحكام الجاهزة وليس كفهم يستنبط شروط احكامه من الدراسة والتحليل اي انه يسار فتاوي يصدر فتاوي ولا ينجز مهام مبنية على فهم للواقع واكراهاته وتناقضاته ولا يمتلك خطط مدققة تنير طريق ظلمته ..انه بخلاصة يسار نمطي قالبي يظهر فيه الهيكل الهرم اكثر ما يستوحى فيه المضمون الفكري والايديولوجي ...ولاننا امنا بهدا اليسار في زمنه الشبيبي عندما غنى الشيخ امام وعندما دوى صوت جيفارا وسعيد المغربي ووو...فاننا مطالبون اليوم ان نؤمن بهدا الشباب اليوم المتربع على عرش الراي و قنوات " حضرة المتهم ابي " وجيل ستار اكاديمي ..وأن نعانق هؤلاء الحراقة الانتحاريين بالشواطئ المغربية وان نرفع تعظيم سلام لهؤلاء الطلبة الدين يناقشون البورص الشهري على ان نعظم السلام لميليشيات الاقتتال الداخلي بالحرم الجامعي.-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا




.. كلمة عضو مجلس الأمة أسامة الزيد في الحلقة النقاشية -إلغاء ال