الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات ما بعد اعدام الطاغية

بدرخان السندي

2007 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


قبل تنفيذ حكم الاعدام بالطاغية صدام حسين كان الشارع العراقي ينقسم الى عدة آراء حول جدية الحكومة العراقية في تنفيذ حكم الاعدام ام ايجاد مخرج ما للحكم عليه بالسجن المؤبد او اخراجه من العراق... الخ من الآراء.
ولا شك ان الجرائم التي نفذها الدكتاتور صدام حسين بحق الشعب العراقي بدءاً من ابناء حزبه في تصفية معارضيه ومروراً بكوارث وويلات الدجيل وحلبجة والانفال والاهوار والمجازر والمقابر الجماعية وعمليات الاعدام المستمر في اكثر من سجون بغداد دونما حق كل هذا لا يمكن ان يجعل اي عاقل يستبعد حكم الاعدام عن صدام حسين.
ولقد اعطي صدام حسين ما لم تعطه محكمة وما لم يعطه هو الى اي ممن اعدمهم من مدة ومن حق النقاش ومن هيئة دفاع عراقية وعربية وحتى اجنبية.
ولقد تطاول صدام حسين اكثر من مرة على القضاة الى ان صدر الحكم واحيل الى التمييز ونفذ الحكم.. نحن الى هنا لا ملاحظة لنا وان ما حصل كان سلسلة من الاعمال القضائية التي هي من اختصاص السلطة القضائية.
ان مالم يتوقعه الشعب العراقي عامة والشعب الكوردي خاصة عملية سرعة التنفيذ وكان الرأي الكوردي واضحا وجلياً في هذا الأمر حتى قبل صدور الحكم عليه ذلك ان الشعب الكوردي حريص على ان تجري محاكمة صدام حسين الى اخر جلسة في موضوع الانفال ولغرض اكمال التوثيق وليس هناك ادرى من صدام حسين بكل اسرار تلك العملية السيئة الصيت.
نعم نحن ندرك ان اعدام صدام حسين لا يعني عدم استمرار الجلسات الخاصة بالانفال وما سوى الانفال من دعاوى ولكن الكورد كانوا حريصين على استماع كل ماله علاقة بهذه الجريمة الانسانية من مدبرها الاول.
ولا بد هنا من ان نوضح ان اخطاء كبيرة حصلت في عملية التنفيذ مما أساء كثيرا الى الدولة العراقية وقدرتها على ضبط وادارة هذه العملية الحساسة سياسيا واعلامياً دون حساب مردوداتها وتداعياتها على الصعيدين الداخلي والعالمي.
لم تكن هناك حاجة الى كل التصريحات والمقابلات التي بثت تلفزيونياً في محاولات واهية حتى جاءت متناقضة بين متشدد انه كان العيد ومتشدد اخر ان الاعدام لم ينفذ في العيد وان ما احاط العملية من مشادات على ان الحكومة ليست مسؤولة عنها ومن المسؤول اذن؟ لو ان ادارة التنفيذ كانت ادارة حازمة.
احد كبار الحاضرين في التنفيذ ادعى ان صدام حسين كان في اشد حالات الضعف وبشكل غريب واخر لا يقل عنه اهمية وحاضر اثناء التنفيذ وصف صدام بأنه لم يتردد في الذهاب الى المشنقة!!.
ما هذا التناقض ولمصلحة من؟ ولماذا هذه الصور اساسا تبث على الملأ؟.
بعيدا عن التداعيات في الشارع العربي واغلب الناس خارج العراق لم يكتووا بنار صدام حسين فتعاطف بعضهم معه سواء اثناء حكمه ام اثناء محاكمته ام اثناء تنفيذ الحكم نقول ان اولى التداعيات الحكومية على صعيد الحكومة العراقية بعد الاطاحة بصدام حسين واثارت استغراب الشارع العراقي ما مثل تصريح رئيس الوزراء الى مجلة وول ستريت جورنال ان رئيس الوزراء العراقي لا يرغب في ولاية ثانية ثم جاءت الاخبار لتؤكد للعراقيين ان رئيس الوزراء قد لا يكمل ولايته الحالية ولم يأت اي تكذيب لمثل هذه الاخبار.
ان الشعب العراقي بحاجة الى حكومة ترفع من معنوياته وتؤكد له بصدق ان العراق يسير في طريق تأسيس وترسيخ الديمقراطية والسلام لا ان تهتز الحكومة في الشدائد رغم اننا ندرك ان رئيس الحكومة العراقية الحالي يواجه الكثير من المصاعب في وزارته الحالية وربما التعديل الوزاري المنتظر سيجعله في وضع افضل وهو يرأس الحكومة العراقية في هذا الظرف الصعب من التاريخ العراقي.
اننا نأمل ان تكون مرحلة ما بعد اعدام صدام حسين مرحلة جادة في المصالحة وفي اعادة تشكيل حكومة عراقية اكثر قدرة على الاداء ولا بد من التأكيد ان العراقيين والمجتمع الدولي وفي المقدمة امريكا الكل مسؤول اليوم عن وضع حد لهذا الذي يحدث في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط