الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزعة المحافظة تتعيش على التحديات الخارجية

سامي العباس

2007 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يكشف الرسم البياني لتوازن القوى بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران ما بعد الحرب, الى أي طاحونة تذهب مياه التحديات الخارجية .لا يخرج هذا السلوك للجدلية الاجتماعية في إيران عن الإطار العام للسلوك الذي تحدده غريزة الدفاع عن النفس على المستويين الفردي والجمعي..يمثل استدراج التحديات الخارجية تكتيكا تعبويا ناجحا لمواجهة الأعداء الداخليين تلجأ إليه القوى المحافظةلتشليح قوى الإصلاح ورقة التناقضات الداخلية . بتشغيل غريزة الدفاع عن النفس اللا جمة لها ( أي للتناقضات الداخلية )..يعطينا التاريخ سيل من الأمثلة الداعمة لمثل هذه القراءة ..(انظر دور التحديين الصليبي والمغولي في حبس جدلية التحول المبكر نحو الرأسمالية التي ارتسمت مؤشراتها في الحوض الشرقي للمتوسط بدءا من حافة الألفية الثانية للميلاد )*..وفي العصر الحديث ( انظر التأثير المستمرلاسرائيل على جدلية التحول المتأخر الى الرأسمالية التي انخرطت فيها مجتمعات المنطقة لجهة تثقيلها للجنين الليبرالي بأعباء إضافية . وتجييرها المياه الى طاحونة إيديولوجيتين محافظتين, تسيدتا على التوالي العقود الخمسة ونيف التي مرت على إنشاء دولة إسرائيل :1 - قومية –اشتراكية, ريفية الحامل الاجتماعي , بسبب عقدة تصفية العلاقات الإقطاعية ..2- إسلام سياسي برنامجه إعادة سيرورة الحداثة الى المربع الأول..إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه : هل هناك فارق من حيث النتائج بين وجود الأعداء أو استفزاز عداوتهم اوتصنيعهم بالكامل؟إذا جربنا إهمال الجانب الأخلاقي من المسألة على طريقة إهمال الشوائب في المعادلات الكيماوية,فسيكون الجواب بالنفي..قد يكون هذا التشارك لثلاثة أسباب في صناعة نتيجة واحدة- هي تشليح قوى الإصلاح ورقة التناقضات الداخلية- وراء سهولة استخدام الخطاب التخويني من قبل القوى المحافظة..بين سياسة متشدد ة في مواجهة عدو خارجي تخدم في لجم التناقضات الداخلية,وسياسة تميل الى التهدئة معه بغية ترتيب البيت الداخلي أولاً يسهل تزحيط الرأي العام الى تخوين الأخيرة..لنتذكر كيف حشرت الليبرالية الوليدة بعد الاستقلال في هذه الخانة, بفعل بازار المزايدات الذي نصبت سرادقاته حول إسرائيل : الأيديولوجية القومية- الاشتراكية- ويعاد تجديدها الآن ( السرادقات) من قبل أيديولوجيا الإسلام السياسي- لنتذكر ذلك عندما نقلّب في النتائج السلبية للاستثمار في بازار العداوة لإسرائيل: إمساك الجدليةالإقتصادية –الاجتماعية للمنطقة من بلعومها..و....إذا وسعنا دائرة البيكار تاريخيا سنلتقط بسهولة خيطا يلضم : هيمنة النزعات المحافظة على الإسلام في العالم العربي طيلة الألف الأخيرة , مع طابور الأطماع الخارجية بالموقع والثروات التي لازالت المنطقة تميط عنها اللثام ..بهذا المنظار يمكن كشف الدوافع الحقيقية للسياسة الخارجية الإيرانية في عهد الرئيس نجاد ..الاستثمار في القضية الفلسطينية : المنجم الذي سبقت القومية –الاشتراكية الجميع للحفر فيه ..و..ما في حدا أحسن من حدا ..المهم هو تمريك مزيد من الوقت المستقطع على مجتمعات المنطقة قبل أن تستأنف جدلياتها الدفع نحو الحداثة .. هوامش : • محمد أركون : الإسلام – اوربا – الغرب, دار الساقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا