الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى انتظارا لادارة عنصرية و فاشلة ! يجب توفير الخدمات الحياتية فورا لجماهير العراق

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2003 / 7 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



  
                                                                                                         
لا يزال المواطنون في بغداد وبعض المحافظات وبعد ما يقارب من 3 اشهر من انهيار النظام البعثي ودخول القوات الامريكية, يعانون من  انقطاع الكهرباء لفترات طويلة او ما يشبه غيابه الكامل في وقت ترتفع فيه  درجات الحرارة بشكل كبير يوما بعد يوم, في حين ان الفقر والجوع والبطالة تضرب من الاعماق حياة الملايين من الرجال والنساء في العراق وتلقي بكامل اوزارها عليهم. كما وان وقوف المواطنين في طوابير امام ابواب المستشفيات تزداد يوما بعد يوم. ليس هناك احصاء رسمي لعدد من يموت يوميا بسبب سوء التغذية  والفقر والجوع و الذين يموتون من جراء نقص  الخدمات الصحية و البلدية وغياب الكهرباء و المياه الصافية للمواطنين وغيرها.  
ان هذه الغطرسة والعنهجية وهذا الاهمال الفاضح تجاه احتياجات وخدمات المواطنين ليست الا عنصرية سافرة تطبقها الهيئة الحاكمة في امريكا والمجرمون العنصريون امثال جورج بوش, ورامسفيلد, وديك جيني, وبريمر  بحق سكان العراق. فليس هناك اي تبرير و بعد ما يقارب من 3 اشهر من ان تبقى الخدمات غائبة بهذا الشكل، وان يبقى الجوع و الفقر و البطالة و انعدام الخدمات المدنية و الاجتماعية يهدد وبهذا الشكل الرهيب حياة الناس. ان كل تلك الاوضاع المزرية لجماهير العراق لا تشكل مسالة  ذات شان  بالنسبة لليمين الامريكي و لا تقع في دائرة اهتماماته  و اهتمامات  ممثليه في العراق . فمن وجهة  نظر هؤلاء ان من يعيش في العراق هم اناس من "الدرجة الثانية" و "لا يستحقون" الحياة التي يعيشها المواطنون الامريكيون والبريطانيون او الاوربيون. فقوات الاحتلال الامريكية و الهيئة الحاكمة في امريكا على علم تام بان المواطنين  في امريكا وبريطانيا سوف يردون بغضب و يطردونهم من الادارة  اذا فرضت عليهم حالة  الخدمات التي نراها اليوم في العراق ليس لـ 3 اشهر بل لبضعة ايام .
 لم يضيع  اليمين الحاكم في امريكا فرصة في ان يدفع بسياسته الاجرامية ضد الجماهير في العراق بسرعة وان يعد نفسه و بشكل سريع لشن الحر ب علىالعراق, رغم المعارضة العالمية الواسعة بوجهه, وان يدمر ما شاء من الخدمات و البنيان التحتي للمجتمع العراقي، ولكن عنما يأتي الوقت لتلبى ابسط احتيجات المواطنين و الخدمات الاساسية لهم فانه يبدو كالسلحفات في تحركه. يبقى على السكان هذه المرة ايضا الدفع, وعلى حساب حياتها و راحتها, ضريبة هذه السياسات الشوفينية والعنصرية لكبار لصوص الراسماليين الامريكيين، وان تعاني من آثار الفشل الذريع و المذل لادارتهم في العراق في تامين ابسط انواع الادارة و الخدمات واسترجاع الحياة الطبيعية لمجتمع فرضوا انفسهم عليه بالقوة, كقوة محتلة, و استحصلوا "الموافقة" من الامم المتحدة بالقوة ايضا.
غير ان ما تجربه الجماهير, هذه الايام, على ايدي القوات الامريكية  ليست  غريبة عليهم ،  فلقد ظلوا يعيشون آلام سياسات امريكا الرجعية طول سنوات و سنوات. ان المجرمين في الهيئة الحاكمة كانوا ومنذ اكثر من 13 عاما يطبقون نفس هذه السياسة الشوفينية والعنصرية ضد جماهير العراق, اي سياسة فرض الحصار الاقتصادي ضد اطفال وشيوخ ورجال ونساء العراق. لقد مات مئات الالاف من اطفال هذا المجتمع  نتيجة للحصار الاقتصادي وآثاره الثانوية . ان ما تعانيه الجماهير هذه الايام على ايديهم هي تكملة وامتداد لنفس تلك  السياسات و نفس القيم الرثة  والعقلية العنصرية المناهضة لجماهير العراق .
 ان الجماهير مستاءة  اخر درجات الاستياء و ان الغضب يتزايد يوما بعد يوم . انها في الحقيقة  تبحث عن سبل فرض ارادتها على حكامها الجدد من الامريكان.  لقد حان الوقت بان لا تقبل الجماهير ما تفرضه القوات الامريكية وادارتها المدنية البائسة من اوضاع خدماتية مزرية عليهم .  ان مسالة الخدمات الصحية و توفير المياه و الكهرباء, هي امور حياتية تتعلق بكل الجماهير و بكل المجتمع فلا يمكن السكوت عنها الى امد اطول من هذا. يجب تنظيم المظاهرات و الاعتراضات الواسعة و الجماهيرية للضغط على اللصوص الراسماليين الامريكيين و ممثيليهم في العراق للاستجابة لها.  يجب التغلب على حالة الانتظار و الترقب التي تدب في صفوف الجماهير و يجب افشال السياسات التخويفية للقوات الامريكية  برمي المتظاهرين بالرصاص كما قاموا به قبل ما يقارب الاسبوع. 
 ان القوات الامريكية ليست وحدها في ممارسة سياساتها العنصرية و المتغطرسة تجاه احتياجات المواطنين. فمن ناحية اخرى نرى المجرمين من بقايا البعثيين والذين لا يجدون طريقة لادامة سياساتهم الفاشية المنهارة غير الاعمال الارهابية من ضرب المنشآت المدنية و المؤسسات الخدمية و تفجير محطات الكهرباء لشل تلك الخدمات و ضرب طمانينة وعيش المواطنين. ان تلك القوى الفاشية من القوميين العرب البعثيين ومن يشاركهم من القوميين و الاسلاميين  الذين يدعون الى شن"المقاومة" المسلحة او"الجهاد" الرجعي ضد القوات الامريكية على حساب طمانينة و امن ورفاهية المواطنين, ليست الا قوى رجعية معادية للجماهير, وهم يشكلون عناصر و قوى السيناريو الاسود الذي يهدد المجتمع العراقي من الصميم. فليس هناك اي شرعية واي حق وتحت اية ذريعة كانت من ان ترتبط السياسة بتخريب الحياة المدنية للمواطنين وضرب خدماتهم المدنية . فمن يتحدث عن السياسة ويسلب العيش من المواطنين يعد العدو الاول الذي يجب وضع حد له وازالته من الحياة المدنية بشكل جذري. 
 ان المشكلة  الاساسية  التي تواجه الجماهير في العراق  ليست متعلقة بميدان الخدمات والادارة فقط  بل تكمن في ميدان السياسة وحسم مسالةالسلطة في هذا البلد . ان ما نراه في ميدان الخدمات بالنسبة للامركيان و البعثيين والقوميين و الاسلاميين هو انعكاس لما يقدومونه للجماهير في ميدان السياسة ايضا. فالعنصرية المفضوحة باشد اشكالها و خرق حق الجماهير بشكلها الشنيع ياتي عندما يسلب عمليا و بشكل واسع وشامل حق الجماهير في المشاركة في ترسيم النظام السياسي في العراق وذلك عن طريق ابعادها و بطريقة ملنوية ومعقدة  للغاية ي تحقيق ذلك الهدف. ونتيجة لذلك يسلبون في الاساس حق مداخلتها في تنظيم حياتها الاجتماعية والاقتصادية و الخدمات العامة للمجتمع . يجب الوقوف بوجههم على كافة الصعد وان لا نضع حياتنا  مهددة بهذا الشكل في ظل حكمهم ولا ان ندعهم رسم مستقبلنا ومصيرنا من خلال تنصيب اية حكومة رجعية سواءا كانت قومية و اسلامية او مباشرة ادارة امريكية.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خامنئي و الرئيس الإيراني .. من يسيطر فعليا على الدولة؟ | الأ


.. مناظرة بايدن-ترامب .. ما الدروس المستخلصة ؟ • فرانس 24 / FRA




.. #فرنسا...إلى أين؟ | #سوشال_سكاي


.. المناظرة الأولى بين بايدن وترامب.. الديمقراطيون الخاسر الأكب




.. خامنئي يدعو الإيرانيين لمشاركة أكبر بالانتخابات | #غرفة_الأخ