الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عـود على بـدء !

التجمع الشيوعي الثوري

2003 / 7 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


 

افـتـتاحـيـة

بعد احتجاب دام سبع سنوات، تعود "ما العـمل ؟" إلى الصدور، بحلتها الجديدة، لتصل ما انقطع، بفعل ذلك الغياب الطويل الذي رأينا أن نضع حداً له، وقد زالت أسباب اساسية كانت تقف وراءه.

أما تلك الاسباب فمرتبطة بالظروف التي تلت التبدلات الهائلة في العقد الأخير من القرن الماضي، وكانت تعبر عن هزيمة حقيقية للحركة العمالية العالمية، إثر انهيار الاتحاد السوفياتي وباقي البيروقراطيات الحاكمة سابقاً في أوروبا الشرقية وبلدان اخرى عبر العالم.

 

لقد ترافقت مع التبدل العميق في موازين القوى الطبقية الذي صاحب ذلك، والهجوم الصاعق للعولمة النيوليبرالية، حالة احباط معمَّم، ليس في الأوساط الجماهيرية فقط، بل ايضاً على صعيد المثقفين الثوريين، والدور الطليعي الذي كانوا يضطلعون به، ولا نبالغ اذا قلنا إن نسبة مهمة من هؤلاء إما انتقلت الى صفوف الثورة المضادة أو أنها انكفأت ، في أحسن الأحوال، إلى حالة الحياد، والترقب، والتقوقع على الذات. ولم يكونوا قلةً أولئك الذين وقعوا تحت تأثير تلك الاطروحة التافهة جداً التي خرج بها المفكر البرجوازي الأميركي، من أصل ياباني، فرانسيس فوكوياما، حول ما وصفه بأنه " نهاية التاريخ"!

لكن سرعان ما أفحم التاريخ الأنبياء الكذبة الجدد، بحيويته وحركته الدائمة، وعنفوانه الثوري. وسرعان ما نزل الناس، مجدداً، في شتى القارات، وإن بتفاوت نسبي، إلى الشوارع، يصوِّتون بأقدامهم ضد هذا العالم الكالح، القادم إاليهم من فضائح الشركات متعددة الجنسية، وجرائمها بحق البيئة والإنسان. ومرة اخرى، هاهم يجددون بإبداعهم الدائم، في تظاهراتهم المليونية، أحياناً، ومنتدياتهم الكبرى، من سياتل وصولاً الى بورتو أليغري، وتحركاتهم الساخطة ضد حروب رأس المال، مأثرة اقتحام ... السماء!

وفي منطقتنا العربية، إذا كانت الشعوب لا تزال مقموعة في ظل ديكتاتوريات بشعة، تستمر في مسح أحذية جنرالات الأمبريالية، ومجالس إداراتها، وتواصل في آن معاً سحق حركة الجماهير العربية، فإن هذه الحركة قد مارست تحديها، مع ذلك، للقمع، ولا سيما في المظاهرات ضد الحرب على الشعب العراقي، ولا بد من ان تنتج في القريب القادم مقاومتها لهذا الواقع، وللهجمة الاميركية المفرطة في الغطرسة والتي ستأخذ بعد الآن أبعاداً اكثر خطورة.

 

إن عودة "ما العمل؟" إلى الصدور تأتي لتلبي حاجة قصوى- في هذه المرحلة الحبلى بأحداث جسام، وتطورات مشهدية متواصلة، سواء بخصوص العراق، أو بخصوص فلسطين، او أي من بلدان المنطقة-، إلى وجود جريدة ثورية، قادرة على الانطلاق في تحليلاتها، وما تطرحه بالمقابل من مهام برنامجية وحلول، من منظور يتجاوز الساحة اللبنانية إلى باقي الوطن العربي، وحتى إلى العالم بأسره. وذلك بديهي، طالما أنها تعبر عن رؤية فصيل ماركسي ثوري، يضع في واجهة اهتماماته قضية انتصار الثورة العربية، لكن أيضاً مسألة التضامن الأممي وإنتاج مقومات الانتصار النهائي للثورة العالمية.

وهذه العودة تأتي، أيضاً، بعد التراجع العميق لوطأة النزعة الإصلاحية على الشبيبة الصاعدة، التي تتحرك الآن بحرية اكبر بكثير في بحثها عن مخرج من الإفلاس السياسي الذي بلغته شتى منوعات الفكر والتنظيم ذات الأصول الستالينية. وهو واقع يدفع بأوساط واسعة ضمنها إلى الانفتاح على الفكر النقيض ضمن الحركة الشيوعية العالمية، ممثلاً بالماركسية الثورية، وإلى تجاوز المواقف العصبوية القديمة التي كانت تحول دون ذلك.

 

إن إعادة اصدار "ما العمل؟" باتت ضرورة قصوى، ولا سيما لأجل الرد على الفراغ المزمن للساحة من تيار ثوري يمتلك برنامجاً متقدماً، وفي الوقت عينه حضوراً فاعلاً وسط الطليعة وحركة الجماهير، ولأجل أن تلعب دورها المطلوب كمنظم جماعي، بحسب الفهم اللينيني المعروف للتنظيم، ولموقع الجريدة ضمنه.

هذا وإن "ما العمل؟" في صورتها الجديدة، عدا التغيير الذي سيلاحظه قراؤها السابقون، في شكلها الخارجي، سوف تجمع إلى الهم السياسي البحت، المتمثل في التحليلات للأحداث المحلية والاقليمية والعالمية، وتحديد الموقف الثوري إزاءها، اهتماماً خاصاً أيضاً بالجانبين النظري والتنظيمي. بمعنى آخر، سوف تكون هناك نصوص مدروسة منتقاة، بين الحين والآخر، إذا لم يكن دائماً، من التراث الماركسي الثوري، لكن أيضاً من القرارات الصادرة عن بعض المؤتمرات الأممية، التي تحتفظ براهنيتها، والتي اذ تعِّرف القارئ بالفكر الذي نسترشد به تسهِّل عملية بناء الكادر التنظيمي.

 

كما أنه سيتضافر، مع صدور "ما العمل؟"، مجدداً، ظهور موقع أممية على الانترنت، قريباً جداً، في إطلاق برنامجنا وخطنا، وبالتالي عملنا، ليس فقط في الساحة المحلية، بل أيضاً، وإن بصورة متفاوتة، أبعد من هذه الساحة، وبوجه أخص على المستوى العربي. وبقدر ما سيحصل ذلك، ويتطور، ويتحسّن، يمكن أن نراكم مع الوقت الكادر الذي نحن بحاجة اليه، وننتج بالتالي تلك "الاسطوانة" التي تحدث عنها تروتسكي في كتابه "تاريخ الثورة الروسية"، والتي ستحصر عند النقطة الحاسمة البخار، الذي يتبدد الآن. وذلك في وقت باتت فيه التنظيمات اليسارية التقليدية، وتشظياتها، تتجه اكثر فأكثر إلى التخلي، ليس فقط عن التصور اللينيني للتنظيم، بل أيضاً عن الماركسية ككل، وعن الثورة فوق كل شيء، تاركة أعداداً واسعة من الشبيبة في أقصى التشتت والضياع. وهنا تكمن مهمتنا الأساسية: أن نضع حداً لهذا التشتت والضياع، وأن تكون لنا الجرأة على المبادرة. وفي ذلك بالضبط يكمن المغزى الأساسي لعودة "ما العمل؟"         

 

وهـو عـود على بـدء!        


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا