الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات

رزاق عبود

2007 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود

العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات. العراق بحاجة لاحكام عرفية تحقن الدماء

لا يوجد بلد في العالم يمر بظروف العراق المهدد بالتقسيم، والضياع، وشعبه المذبوح يوميا مهدد بالفناء والتشرد. لايفكر المسؤولون فيه باعلان حالة الطوارئ، وتطبيق الاحكام العرفية. حتى في امريكا حامية تجربة الفوضى العراقية، والمسبب الاساسي لكل هذه المآسي، تعلن حالة الطوارئ وتعتبر المنطقة تلو الاخرى منطقة كوارث. بل، وتتقبل مساعدات من الخارج، اذا تعرضت الى كوارث طبيعية كالهزات، او الاعاصير، او الفيضانات، او حتى الاضطرابات الشعبية كالتي حدثت ايام كلينتون. فهذا اجراء طبيعي، وديمقراطي، ودستوري لان الاهم مصلحة الشعب واعادة الامور الى مجراها الطبيعي ويتطلب اجراءات استثنائية. اما في العراق الجريح فيكابر هواة السياسة، ومراهقي السلطة القابعين في المنطقة الخضراء بانهم يستطيعون حل الامور بعصاهم السحرية والقوة الامريكية، والتوسل بدول الجوار، والادعاء بانجازات موهومة، والقاء القبض على الاف الارهابيين دون ان نرى انحسار الارهاب. والاسباب معروفة فكثير من السياسيين مرتبط بدول الجوار وهذه يهمها ابقاء العراق في حالة فوضى لتصفية حساباتها ولمنع التجربة الديمقراطية العراقية من ان تتحول الى منار لشعوبها. عصابات النهب والفساد تستفيد هي الاخرى من هذه الحالة التي توفرلها الملايين من الارباح كفرق حماية وسرقات، ومستشاري امن، ومعدات امنية تستورد في اغلبها من امريكا. زعماء المليشيات يحتاجون الى الفوضى وانعدام الامن لتبرير وجود مليشياتهم وهم وزراء في الحكومة واعضاء في مجلس الدواب. القوى الداعية لفدرالية الجنوب تحرص على استمرار الفوضى لتبرر مطالبتها بفدرالية تنعم بهدوء . رغم ان المدن المقصودة بالفيدرالية يحكموها منذ الاحتلال وبيدهم السلطة المركزية، ولم ينجحوا في فرض الامن والامان ولا في اية قرية عراقية من اقليمهم المزعوم. فالحروب المحلية مستمرة من البصره الى السماوه، ومن الديوانية الى النجف وكربلاء. وزعماء الاكراد ووزرائهم ونوابهم يروق لهم استمرار الفوضى لجلب الاستثمار لمناطقهم "الامنه" وتثبيت الامر الواقع، والتطهير العنصري، والتمهيد للانفصال بطريقة غادرة مخالفة نصوص الدستور الذي كتبوه مع حلفائهم الطائفيين ليناسب مطامعهم ومقاصدهم. وهم لم يقدموا للشعب العراقي في الجنوب والوسط أي دعم ولا مساعدة. بقوا متفرجين وشامتين بل ومحرضين في حالات كثيرة. ووزير الخارجية العراقي لم نجده يسعى لا اقليميا، ولا دوليا من اجل تغيير الوضع الى الاحسن. هؤلاء المتامرون الكبار على العراق هم الذين يعارضون اعلان حالة الطوارئ وتطبيق الاحكام العرفية ليتم استتباب الامن والسلام في ربوع العراق وبين اهله.لان ذلك يضر بمخططاتهم. فليس هناك تجربة في العالم افاقت من ديكتاتورية بغيضة لتصبح على ديمقراطية الذبح، والفوضى، والفرهود. لقد شوه صدام معاني الوحدة والحرية والاشتراكية وهاهم الحكام الجدد مع حماتهم الامريكان يسيئون الى الديمقراطية التي ناضل الشعب العراقي من اجلها طويلا. وقدم في سبيلها التضحيات الجسام. الديمقراطية التي يريدها الشعب هو توفر الخبز والعمل والامان والوقود والكهرباء والماء والمجاري والخدمات الصحية والدواء. وهذه لا تتوفر في ظل العصابات السائدة، والمليشيات المنفلته، والحدود المكشوفة، والفساد المستشري. بل في ظل سلطة مركزية قوية تحمي الحدود، والحقوق، والرقاب، والارواح. والدستور يبيح اعلان حالة الطوارئ. والديمقراطية ليست دواءا له اثارا جانبية مميتة. الديمقراطية يجب ان تكون دواء شافيا لا قاتلا مدمرا. وكل دول المنطقة تقريبا تسود فيها حالة طوارئ رغم ما تتمتع به من استقرار. فالهدف من الديمقراطية ليس الفوضى بل الحرية واعلان حالة الطوارئ الهدف منه تامين الحياة الديمقراطية لا الحياة العبثية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: -الذخائر الموقوتة-.. إرث مسموم من ألغام الحربين العال


.. أحزاب فرنسية تسعى للتصدي لليمين المتطرف.. كيف؟




.. أفكار الانتحار.. هل تراود أطفالنا دون أن نعلم؟| #الصباح


.. صدامات بين أتراك وسوريين ومساع ومواقف من النظامين للتقارب وإ




.. الانتخاباتُ الفرنسية.. زلزالٌ يَضرِبُ أوروبا #بزنس_مع_لبنى