الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات مجيدة من كفاح الحزب الشيوعي العراقي يرويها سليم إسماعيل البصري(أبو يوسف)في كتابه ...الصراع-مذكرات شيوعي عراقي

نجم خطاوي

2007 / 1 / 8
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


ظلت فكرة كتابة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي هاجسا يراود الكثير من رفاقه ومحبيه والمقربين منه . وقد أوصت بعض مؤتمرات الحزب وكونفرنساته بضرورة الاهتمام الجدي بجمع وأرشفة تاريخ الحزب بكل مفاصله وصولا للشروع بكتابة تاريخه . لقد تعثر إنجاز هذه المهمة لأسباب ليس المجال هنا لبحثها . لقد غدت أهمية الإطلاع على تاريخ الحزب عبر مسيرته من بداية تشكيل الخلايا الأولى في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضي , مهمة وضرورية , ليس فقط لرفاقه وأعضاءه والقريبين منه , بل لكل من يريد أن يدرس تاريخ العراق الحديث . وقد أصابت تماما الفكرة التي قالت بارتباط تاريخ الشعب العراقي المعاصر بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي في الحقبة المعاصرة .
وللأمس القريب كانت كتب حنا بطاطو تكاد تكون المصدر الرئيسي للراغبين بالإطلاع على تاريخ الحزب الشيوعي العراقي , بسبب شحت ما كتب عن هذا الموضوع . ولا تصح هذه الفكرة اليوم , بسبب اغتناء المكتبات بمجموعة من الكتابات التي انبرت لتسليط الضوء على تفاصيل نشوء ونضال الحزب والمهمات الجسيمة التي تصدى لها عبر مسيرته النضالية , وخاصة تلك التي كتبها بعض من رفاقه الذين واكبوا هذه المسيرة ( زكي خيري- جاسم الحلوائي- سعاد خيري- بهاء الدين نوري – رحيم عجينة – ثمينة ناجي يوسف – عزيز سباهي - رحيم عجينة – عامر عبد الله – أحمد ملا قادر باني خيلاني – عبد الرزاق الصافي ) , وأسماء أخرى . وفي هذا الصدد يمكن اعتبار كتاب ( شهداء الحزب ) الذي أصدره الحزب قبل سنوات , وثيقة تاريخية مهمة تؤرخ للسفر البطولي لهؤلاء الأبطال وللتاريخ الوطني العراقي المعاصر . وتبقى هذه المصادر رغم أهميتها بحاجة إلى الدراسة والتدقيق والإضافات والرفد للجوانب التي أغفلتها من مسيرة الحزب الطويلة .
ويأتي كتاب ( الصراع – مذكرات شيوعي عراقي ) ليضيف الكثير والجديد والمهم في جهد الكتابة والتوثيق لتاريخ الشيوعيين العراقيين . وأهمية الكتاب تكمن في أن كاتبه سليم إسماعيل يوسف ( أبو يوسف ) قد عاش تلك الفصول والسنين الأكثر أهمية وإثارة ومأساة وبطولة , وخاصة معاصرته ومروره بجميع سجون ومعتقلات العراق , التي بناها المستعمرون وأعوانهم في العراق , لحبس وإبعاد وسجن الأفكار الشيوعية والتقدمية .
هنا لا نقرأ سطورا حكواتية وقصصا كتلك التي يحكيها الكبار لصغارهم , بل نبحر عبر السرد القصصي الجميل الذي يتقن اختيار المفردة وتوظيفها لخدمة الفكرة . وهذه المفردات لا يتم البحث عنها بل تكاد تكون نفسها مفردات الحدث المكانية والزمانية . ولا يلجأ المؤلف إلى اللف والدوران في إيصال فكرته بل يقولها لنا بانسيابية جميلة ترغمنا على الاستمتاع بإكمال نصه , ليس ابتغاء لمعرفة نهاية الحكاية , بل الاستمتاع بتفصيلات النص وجماليته . ورغم أن القارئ يشهد خلال تتبعه لفصول الكتاب , بعض السطور التي يبدو من خلالها الكتاب وكأنه يريد أن يقول شيئا من الحكمة أو الموعظة السياسية , لكن حكمته وموعظته لا تقحم في سرده , بل تبدو متناسقة ومكملة للصورة , وتؤطرها بهالة من الكتابة التي تتعدى السرد النصي إلى الكتابة المعرفية التي توثق للحدث زمانا ومكانا وشخوصا وتفاصيل .
الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب ( الوصول – الخضر – البصرة .. حنين وذكريات ) , والتي تؤرخ للفترة التي سبقت ثورة 14 تموز عام 1958 في العراق , تكاد تكون أو ربما هي بالفعل , فصولا من رواية , ربما فكر الكاتب أن يكتبها هكذا عبر استخدام الجمل الإيحائية الغزيرة المعنى والممتلئة بالأحاسيس المشعة والفكر, المطواعة التي تجد مفرداتها دون تكفل .
في هذه الفصول الثلاثة يجد القارئ مطلعا لرواية سوف يستمر بقراءتها ولكنه يتوقف قليلا في نهاية الفصل الثالث حين يلحظ أن المؤلف لا يريد حث سيره في إكمال مشروعه , ليجد بديلا عنه في السرد القصصي للأحداث , وبالتالي قد ضيع علينا فرصة الاستمتاع بنص روائي توثيقي مهم .
هذه القضية لمحتها وأنا أقرأ فصول الكتاب وكنت أعرف بالتمام بأن ( أبو يوسف ) عبر مشروعه هذا , قد جمع حصيلة كل سنوات التعب والألم والمعاناة والكفاح , ليخرج لنا بهذه الصفحات المشرقة . وبالتأكيد فأن اختيار الشكل الملائم للكتابة , لا يقل صعوبة عن الكتابة نفسها , عدى كون المؤلف بالأساس ليس روائيا ولم يكن يريد أن يكتب لنا نصا روائيا , بل أراد وهو الشيوعي العراقي والسياسي المخضرم أن يدون لنا وعبرهذا الأسلوب الجميل , تلك اللحظات المهمة من تاريخ وطنه وحزبه .
لنقرأ قليلا كلماته وهو يناجي القمر, طريدا في سهول مدينة الديوانية ...
(( كم مرة رأيتك في طلوعك واختفائك ؟ .. رأيتك بدرا ,كما رأيتك هلالا , خيطا نحيفا كأجسام الفقراء , تظهر بخجل في أيام رمضان ثم تختفي , يتنافس لرؤياك البدو والحضر .. ثم يهل هلالك يوم العيد ... رأيتك مثل فتاة عذراء عارية , شعرها الذهبي نورك , جسمها البض نسيج إشعاعك )) .
أشهد أن المؤلف كان موفقا في ترتيب فصول حكايته , بحيث لم يختر الدارج في كتابة كتب السيرة الذاتية والتي تبتدأ عبر التسلسل التاريخي للأحداث وتتابعها . الفصول الثلاثة الأولى للكتاب خصصها الكاتب لبعض من تاريخ قصته المتقدم ( ليس بداية الحدث ) , وأعني تفاصيل هروبه من السيارة التي كانت تقلهم من سجن نقرة السلمان الصحراوي إلى مدينة السماوة , وبصحبة صديقه السجين علي .
لازمتني فكرة استنتجتها وأنا أتصفح فصول صراع ( أبو يوسف ) ورفاقه , وهي النصح لكل من يريد أن يدرس أو يستزيد عن تاريخ السجون في العراق , بأن يلجأ لقراءة هذا الكتاب . وأنا أقصد بالتأكيد السجون والمعتقلات التي مر بها مؤلف الكتاب , ابتداء من مركز شرطة العشار أيار 1953 , وانتهاء بهروبه من شباك السيارة المحصنة التي أقلته ورفاقه عام 1967 من سجن نقرة السلمان الصحراوي إلى سجن الحلة .
في توثيقه لتلك السجون والمعتقلات والزنزانات , لا يلجأ المؤلف للحديث عنها وكأنه يستعرضها لنا أو ليتوقف برهة للحديث عنها , بل ينقل لنا مشاهدا وأحداثا حية صادقة عاشها هو بنفسه , ولم يكن في الظل من تلك الأحداث بل كان في وسط الحومة .
هنا نقرأ تفاصيل تؤرخ لكفاح الشيوعيين العراقيين في سبيل حياة تليق بالعراق وبالشعب العراقي , وبعد أن أفنوا زهرات شبابهم وسط هذه الزنزانات المظلمة . إن تسجيل تفاصيل حياة ( سجن الكوت ) بكل صورها وبشكل توحي وكأن الكاتب قد عاش في الأمس في هذا المعتقل الرهيب , والذي سبقه إليه بأعوام قليلة الرفيق الخالد يوسف سلمان ( فهد ) مؤسس وباني الحزب الشيوعي العراقي , يحتاج بالتأكيد إلى ذاكرة عنيدة وطرية توحي بصدق وعفوية بطلها .
وفي هذا السجن بالذات يشهد المؤلف واحدة من المجازر التي ارتكبت ضد سجناء الرأي في العراق – مجزرة سجن الكوت , والتي يعيش كل تفاصيلها , وكان جريحا ضمن أل 94 من رفاقه الجرحى , وكاد أن يكون أحد شهدائها الثمانية . حدثت هذه المجزرة يوم الثالث من أيلول 1953 .
ثم يقص علينا تفاصيل اعتقاله في سجن بعقوبة ومحاولة الهرب من هناك . وتفاصيل الهجوم على سجن بعقوبة .
ثم يعود بنا بذاكرته لتفاصيل الحياة في سجن نقرة السلمان في صحراء السماوة . كما يطلعنا على تفاصيل مثيرة للفترة التي عاشها محتجزا يمضي فترة المراقبة في (قرية قضاء السلمان) القريبة من (سجن نقرة السلمان الصحراوي) , وتفاصيل تعرفه بالشهيد الشيوعي محمد الخضري الذي كان معلما منفيا هناك . ثم يستمر في قصه لنا عبر الزنزانات , وهذه المرة من ( معسكر قتيبة ) في الشعيبة – البصرة , وبعدها محاولته للهروب من هذا المعتقل .
في الفصل الثاني عشر من الكتاب يوثق المؤلف لأحداث انقلاب 8 شباط 1963 والجرائم التي ارتكبها أوباش الحرس القومي بحق الشيوعيين والشعب العراقي , وكان يومها معتقلا في سجن نقرة السلمان الصحراوي .
في الفصول التالية يمضي بنا في حكايته وبطريقته البسيطة في القص ليحكي لنا تفاصيل هروبه من مستشفى الديوانية ( كانون الثاني 1964 ) وكانوا قد نقلوا إليه من سجن نقرة السلمان للعلاج . وهذا الفصل لا يقل متعة في أسلوبه الروائي عن الفصول الثلاثة الأولى ....
(( كان الطريق زراعيا , تتناثر فيه برك المياه , وقطعان الأغنام تسرح هنا وهناك والنسيم كان عليلا ومنعشا والسماء صافية وقبرات تطير وتحط وهي تطارد الجراد , قطرات الندى لا زالت معلقة على وريقات الشجر , بين حين وآخر يقفز أرنب ويجري مسرعا , الأرض المبتلة , والشمس تشع بنورها فتبعث الدفء في أجسادنا )) .
في الكتاب ذكريات حية عن الأيام التي جمعته بالشهيدين الخالدين سلام عادل وجمال الحيدري والمئات من المناضلين في صفوف الحزب الشيوعي العراقي , وتفصيلات وأحداث تاريخية مهمة سبقت ثورة 14 تموز 1957 , وكان المؤلف مكلفا بواحدة من أخطر المهمات وهي مطبعة الحزب السرية التي تعلم فيها الطباعة , وعمل فيها في السر ليال طويلة قبل أن يعتقل ثانية , وهذه المرة في مديرية الأمن في بغداد . من مسلخ مديرية الأمن العامة في بغداد ينقل السجناء إلى معتقل جديد في مدينة بغداد ( معتقل خلف السدة ) ومعهم ( أبو يوسف ) .
وبعد أن يسرد لنا تفاصيل الحياة في هذا السجن , يعرج على نقل واحدة من الوقائع التاريخية , وهي حفر الشيوعيين لنفق من داخل السجن , ومحاولتهم الهروب بعد إتمامهم لحفر النفق , ولكنهم يفشلون في اللحظات الأخيرة . وتطول حكايات السجون حين ينتقل بنا الكاتب لوصف تفاصيل المعاناة في ( سجن رقم 1 – معسكر الرشيد ) في بغداد , ومحاولتهم الجريئة بالهرب من هذا السجن أيضا . ويواصل هذا الشيوعي والسجين المخضرم رحلة نضاله مع رفاقه , ولكن في سجن آخر هذه المرة وفي مدينة بغداد ( سجن الفضيلية ) , ويحدثنا عن تفصيلات دراماتيكية عن محاولتهم حفر نفق هناك بغية الهروب .
في الفترة التي تلي هروبه من( بادية السماوة) يعيش أحداثا تاريخية مهمة في حياة الحزب لا تقل أهمية عن تلك التي عاشها قبيل ثورة تموز 1958 , وتمثلت في مشاركته في كونفرنس الحزب الثالث كانون الأول 1967 في منطقة ( دار به سر ) في كردستان العراق , ومن ثم المؤتمر الثاني للحزب المنعقد آب – أيلول 1970 . وكان حينها يعمل ضمن تنظيمات محافظة البصرة , وحضر كمندوب لهذين الحدثين بشكل سري . ويتحسر أيتام صدام إلى اليوم لعدم تمكنهم من منع الشيوعيين من عقد مؤتمرهم الثاني 1970 والمؤتمرات التي تلته وعلى ارض الوطن .
في الكثير من الأحداث والوقائع يفلح الكاتب في نقل الوقائع ومحاولة فك التشابك والتعقيد في القضايا المصيرية السياسية التي عاشها العراق وكان الحزب الشيوعي العراقي وسطها متحملا الكثير من نتائج انتكاساتها . ويعمد المؤلف أن يقول لنا رأيه في هذه الأحداث . وهنا ينقل لنا توثيقا في غاية الأهمية من الناحية التاريخية لقضايا مهمة ومصيرية عاشها بكل تفاصيلها وقال كلمته فيها , وهذه القضايا تتمحور حول :
- الموقف من حكومة عبد الكريم قاسم واختلاف المواقف بين سلام عادل وجمال الحيدري ورفاق آخرين , وبعض الأفكار اليمينية لرفاق داخل قيادة الحزب .
- الأفكار اليمينية التي تبناها بعض قيادي الحزب من تأميمات عبد السلام عارف 1964 , أو كما سميت حينها ( خط آب ) .
- الموقف من الجبهة الوطنية مع البعث عام 1973 .
- الموقف من الكفاح المسلح والمواقف الرافضة له داخل قيادة الحزب وطروحات البعض الداعية لتصفية الحزب بحجة الدفاع عن الوطن .
أرى أن هذه القضايا التي يسردها لنا المؤلف ويقول كلمته فيها تحتاج بالضرورة من المعاصرين لهذه الوقائع من أن يغنوها ويصوبوها إن كان فيها ما يستحق التصويب , وأن لا تثنيهم المتاعب عن خوض هذه التجربة الصعبة في الكتابة عن أحداث الماضي .
لقد قدر لي أن أعيش قريبا من رفيقي( أبو يوسف ) مؤلف الكتاب , فصولا من أحداث هذا الكتاب ( 1983 – 1989 ) , وهي الأحداث التي يرويها شتاء 1979 حين يحل الرحال في وادي كوماته ( كلي كوماته ) في منطقة بهدنان في كردستان العراق حين قرر ورفاقه خوض تجربة الكفاح المسلح . في عام 1983 قدمنا صوب منطقة( بارزان) , وهناك أعيد تشكيل قاطع اربيل لقوات الأنصار. كان مقرنا يجاور المقر الذي عاش فيه ( أبو يوسف ) وبعض من الأنصار ( به ختيار- وصفي- سرود ) , وكانت أياما من المعاناة يرويها ( أبو يوسف ) بدقة متذكرا القصف اليومي لمدفعية نظام صدام الدموي المطلة على قمم جبل بيرس فوق عقرة , والغارات بالطائرات الحربية وما تشتهي الأنفس . إن حكايات الصيد في نهر الزاب القريب من مناطق بارزان , ومن ثم الحديث عن مغامرات حصانه المعروف , تكون قد أضافت صورا إنسانية ومن الطبيعة بكل مفرداتها البسيطة .
في الفصل الثالث والعشرين من الكتاب يوثق لنا المؤلف لواحدة من الجرائم التي ارتكبت بحق رفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي وهي جريمة ضرب مقرات ( زيوه ) بالأسلحة الكيمياوية في الخامس من حزيران 1988 . وهي الجريمة التي فقد فيها الحزب رفيقين من كوادره ( أبو فؤاد – أبو رزكار ) وأصيب يومها عشرات الرفاق بالغازات السامة . في هذا الفصل نقرأ وصفا دقيقا لهذه الجريمة ومشاهدات ( أبو يوسف ) الذي كادت أن تعمى عينيه . وفي صورة جميلة ينقل لنا اللحظات التي يقوم فيها الأنصار بدفن رفيقهم(أبو رزكار) قرب نهر الزاب في ( زيوه) . وبالتأكيد يتذكر الكثير من الناس شهادة الكاتبة كاترين ميخائيل أمام المحكمة التي تحاكم الطاغية صدام وأعوانه عن حملات الإبادة الجماعية ( الأنفال ) .
عن تجربة الكفاح المسلح في كردستان العراق والتي خاض غمارها بكل شرف ووطنية مقاتلون ومقاتلات بواسل وباسلات من أبناء العراق بكل قومياته وأديانه وطوائفه , يقول :
((إن عودة الحزب للوطن ( كردستان ) وحمله السلاح مع القوى القومية الكردية أعاد الثقة وأنعش الآمال به , ولولا عودة المناضلين الحقيقيين وحملهم السلاح بعد غدر البعث , رغم النواقص والأخطاء , لأنتهي الحزب الشيوعي وضاع أعضاؤه في شوارع لندن وباريس وموسكو وواشنطن )) . وهي شهادة يعتز بها حزب الشيوعيين العراقيين وبالخصوص الذين خاضوا غمار هذه التجربة الفريدة . ولا أريد أن أكمل العبارة ( كما هو الوضع الآن ) , لعدم اتفاقي معه في الرأي , فالحزب اليوم موجود في بغداد ومدن العراق من كردستان وحتى الفاو وهو أدرى بالتأكيد مني بهذه الحقيقة , كما أن للحزب اليوم مكانته وسط كادحي العراق رغم كل وسائل التحجيم والضغط والتجهيل . أتمنى أن تكون العبارة قد وردت بشكل غير مقصود .
إن استعراض كتاب بهذا الحجم ( 432 صفحة و 24 فصلا ) ليس باليسير, وأعني هنا تقريب محتويات الكتاب ومشروعه للقارئ , وعبر هذا المرور السريع بمحطات صراع ( أبو يوسف ) ورفاقه الحمر من أجل وطن حر لا سيادة للمستعمر فيه , جسدوها في كفاحهم ضد حلف بغداد وغيره , ومن أجل الشعب السعيد الذي نذر الشيوعيون في سبيل عيشه بسعادة وخير ورقي , الغالي والنفيس , وكتاب ( الصراع ) شاهدا صادقا على هذه الحقيقة .
إن هوامش الكتاب التي حوت 14 صفحة , وفيها أكثر من 253 عنوانا لا تقل أهمية وتوثيقا وجاءت مكملة لفصول الكتاب .
لم يبق لي سوى الثناء على الجهد الكبير الذي بذله الرفيق سليم إسماعيل البصري ( أبو يوسف ) في كتابة كتابه هذا وبهذه اللغة الانسيابية الجميلة . كلي أمل في أن الطبعة القادمة ستنتبه لبعض الأخطاء والهنات هنا وهناك وبالأخص تصحيح تاريخ استخدام نظام صدام للأسلحة الكيمياوية ضد مقر قاطع بهدنان لأنصار للحزب الشيوعي العراقي ( زيوه ) في 5 – 6 – 1988 , وكذلك تاريخ انعقاد مؤتمر الحزب الرابع 10 – 5 – 1985 . وبهذا الكتاب تكون المكتبة العراقية قد اغتنت بوثيقة تاريخية أدبية وسياسية تؤرخ لحقبة زمنية من تاريخ العراق المعاصر كتبها الشيوعيون العراقيون بكل جسارة وبطولة .

السويد
في الخامس من كانون الثاني 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز