الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-حديث الى -كزار حنتوش

ثامر الحاج امين

2007 / 1 / 8
الادب والفن


"ذات ضحى
قد احمل للنجف الاشرف
لاأملك الاّ مأزريَ الأبيض
وبقايا من اسفٍ
كون الدنيا
لم تكن الدنيا "
كزار حنتوش

حقاً ياصديقي ...
في ذلك الضحى الديواني الدافئ، لم تكن جنازتك الا طائر ابيض حلقّ في سماء المدينة، اشرأبت له الأعناق بعيون دامعة، وقلوب مفجوعة، والصحبة حولك ما تركوك وحيداً او ملوّا رفقتك، بل اصطحبوا الدمع وجاؤا حتى باب القبر ، فعذراً لو خالفنا شيئاً مما أوصيت به:
"حال رحيلي
ابتع قنينة عرق ٍ
واقصد بستان الورد
وهناك احسوها صرفاً
ثم اقرأني شعراً "
فلقد أضعنا بوصلة صوابنا، لم نعرف ساعتها حقيقة مايجري، هل أردت القول ان الإنسان يمكن ان تغتاله سعادته ونشوته، ام انك فعلتها حقاً بإشارة من إصبعك رداً على ضحكنا لقولك. "باستطاعتي ان ادعو الموت بإشارة من أصبعي، أو طرده فيغادرني مثل كلب وذيله بين ساقيه"
وها أنت تنسل من بيننا كما الماء من بين الأصابع دون ان تنتظر عوناً منا. فهل ضقت ذرعاً بنا ودعوت الموت اخيراً؟ وإذا كان رحيلك هكذا على عجل، لِمَ اغويتنا بصحبتك واوقعتنا في محبتها وجعلتنا نعد لوداعك في غفلة منا؟ لِمَ كتمت السر عنا وتظاهرت بالنشوة؟ لِمَ كل هذه الأسرار التي لم نعهدها عندك؟
"أيها الديواني الرائع" من سيقولها لي بعدك عبر الهاتف المحمول؟ ومن يسمعني إياها بذات السحر والألفة التي تحيلني لحظتها الى طائر لاتسعه السماء. بالله عليك ياصديقي لِمَ افسدت علينا الأفراح التي تدفقت كشلال واصدمت بسد فجيعتك القاسية؟
اذكر مرّة عاتبتك بلطف ومحبة عن الخصومات التي كثيراً ماتثيرها بطراً فاكتشفت انها محض مزاح لطرد الرتابة ، فالحياة كما كنت تراها ثقيلة لاتحتمل ورتيبة دون خصومات .
فهل غيابك هذا يمكن ان يكون مزحةً سنصحو يوماً على ضحكتك وهي تسخر من بكائنا وحزننا؟
لقد ذهبنا بالأمس انا و"خالد ايما" و"فراس الشاروط" لبيتك، للوقوف على اشيائك التي تركتها ، كان المكان موحشاً وحزيناً ،قططك عند الباب كانت تموء جائعة لم تجد من يحنو عليها ويقاسمها اللقمة مثلك، مكانك البسيط الذي زينته صور عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب البياتي وسلام عادل، فراشك الارضي ووسادتك مازالتا تعبقان بأنفاس نومك الأخير، اوراقك، آخر ما أفرزته شاعريتك، العدد الاخير من مجلة العربي، راديو صغير، طاسة ماء جنب وسادتك، صحف وكتب تجمعت دون ترتيب.
كل شيء حولنا يوحي انك ستعود اليه، كما هو الهاجس عند "رسمية" والصحبة والديوانية التي "ناطحت لاجلها اوغاداً بقرون من طين".
سنعدُ جيداً لاستقبالك ياصديقي مثلما اعددنا الورد والقصائد والمحبة لحفل وداعك ولا تنسى انك اوعدت بذلك:
"امي رشت خلفي ماءً
من ابريق الفجر الفضي
قلت لها سأعود
في يومٍ ما"









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس