الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ألكسندر دوغين – في روسيا، نحتاج إلى إلغاء ديكتاتورية الفاشلين والتافهين وعديمي الموهبة
زياد الزبيدي
2025 / 2 / 4مواضيع وابحاث سياسية

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
28 يناير 2025
إذا كنا، نحن الروس، ننوي بناء عالم متعدد الأقطاب، فيجب أن يكون لكل حضارة نوعها الخاص من جوائز "الأوسكار"، أي جائزتها الخاصة التي تُمنح لأفضل الأدوار، وأفضل سيناريو، وأفضل موسيقى، وأفضل أزياء.
يعرف الكثيرون أن في الهند هناك ظاهرة تسمى "بوليوود"، وهي صناعة السينما الهندية. لديهم جوائزهم الخاصة وأبطالهم الذين قد يكونون غير معروفين تمامًا في الغرب أو في الصين المجاورة. ولكن بالنسبة لحضارتهم (والهند هي قارة كاملة)، فإن هذا السينما و"أوسكاراتها" لها أهمية كبيرة.
وينطبق الشيء نفسه على الصين. هناك أفلام وممثلون صينيون لم يسمع بهم أحد في دول أخرى، لكنهم يتمتعون بشعبية هائلة في الصين. لأن الصين والهند هما حضارتان مستقلتان لديهما سينما فريدة من نوعها. وأصبح هذا الآن عاملًا له صبغة حضارية.
نحن الروس أيضًا بحاجة إلى إنشاء جائزة أوراسية خاصة بنا. ولكن للقيام بذلك، نحتاج إلى أن يكون لدينا سينما فريدة خاصة بنا. ولكي نحصل على مثل هذه السينما، يجب أن يقود العمليات الثقافية في روسيا أشخاص موهوبون وعبقريون روس. روس بالطبع، بالمعنى الثقافي.
مثال رائع على الموهبة الاستثنائية التي تم تقديرها والاعتراف بها حقًا هو فاليري غيرغييف. وهو من أصل أوسيتي، يعرف ويشعر بالثقافة الروسية والفن الروسي والروح الروسية أفضل من الكثيرين في روسيا، وربما أفضل من الجميع.
"عبقري بعصا سحرية"، هكذا يقولون عن المايسترو فاليري غيرغييف.
ولتنظيم "أوسكار روسي" كامل، نحتاج إلى مواهب من نفس المستوى في صناعة السينما. نعم، لدينا ممثلون موهوبون، وحتى بعض المخرجين السينمائيين المتميزين، ولكننا لا نمتلك صناعة سينما روسية متكاملة وفريدة من نوعها.
على سبيل المثال، هناك العديد من الدول في العالم التي لديها فلاسفة محليون ولكنها تفتقر إلى فلسفة خاصة بها. وبالمثل، في بعض الدول، يتم إنتاج الأفلام، وبالتالي هناك ممثلون ومخرجون، ولكن لا توجد سينما.
لأن "الكود" الثقافي لا يتم استيعابه أو إدراكه. ولأنه لا يوجد تركيز كافٍ من أولئك العباقرة المتحمسين الذين يمكنهم ببساطة إنشاء مجموعة معينة، كما حدث في القرن التاسع عشر عندما تشكلت الموسيقى الكلاسيكية الروسية حول "المجموعة القوية"، أو كما تم إنشاء ثقافة العصر الفضي الروسي.
اليوم، نحن جميعًا مشتتون. حتى عندما يقدم فاليري غيرغييف إنتاجًا جديدًا، تظهر فقط بعض المراجعات الشكلية، ولا يناقش أحد تقريبًا المعنى العميق لما أراد المايسترو قوله. لا في وسائل الإعلام الفيدرالية ولا في قنوات التليغرام، حيث يتناقش الجميع حول بعض المشاكل الثانوية والتافهة.
لذلك، لكي نصبح دولة ذات سينما حضارية كاملة، نحتاج أولاً إلى أن نتعلم البحث عن وتشجيع العباقرة الحقيقيين. جمعهم في نادٍ معين، مجموعة عباقرة، حتى لو كانت محدودة للغاية، ولكن حيث تكون لديهم جميع الفرص للتطور. حيث يمكن للفلاسفة الحقيقيين تفسير أعمال الفنانين الحقيقيين، ويستمع الممثلون الحقيقيون إلى توجيهات الأساتذة الحقيقيين.
الآن، كل شيء مسدود بطبقات من القمامة التي تراكمت خلال العهد السوفياتي وما بعد السوفياتي الليبرالي. لهذا السبب في طبقة المثقفين الإبداعية لدينا، كل واحد أسوأ من الآخر. مع استثناءات نادرة مثل غيرغييف، باشميت، وبعض الآخرين.
فقط عندما ننخرط بجدية في هذا المضمار، سيكون لدينا فننا الحضاري الكامل، بما في ذلك السينما. والآن، أكرر، لدينا ممثلون فرديون عباقرة في الفن، ولكن لا يوجد فن بحد ذاته. لذلك، لا يجب أن نفرح بترشيح هذا أو ذاك، حتى لو كان ممثلاً موهوبًا جدًا، خاصةً إذا كان يعمل في الغرب، بل يجب أن نعمل على مشروع من هذا المستوى.
بالمناسبة، بالإضافة إلى "بوليوود" التي ذكرتها سابقًا، يوجد اليوم أيضًا "نوليوود"، أي صناعة السينما النيجيرية. ننظر إليها برعب، متسائلين ما هذا، ولكن الكثيرين يعجبون بها. لدرجة أنه في بعض الدول الأفريقية توقف القتال عندما تم عرض حلقة جديدة من فيلم نيجيري حول بعض الصراعات غير المفهومة لنا بين القبائل الأفريقية. وهناك أيضًا سينما فلبينية مثيرة للاهتمام وفريدة من نوعها.
أي أنه من المهم جدًا لنا أن نعزز تنوع عالمنا متعدد الأقطاب، وأن نركز ليس على "الأوسكار"، بل على إنشاء مسابقات سينمائية حضارية خاصة، لسلب الغرب الجماعي حق الهيمنة على صناعة السينما العالمية. وإذا أدركنا أخيرًا مبادئنا الجمالية الروسية الخاصة والأصلية، فسنقيم ممثلينا وموسيقيينا، وفنانينا وشعرائنا، وفلاسفتنا وكتابنا وفقًا لها. سواء كانت تتوافق مع كودنا الثقافي أم لا.
الرغوة الثقافية الزائفة التي تتحرك الآن هنا، بالطبع، لا تتوافق مع أي كود ثقافي. هذه هي فقط نفايات الغرب، ولهذا السبب نحن نسعى بأي ثمن إلى الغرب، لكي يتم ملاحظتنا كخدم يعرفون تقليد السيد. كل هذا، مع استثناءات نادرة، ليس فنًا، بل هو "روسوفوبيا".
ولذلك أعتقد أنه في "الأوسكار"، حيث يتم تطبيق أجندة الغرب الليبرالية، إذا كان ينبغي لنا المشاركة على الإطلاق، فسيكون ذلك فقط عندما يتمكن ترامب من ترسيخ سلطته وتبدأ القيم التقليدية في السيطرة على المهرجانات الغربية. وعندها، إذا كان لدينا سينما فريدة خاصة بنا، يمكننا المنافسة ضمن القيم التقليدية.
هل سننتظر اللحظة التي تبدأ فيها القيم التقليدية في السيطرة على المهرجانات السينمائية الغربية؟
ولكن حتى الآن، ليس لدينا مثل هذه السينما التي تعكس قيمنا التقليدية. حيث أن عددًا من الأشخاص الذين استولوا على السلطة في المجال الثقافي، مثل الجلطات، يعيقون تطور العمليات الثقافية الحقيقية في روسيا. يحاولون فرض الرقابة، وتوجيه ما يتم إنشاؤه، لكنهم هم أنفسهم صغار، تافهون، وغير أكفاء، مما يؤدي إلى صورة بائسة ومخزية. خاصة عندما يفرض الأشخاص عديمو الموهبة رقابة على المواهب.
في الإمبراطورية الروسية نفسها، كان الرقباء فلاسفة ومفكرون وكتاب روس بارزون (على سبيل المثال، كونستانتين ليونتييف). أي أن الرقابة هي أمر دقيق للغاية. يجب أن تكون قادرًا على التعرف على العبقرية، حتى لو كانت لا تتناسب مع الأطر الصارمة. ويجب أن تكون قادرًا على تحديد وحظر الاتجاهات السامة، والتي قد لا تكون واضحة دائمًا.
الرقابة هي أعلى شكل من أشكال الفن. باختصار، اليوم نحتاج أولاً إلى وقف ديكتاتورية الفاشلين وعدم الموهوبين التي ترسخت في روسيا على مدى العقود الأخيرة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رئيسة تحرير صحيفة -ذا ناشونال- توضح أسباب اهتمام الإمارات وا

.. إسرائيل تتمسك بالبقاء في 5 نقاط بجنوب لبنان.. وعون يطالب الو

.. مشادات كلامية في الكنيست مع سموتريتش.. ماذا حدث؟

.. رئيس الوزراء الهندي في استقبال أمير دولة قطر لدى وصوله الهند

.. البرهان: الشعب السوداني يقف خلف الجيش ولن يقبل بفرض حكومة عل
