الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطنيون ووحدة المصير

خالص عزمي

2007 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



....... زنوا خطاكم ايهاالملايين )
( مياكوفسكي




وكأن الكاتب مضطر لان يبحث عن مبررات ؛ لكي يدعو الى التكاتف والتآزر من اجل دعم المواقف الضرورية والحاسمة في سبيل عدم انهيار الوطن في هوة التمزق والشرذمة والتفكك والاقتتال العرقي والطائفي لكي يصل نهايته كوحدة شعب وتراب . لقد كانت الشعوب الحية ولم تزل تبحث عن العناصر التي تشد الآصرة بين الفئات كافة وبخاصة ايام المحن ؛ ولا تلتف ابدا الى ما يفرق ؛ ويمزق ؛ ويبعد ؛ مابين ابناء الوطن الواحد . وقد عملت كثير من الفئات والاحزاب وقوى المقاومة ايام الاحتلال النازي ؛ أبان الحرب العالمية الثانية ؛على رص الصفوف وتناسي خلافاتها الجزئية في سبيل دعم الهدف الاهم ؛ الا وهو ازاحة الاحتلال ومعه كل آثار التخريب والدمار ؛ وبناء اوربا حديثة معاصرة لها تأثيرها المباشر في أحداث العالم ونشاطاته كافة .
واليوم ووطنا المحتل في أشد المحن ؛ واصعب المواقف ؛ لابد لنا من العمل الجاد لازاحة كل العوامل التي تفرق ولا توحد ؛ تبعد ولا تقرب ؛ ولعل من بينها رواسب من الماضي التي حدثت ما بين قوى اليسار الديمقراطي الحقيقي بكل تجماعتها ومسمياتها ؛ والقوى القومية الوطنية بكل فئاتها وأطيافها ؛ اذ ان الواقع الفعلي الذي اخذ بخناق الوطن الغالي من مختلف جوانبه ؛ يوجب التلاحم ما بين الافراد الوطنيين ؛ اذا ما تعذر التلازم الفعال ما بين الفئات والتيارات والاحزاب الصادقة في وطنيتها ؛ قولا وفعلا ؛ ما دام هذا الجمع الحاشد ؛ يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار .

لقد اتضح من جميع البرامج التي طرحت على ارضية ما سمي بالمصالحة العراقية للخروج من المأساة الدموية التي يتعرض لها الشعب وتتعرض لها وحدة الوطن ؛ ان كل تلك التجمعات ؛ واللقاءات التي احتلت عواصم عدة ؛ لم تجد نفعا ؛ لانها أغلبها خرج من رحم المحاصصات والطائفيات والعرقيات ؛ والحزبيات الضيقة ؛ التي كانت ولم تزل تضع امامها مصالحها وفوائدها الضيقة ؛ كما تبين انها جميعا وعلى هذا النمط من المسار لن تتمكن من جمع الكلمة ولم الشمل ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ لقد عقد مؤتمرعام في بغداد لجمهرة من ممثلي القبائل ؛ وقد افترض فيه ان يكون اكبر تجمع عشائري يهدف الى تحقيق الامان والمصالحة ؛ الا اننا لم نقرأ في بيانه الختامي ما يفيد المعنى الذي يقول
علنا : ( اننا رؤساء العشائر الموقعون في ادناه نعلن براءتنا من كل فرد ينتمي الينا ويحمل سلاح الغدر والقتل ضد اي عراقي ؛و نعتبر ذلك الفرد مطرودا من عشائرنا ومحروما من رعايتنا ؛ كما اننا نعلن قرارنا بعودة جميع المهجرين الى بيوتهم ومواقع عملهم ؛ ونضمن سلامتهم وحمايتهم .)
وقس على ذلك مواقف بقية المؤتمرات والتجمعات فهل سمعتم منها مثل هذا البيان المباشر الواضح في اي تجمع لما يسمى ( بالمصالحة ) ؟!! أم ان تلك التجمعات كانت ولم تزل شكلية المظهر والمخبر همهمها ابراز مدى نفوذها وقوتها ومكانتها وحسب .
لكل هذا وذاك وغيره كثير ؛ فقد اصبح من الضروري الحتمي ان يتولى الافراد الوطنيون الحقيقيون (غير المصنعين ) ومن كل الفئات والتيارات كالطلاب ؛ والاكاديميين ؛ والعمال والمثقفين والكسبة والفلاحين ... الخ ؛ هذه المهمة الشريفة ؛ فيضعوا أيديهم بأيدي البعض ؛ مهملين ومتناسين كل الخلافات الجزئية التي احاطت بعلاقاتهم في الماضي ؛ والعمل بشكل موحد من أجل انقاذ الوطن ؛ وذلك عن طريق التجمع والتواصل والتوحد ؛في رباط شعبي واسع النطاق بعيدا عن الخطب والمزايدات ؛ وقريبا من دائرة الخطيط والتنفيذ الواقعي غير الخاضع لهيمنة تلك الرؤوس التي فرطت بكل ذرة من حقوق العراق . ان تجمعا جديا بمظهر حازم وفعال ومتين الآصرة ؛ ستكون له قيمته في التأثير الايجابي على مسار المصلحة العليا للوطن ضد اي تصرف يهدد وحدته و كينونته ؛ وحركة نموه وتقدمه في شتى المجالات .
ان التحرك الجاد لطرد المحتل واعادة الامن والطمأنينية عن طريق اعادة الجيش العراقي الباسل الى قواعد حصنه للدفاع عن حرمة العراق وقدسية كل ذرة تراب منه ؛والغاء الدستور المترهل واحلال دستور فيه كل ما يحقق العدالة والمساواة طبقا لقواعد حقوق الانسان ؛ ثم بناء مؤسسات الدولة المخربة شكلا وموضوعا ؛ ومنحها الحصانة والهيبة التي تقتضيها طبيعة وجودها وفعالياتها وهيمنتها على كل جزئيات البلاد بحيث تستطيع حماية المواطنين من كل فعل قسري اجباري يؤدي الى التفريق والتشرذم وتعيد ألامن الى ربوع الوطن ؛ لهو أمر لم يعد التقاعس عنه يتحمل اي تسويف ؛ فالوطن يمر بمرحلة خطرة جدا من التآمر ضد وجوده الاساس كوحدة متلازمة في عنوانه الاهم : الشعب ؛الارض ؛المصير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال