الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب تفعيل حقوق اخوتنا الكلدان في العراق

ناجي عقراوي

2003 / 7 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


قبل حوالي شهرين وزعت وكالة أنباء الكلدانية ، بيانا صادرا عن أساقفة الكلدان في أمريكا ، يقدمون فيه رؤية أساسية لدور و مكانة الكلدان في العراق ، مع إحصائية عن النسبة المئوية  لأطياف المكونة للشعب العراقي ، حيث يذكر البيان هذه النسب على الشكل التالي :
العرب 70 %  و الكورد  20 % و الكلدان 3،5 %  ( أي بحدود 650,000 نسمة )  و السريان 1 %  والتركمان 2,5 %  و الآشوريون 0,5 %  ( نصف بالمائة ) و بقية
( الأقليات ) الطوائف 2,5 %  ، أذن حسب هذه النسب يصبح الكلدان ثالث اكبر تجمع قومي في العراق ، لا سيما أن تقديرات الكنيسة الكلدانية هي اقرب إلى الصواب عن نسبة الكلدان إلى الشعب العراقي ، لأن الكنيسة تحتفظ بسجلات الولادات و الوفيات لمنتسبيها .
إن لغة الأرقام رغم جمودها تعطي أحيانا مؤشرات عن موازين القوى في المجتمعات  ، و أخوتنا الكلدان باعتبارهم  ثالث قومية ،  يجب تفعيل حقوقهم القومية ، كي  يتناسب مع مكانتهم في تأريخ العراق  و المنطقة ، وكذلك لدورهم المتميز  في تنمية الحياة  العراقية في كافة المجالات ،  ليلعبوا دورهم الفعال اكثر في مستقبل العراق ، و خاصة في النواحي السياسية و الثقافية و الاقتصادية .
من المعروف تاريخيا بأن الكلدان هم من الشعوب السامية ، التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى العراق منذ قرون سحيقة ، و تذكر مصادر بعض المستشرقين بأن كلمة كلدو مشتقة من الكلمة السامية  كسدو ( المنتصر ) ، و يقول آخرون بأن لقب كلدو كان يطلق على الكهان المشهورين بالعلم و المعرفة ، و قسم آخر يرجعها إلى كسد ابن أخ إبراهيم الخليل ، لأن حرف السين عند الساميين كان يتحول أحيانا إلى حرف اللام ، ( أنظر إلى – من نحن – لمؤلفه الدكتور بيرة سرمس ) ، و أنبياء اليهود ذكروا الكلدانيين ، أمثال عزرا و أشعيا و دانيال ( سفر دانيال – الإصحاح الأول – 4 و إصحاح الثالث – 8 ) ، و كذلك ذكرهم المؤرخ اليوناني هيروديت و غيره ، و كان الإله القومي عند البابليين هو مردوخ ، و اعتنق الكلدان الدين المسيحي في بدايات ظهور هذا الدين ، و كان أول المبشرين للمسيحية في بلاد الرافدين هو القديس توما و الرسول بطرس ( تسلم عليكم الكنيسة المختارة في بابل )
( بطرس 5- 13 ) لذا تعتبر الكنيسة الكلدانية من اقدم و اعرق الكنائس الشرقية .
يقول التاريخ بان الكلدان بصورة عامة كانوا مرهفي الإحساس  يميلون إلى الطيبة و روح المسامحة و المسالمة ، و لهم أيادي بيضاء في البحث  و التنقيب في جميع فروع العلوم كالفلك و الفلسفة و المعرفة ( أنظر نفس المصدر ) ، حتى أصبحت اللغة البابلية الأولى في التداول ، و الأخيرة في الانقراض بعد سقوط نينوى بفترة طويلة ، حتى أن الأخمينيين  و غيرهم من الشعوب الإيرانية تأثروا باللغة البابلية لكونها لغة العلوم ، و لم يفرضوا لغتهم على الشعوب الأخرى ، كما فعله الآراميون حيث فرضوا لغتهم الأسهل على الآشوريين مع أبجديتهم  أبان سلالة الملك سركون ، و مع هذا كان الكهنة و الطبقات العليا من المجتمع الآشوري يتكلمون اللغة البابلية الكلدانية ، رغم اختلاف اسم الاههم الذي كان  آشور و ليس مردوخ .
بما أن الشارع العراقي يشهد حاليا تحركات سياسية و نشاطات فكرية لأحياء المجتمع المدني و مؤسساته ، يجب التفكير بصوت عالي ليعبر كل العراقيين عن تطلعاتهم ، و أن يعمل الجميع معا للدفاع  عن هذه التطلعات  الإنسانية و الاجتماعية و السياسية ، لتفعيل الثقافات و الأفكار في المجتمع العراقي ، و لترسخ الديمقراطية و الحريات العامة في عراق الغد ، و إقصاء الذين يحدقون للآخرين عبر نظرتهم العنصرية ، و يستغلون الفرص بالنفخ تحت الرماد .
نؤمن بأن مسيرة العراقيين مكتظة بالعراقيل و المحبطات ، و أن الواقع لا يتجاوب دائما مع طموحات الإنسان ، إلا إننا نستطيع بالإرادة و التصميم تحديد الأهداف المطلوبة تحقيقها ، و التفاعل مع المعايير التي تحقق تفعيل الحقوق .
هنا يجب أن نقرأ الإحصائية التي نشرتها وكالة الأنباء الكلدانية قراءة  عراقية وطنية ، و ليست قراءة مفتعلة ، لأن الحس الوطني ليست صناعة تصنع بالأفكار الزاعقة أو بالأصوات الصاخبة ، بل هو صحوة ضمير تتجلى في الممارسة ، فالمواطن الحقيقي لا يرتاح ضميره إذا كان شريكه في الوطن مهضوم الحقوق ، يكون من العقل أن نستخلص الدروس و العبر من ما جرى في عهد الديكتاتور البائد و ما قبله ، إن المقابر الجماعية و الأنفالات و الكيماويات و الزنزانات و الحروب العبثية وهدر الاقتصاد الوطني و قطع الآذان و الألسن و الرقاب والتهجير و التبعيث وغيرها من المظالم ، هي وجعنا الكبير الذي يشدنا إلى أرضنا و إلى أبناء وطننا ، و الإصرار على الديمقراطية و الحريات و الحرص على  استقرار بلدنا ، لأنه ليس من العدل بشيء أن نطالب المواطن المهضوم حقوقه ، بأن يكون مواطنا مستسلما للأخ الكبير ليثبت مواطنيته ، فلا بد من إرساء أسس صالحة لترسيخ دعائم جميع أطياف الشعب العراقي ، لا على أساس حرية العبادة فقط ، بل على أسس المشاركة و المواطنة و المساواة للجميع ، آخذين بالمفيد من تجليات العصر و أساليبه في إحقاق حقوق العراقيين كافة ، و منهم حقوق أخوتنا الكلدان باعتبارهم كثالث أكبر قومية في العراق .  
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني