الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشق من زمن الحب

هشام بن الشاوي

2007 / 1 / 11
الادب والفن


ما أروع أن تحدق فيك امرأة جميلة !
أي سحر هذا ؟ ! أغرق في بحر عينيها ، وأقرا أجمل الأشعار فيهما ... تغرد بلابل الحب في صدري ، وترقص ملائكة الفرح ... ويحدثني فؤادي أنك أميرة أحلامي .. أين كنت من قبل ، يا شمس حياتي ؟

لم أعرف كيف ولا لماذا تبعتك ، وأنت تغادرين الملهى في ذلك المساء الخريفي وحيدة .. ألبي نداء الهوى الصارخ في أعماقي .. أدس ورقة صغيرة في يـدك الـبضة صامتا .. أخفيتها بلهفة في جيب سروال الجينز، وشكرتني بـا بتسامة حزينة ، واعدة بأفراح لا نهائية .. فأكتب أول كلمة في قصة حبنا ...

* * *

في مقهى ملتقى الأحبة الشاطئي انتظرك اليوم كله .. انتـظرت شروق شمسك لتبدد ظلمة الأيام التي عشتها في غيابك المفاجىء .. كنت قد تعودت أن أعزف من أجلك هذه اللحـن الـبـهيج كل مساء .. وأنت تجلسين وحدك في ذلك الركن شبه المظلم .. يتضايق العشاق مني وأنا أشعل سيجارة تلو أخرى .. من أ ول نظرة التقت فيها عيوننا ، تسلل حبك إلى قلبي دون استئذان .. سارقة قلبي ودموعي .. فـأصبح للحزن و الفرح طعم الألم اللذيذ .. فأعود إلى بيتي بعد تيه طويل، أعانق كماني ، وأبوح له بأحزاني .. ونبكي سوية .. رباه ! أ هذا هو الحب ؟ !

* * *

أجلس وحيدا شارد اللب .. يربت صديقي على كتفي ، باسما :

- ما الذي يشغل بال فنـاننا الحزين ؟ !

- ..........

- أهي قصة حب ؟ أم نزوة فنان ؟ !

- أنا لا أتلاعب بمشاعر الآخرين .. مثلك !

- ارم قلبك في أقـرب صندوق قمامة ، حتى لا يدمر حياتك...

- ألا تستطيع أن تفكر بقلبك ولو مرة واحدة في حياتك ؟

يترك سؤالي معلقا ، ويتجه نحو امرأة تجلس وحيدة ... ثم يخرجان سوية ، وهي تتأبط ذراعه ...

أشهق ، وأن أراها تقبل علي ، متهللة الوجه .. تتبدد أحزان أيامي ، وهي تصافحني .. أتمتم : الحياة من دونك جحيم .. ! ! تبتسم ...

بعد انتهاء عـرض فقرتي الموسيقية الحالمة ، أتوجه نحو طاولتها ، مزهوا ... ولأول مرة أعرف طعم قبلات امرأة عاشقة !

* * *

ذات شقاء، لمحتها تتأبط ذراع صديقي ، وأنا أتسكع في الشوارع وحيدا... باحثا عنها، بعد غيابها الثاني .. تمنيت لو كان في جيبي مسدسا حتى أموت عند قـدميها ، أحـسست بخنجر مسموم يخترق قلبي ... ألم تجد من بين كل الرجال إلا صديقي ؟ !

لم أحاول أن أكـلمهما ، فبأي حق أتدخل في حياتها ؟...

منكسرا، أ فتح باب حجرتي، أرتمي فوق فراشي، دون أن أضيء المصباح، وأغرق في بحر من الدموع ...

ووجدتني مدفوعا إلى أن أعـتــزل الناس أسـبوعا..

وأنا أداعب أوتار أنيس وحدتي .. خيل إلي أني سمعت قرعا على الباب .. لم أصدق عـيناي ، ما الذي جاء بها في هذه الليلة الشتوية ؟.. هل ملها حبيب الجيب ، فاشتاقـت إلى حبيب القـلب ؟ !

أم أنها تبحث عن فراش آخر ؟ !

خلعت قميصها ، ولفت ذراعها حول عنقي فأبعدتها عني ، بقسوة سألتها :

- من ذلك الرجل الذي كنت معه ؟

- ضحكت ... طبعت قبلة على فمي ، أحسستني مسحورا بين يديها :

- أنت الرجل الوحيد الذي ا ستولى على قلبي ، وما زلت أ حبك كما لم أحبك من قبل ...

- وذلك الرجل ... ؟

- أ تغار من زوجي ؟ !...

- أنت متزوجة ، وأنا آخر من يعلم .. لم خدعتني ؟ !..

ودون أن أحس ، أهوي بكفي على خدها، ترتدي قميصها، وهي تكفكف دموعها ... وأسدد قبضة يدي نحو الجدار ، أعود إلى كأسي .. أصبها في جوفي دفعة واحدة ، أرمي به عرض الحائط ... فتتناثر شظاياه ...

* * *

أ لـمحها مع زوجها ، في ركنها المعتاد .. تحييني بابتسامة مشرقة ، أحـتـضن كــماني ، و أنطق أ وتاره لحنا شجيا ، تهتز له القلوب ، ولو كـانـت من صخر صلد .. تتهامس البنات ، وهن يبحثن عن مناديلهن ، وينزف قلبي من عيني

دمعا ...

دمعا ...

دمعا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية


.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان




.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي