الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعلام الحكومي العراقي

محمد علي الشبيبي

2007 / 1 / 9
الصحافة والاعلام


منذ سقوط النظام البعثفاشي العراقي والأعلام الرسمي في تخبط، فالناطقين الرسميين بأسم السلطة التنفيذية تغيروا أكثر من مرة حسب مزاج رئيس الوزراء. كما أن معظم المسؤولين من وزراء ونواب كانوا يتبارون بتصريحاتهم ولقاءاتهم التلفزيونية، وخاصة مع الفضائيات العربية. وكان البعض لا يخجل من ظهوره في حوارات مع بعض الفضائيات التي تساهم بصورة فعالة في تشجيع الارهاب والعنف الطائفي، وكانوا يظهرون أحيانا على بعض الفضائيات العربية والتي أتخذت الدولة قرارا بإغلاقها بسبب إعلامها المعادي للشعب العراقي وتشجيعها للأرهابيين والعنف الطائفي. ومن يعود الى أرشيف قناة الجزيرة المتحدثة باسم الارهاب سيجد حوارات ولقاءات مع عدد غير قليل من المسؤولين الحكوميين بمن فيهم وزراء الداخلية او مسؤولين عن الامن الوطني. ومن ناحية أخرى لم تكن عند الحكومة سياسة أعلامية موحدة وواضحة، فالمسؤول الشيعي، وللأسف أكون مضطرا لأستعمال هذا التقسيم، عندما يتحدث فهو يخلط بين مسؤولياته كعضو في حزب إسلامي طائفي او كمسؤول حكومي! وهكذا بالنسبة لأي مسؤول حكومي سني، وآسف مرة أخرى لهذا الوصف. وهكذا كان الجميع يتبارى في التصريحات والحوارات التي لاتخلُ من إشارات مبطنة للجانب الطائفي الآخر.
ما أثارني هو أن البعض يصرح في كل قضية حتى وأن لم يكن على علاقة بها، وأنا أعتبر مثل هذه التصريحات غباء وقلة أدب، غباء لأنه يصرح بما لايعرفه ولايخص مهامه ومسؤولياته فالمسؤوليات موزعة ومحددة وهناك من هو مسؤول عنها. أما قلة الأدب فهي ناتجة من التعدي والتطفل على مهام الآخرين. ومن المؤسف ان الحكومة تركت هؤلاء الجهلة من المسؤولين كل واحد يصرح على هواه ومزاجه حتى وأن سبب ذلك تناقضات وتخبطات مضحكة في التصريحات.
كان السباق في مثل هذه التصريحات على مدى ثلاثة سنوات هو مستشار ألأمن القومي، ومهمته كمستشار تذكرني بمثل شعبي عراقي يقول (خذ الشور من رأس ....... المستشار). وفعلا أثبت مستشار ألأمن القومي قدرة فذة على إستتباب الأمن فله خبرة جيدة من خلال عمله السابق وقد اثبت قدراته خلال هذه السنوات حيث الجثث في الشوارع او معلقة والتهجير في تصاعد ووصل الحال أن العوائل غير قادرة حتى على أستلام قتلاها من الطب العدلي إلا بمقابل (800 – 1300)$. وقدراته وقدرات غيره من مسؤولين في ألأمن متشابهة في تحدي ألأرهابيين فكانوا يكشفون عن خططهم قبل التنفيذ!!! والربيعي أظهر رغبة جامحة في حب الظهور، منذ أصدر وبدافع من المخابرات المركزية، كما يشاع، في إصدار (بيان الشيعة) وورط البعض في التوقيع عليه. وبعد السقوط تبناه بريمر ومنحه عقدا وسلمه هذه المسؤولية، ولما رحل بريمر وقرر الجعفري تغيره تمسك وأعلن بأن لا أحد يمكن أزاحته لأن تعينه من سلطة ألأحتلال!! وكان هذا المسؤول حاضرا في معظم المناسبات، ففي أعتقال صدام كان واحد من قلة تحدث مع صدام، وهو من حضر أخيرا في أعدام الطاغية! وهو أول من صرح تصريحات كاذبة عن عملية الاعدام والجو السائد وتصرفات الطاغية! وعندما كشفت أشرطة الفديو والتلفونات مادار داخل غرفة الاعدام توضح للجميع كذب صاحب البيان الشيعي ومسؤول الامن القومي! ولما سخرت من تصريحاته وكذبه بعض الفضائيات، حاول ان يصلح الامر فقال أن من طبيعة العراقين الرقص حول الميت!! فالمستشار حاول تكحيلها فسبب لها العمى! ولا أنسى تصريحه حول تصديق حكم الاعدام بصدام قبل أن تعلن محكمة الأستئناف ذلك، مما أثار لغطا وأستنكارا لتطفله الغير لائق بمركزه . وأنا مازلت حائرا في رغبة موفق الربيعي في حبه للتصريحات الغير موفقة والتي تعبر عن جهل وغباء.
وبعد الانتخابات الأولى برز أعلامي آخر عن التيار الصدري، بهاء الاعرجي، هو الاخر أصبح أحد الأعلاميين الذين يتبارون في التصريحات، ويدس أنفه بأمور هي ليست من مهامه وأن هناك جهات هي المسؤولة للتصريح بها ولكن رغبة ألأعرجي هذه تحول دون إستيعابه لأصول العمل وتحديد المسؤوليات. أنا أفهم من حق أي أنسان أن يصرح، ولكن هناك ضوابط أخلاقية وإدارية وقانونية تحدد الشخص، الغريب أن دولة رئيس الوزراء ولا حتى مجلس النواب ينبه لمثل هذه التجاوزات في تصريحات المسؤولين. وتصريحاته الاخيرة حول أعدام المجرمين برزان والبندر اثارة تساؤلات عن دور السلطة التنفيذية التي تقع على عاتقها عملية التنفيذ، وما هي علاقة الاعرجي بعملية التنفيذ، حتى عضويته في اللجنة القانونية في البرلمان هي لجنة من ضمن اللجان التشريعية وليست لها علاقة بالتنفيذ. بعضهم فسر أصراره على أن الأعدام سيكون يوم الأحد، كان القصد منه الأثبات للعالم أن الصدريين هم أدرى من الجميع بمصير القتلة وهم من يقرروا ذلك. وربما كان هذا مايريده لكن ما أثارته عملية أعدام الطاغية وما رافقها من طقوس همجية والتي أثارة زوبعة من الأستنكار والأستهجان في جميع أنحاء العالم كل هذا أدى الى تأجيل أعدام المجرميين وأظهار ألأعرجي بالكذاب! ولا أدري أن كان ألاعرجي سيتحفنا ويحدد متى سيكون الاعدام في الايام القادمة أم لا. أنا لست قانونيا ولكن حسب أعتقادي أن من يحق التصريح له رسميا بذلك هو أما وزارة الداخلية او وزارة العدل.
دعوتي لدولة رئيس الوزراء أن يضبط تصريحات مرؤوسيه ولا يتركها على رغباتهم، فالجماعة عطشى للكلام الغير مسؤول ولحب الظهور، وأن مثل هذه التصريحات تحط من دور الدولة التي يرأسها المالكي وثقة الشعب بها وتخلق بلبلة بين الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل