الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانترنت حالة عقلانية

رحاب حسين الصائغ

2007 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في هذا العالم المعتوه، كل شيء فيه فوائد وأضرار، الانترنت هو ظاهرة متميزة في عالم منصهر بين العقلانية والتخلف، ظاهرة تشبه الحركة السريالية، لم ينجوا منها المتشككون في عقولهم ونفوسهم، ساعد على تخطي معانات العربي من مثقف طامح / وسياسي حاقد / سائل ومتسائل، في عالم الفرد فيه مزهو بقدراته، كسرَ الأواني الطبقية داخل المجتمع، عمل على إزالة الرصيف السلطوي، كأباريق الشعر العربي القديم ( شعر القافية) يجتذبك بحلاوته التي تعجز عن الهروب من ذائقتها، أما قصيدة النثر، جعلت الفكر حر، مثل الانترنت، ابتذل الرائحة أمات اللون، اعتمر النهار واحتوى كل ساعاته، أبعد مسافات الليل عن كنائس غارت بحارها، وجوامع تغيرت مفاهيمها، حمل ثورته بلا أي مساومة، ما عليك سوى الحصول على جهاز وبعض البرمجيات، حتى تطير عبر سحبه بدون قوة نفاذة من وسائل النقل المعروفة، تبحر بلا خوف من قرصان يترصدك، أو سقوط على سفح جبل مجهول الهوية، تبصم هوسك من غير أن تنتظر أشارة من أحد، أو تصلب كالمسيح، أو تجاهد كالمسلم، أو تجلس تحت شلال بوذا وهو ينتظر لحظة كشف إلآهي، أو كنيتشه تصرخ في أبعاد السنين، من أجل التوصل للمعرفة، ما دمت تتنفس وقادر على ضغط زر كلمة السر تفتح لك المغارة، وتصبح مالك الفانوس السحري، وبساط الريح، وطاقية الاخفاء، فقط أنت من يطيعه المارد ( الانترنت) تأمره عجافاً وتسرد عليه أوامرك، وتصبح موجود بلا سلاطين أو جلاوزة أو طغاة، منذ أول عصور التاريخ، الإنسان يحلم أن يكون شيء مهم أو مفيد أو يعلم ما يجهل، لديه عدة دوافع/ أولها الخوف من المجهول، عندها أخذ يبحث عن صانع هذا الكون، ومن خالقه، رسم، فكر، فلسف تفكيره، وجد الكلام مع وجود الفلسفة والمنطق لا يدعم كل محاولاته للتخلص من الخوف، أخذ يدمج الفكر بالعمل إلى أن توصل للعلم، أوجد النظريات والقواعد الثابتة، مع مر الزمن، علم أن لا شيء ثابت على هذا الكوكب، لكنه أمتلك سلاح التجربة، هكذا هو مستمر، سن القوانين، شرع الشرائع، فكر في الاقتصاد، عندها توصل إلى علم الحروب، وأصبح مهووس بها، ومازال حتى ينظم في ظنه الكون، واستمر يخطط لجعل العالم على هذا الكوكب تحت سيطرته، ساعياً بجنون لجعله(( قرية صغيرة )) لخدمة مصالحة، قد يكون توصل إلى بذرة من مصالحهِ، ومنها الانترنت، نسي أن عملية تنظيم الكون خارجة عن قدراته، لأن الطبيعة أدرك منه بمصالها، ومن هذا الكائن الذي هو بعض منها، هي تستغفله لوقت، لكنها لن ترحمه لفترة، لذا أقول أن الانترنت عالم وحد مستويات البشر على هذا الكوكب، الكل يستطيع الكلام والمارد موجود( الانترنت) السلطان يتكلم، المجنون يتكلم، الضعيف يتكلم، ينفذ صوت الجميع دون عائق، وحال الجميع بين الظاهر والباطن فيما يحدث، كالعهود الغابرة، والظن الملازم، بين المادي والروحي، لأننا نعيش على مسرح الحياة حالتين، الظاهر لنا على مستوى إدراكنا، والباطن، أي المخفي على مستوى إطلاعنا، بل الكل يحمل القصور لما يعيش، لكن هناك من يفكر ويسعى ويعمل، وصولاً لهدف، قد يكون كبير، وهناك من بهذي ويهدد ويطبل ويطمع، وصولاً لمصالح وقتية ليس الهدف منها غير إسكات الخوف التي تتمثل بحالة الجبن، وعدم إدراك تبعية الأضرار، فيكون مصيره بالضبط كالمثل التالي: (( ما طار طير وارتفع إلاّ كما طار وقع)) لأن طريق المصالح الشخصية مسدود، محمل بالقصور والعنة، أما السعي من أجل مصالح عامة، يصيبها النجاح ( 50 0/0) ، ومع الأيام تكون الخمسون مع الخمسون الأخرى والخمسون الأخرى، أكثر من مئة، لذ علينا بعد النظر في كل الخطوة، كي لا يتعثر مسارنا في مشروع الحياة، أما النظر بين الأقدام فقط، هذا هو خطأنا الكبير، فاعذرني جداً...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي