الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أميركا: الدولة المارقة الأكبر وأخطر تهديد للأمن العالمي
خالد خليل
2025 / 1 / 11مواضيع وابحاث سياسية
تُقدّم الولايات المتحدة نفسها للعالم كزعيمة للديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنها في الواقع تُعتبر، وفق العديد من الأدلة والوقائع، الدولة الأكثر خرقًا للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية. إذا ما طبقنا تعريف "الدولة المارقة" بشكل عادل، فإن الولايات المتحدة تستحق هذا اللقب بامتياز، نظرًا لسجلها الطويل في انتهاك القانون الدولي، وسعيها الدؤوب لتحقيق مصالحها على حساب شعوب العالم وأمنها.
خروقات القوانين الدولية
من أبرز مظاهر "مروق" الولايات المتحدة رفضها الدائم الامتثال للمحاكم والهيئات الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية. ترفض أميركا أن تُحاسب على الجرائم التي ترتكبها قواتها العسكرية أو سياساتها الخارجية، بل إنها ذهبت إلى حد التهديد بعقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا حاولت التحقيق في جرائم حرب ارتكبها جنودها في أفغانستان أو دعمها المطلق لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
دعم الإبادة الجماعية
الدعم غير المشروط الذي تقدمه أميركا لإسرائيل هو
أحد أوضح مظاهر انحيازها وازدواجية معاييرها. تسلّح إسرائيل وتدافع عنها في المحافل الدولية، حتى عندما تُرتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، ويتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع أشكال القمع والقتل والتهجير. هذا الدعم، بما يتضمن تزويد إسرائيل بأسلحة متقدمة تُستخدم ضد المدنيين، يجعل أميركا شريكًا مباشرًا في الجرائم ضد الإنسانية.
نهب موارد الدول
أميركا ليست فقط داعمة للأنظمة القمعية حول
العالم، لكنها أيضًا بارعة في استغلال موارد الدول ونهبها. من أمثلة ذلك غزو العراق عام 2003، حيث استند الغزو إلى ادعاءات كاذبة بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل. كان الهدف الحقيقي السيطرة على النفط العراقي وتعزيز النفوذ الأميركي في المنطقة.
استخدام أسلحة الدمار الشامل
من المفارقات الكبرى أن الولايات المتحدة، التي تدّعي أنها تحارب انتشار أسلحة الدمار الشامل، هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت هذا النوع من الأسلحة ضد المدنيين. قصفها لمدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945 هو جريمة لا تغتفر أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين، وما زالت آثارها الكارثية باقية حتى اليوم.
صناعة الحروب والفوضى
السياسة الخارجية الأميركية تعتمد بشكل كبير على
تأجيج الصراعات وتفكيك الدول. من الحرب في فيتنام إلى التدخل في أفغانستان، ومن غزو العراق إلى دعم الحروب الأهلية في دول مثل سوريا وليبيا، تستغل أميركا الحروب لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، حتى لو كان ذلك يعني تدمير دول بأكملها وتشريد شعوبها.
ازدواجية المعايير
تزعم أميركا أنها تدافع عن حقوق الإنسان، لكنها تغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها الأنظمة التي تخدم مصالحها، مثل دعمها لأنظمة استبدادية في الشرق الأوسط. في المقابل، تشن حروبًا اقتصادية وإعلامية على الدول التي لا تتماشى مع أجندتها، مستخدمة شعارات حقوق الإنسان كذريعة للتدخل.
الخلاصة
إذا كان مفهوم "الدولة المارقة" يعني الدولة التي تتجاهل القوانين الدولية، وتنتهك حقوق الشعوب، وتستخدم القوة لتحقيق أهدافها دون اعتبار لأي قيم إنسانية، فإن الولايات المتحدة تُجسّد هذا المفهوم بأبشع صوره. العالم اليوم يواجه أخطر أشكال "المروق"، ليس فقط بسبب أفعال أميركا، بل بسبب سعيها الدائم لفرض رؤيتها الأحادية على النظام الدولي، وتحويل العالم إلى ساحة لخدمة مصالحها الإمبريالية.
إن إدراك هذه الحقائق وتوعية الشعوب بها هو الخطوة الأولى نحو بناء عالم أكثر عدلاً، حيث لا تُمنح أي دولة، مهما بلغت قوتها، الحق في ارتكاب الجرائم تحت غطاء الشرعية الدولية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اعترافات صريحة بين نارين بيوتي وجلال أمام جهاز كشف الكذب
.. سكاي نيوز عربية | مرحلة جديدة ونجاح مستمر
.. بالضربة القاضية.. الدولار الأميركي يتفوق على جميع العملات ال
.. الحوثيون يطلقون سراح طاقم السفينة الإسرائيلية غالاكسي ليدر..
.. سياق | كيف تنظر روسيا إلى عودة ترمب؟