الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أحوجنا الى -تيّار كُفّار- في حزبنا وجبهتنا

هشام نفاع

2007 / 1 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ملاحظة رقم (1)
عليّ القول بصراحة واستقامة إنني أحد الذين لا يشترون كل الحكي الدائر لتبرير ما يُراد له أن يسمّى "صراع الحزب الشيوعي والجبهة". ليس لأنني أريد المكابرة والقول "كلنا رفاق"، على نسق "كلنا أخوة"، وكنْس الجدل بالتالي. لا. بل لأن كل الجهود المنصبّة على تفخيم وتضخيم وتفصيح الكلام بغية تأكيد وجود "شرخ فكري" أو "برنامجي" أو غيره بين الجسمين برمّتهما، تبدو لي محاولات غير مقنعة في أفضل الحالات، وسخيفة/مهينة للوعي في أسوأها.
نعم، هناك أوجه إشكالية في علاقة هذين الجسمين. يكفي أنهما اثنان. أحيانًا يكون الواحد لوحده، واقف لوحده، ويقوم ليمشي لوحده فيتعثّر بإشكالياته، فكم بالحري اثنان.. ليس شخصين، بل حركتين.
ونعرف منذ عقود أنهما غير متطابقين، لذلك فهما اثنان. لكنهما ليسا مختلفين تماما، بل هناك تداخل بينهما، في المبدأ والموقف والعضوية، يفوق النصف.
فهل يشكل هذا تبريرا كافيًا لاستجلاب الغمام القاتم من كل حدب وصوب، وسدّ آفاقنا السياسية والتنظيميّة؟ هل انفرجت المناخات السياسية العامة، وزال ما تعجّ به من مخاطر على القضايا الأساسية الأولى التي نكافح من أجلها، حتى ننبري الآن للخوض والزجّ بالغير في حرب أهلية على مقاسنا؟
ونعم أيضًا، إنهما، الجسمان، يصطدمان أحيانًا في مساحات معيّنة. ولكن أية مساحات؟ هذا هو السؤال.
أهي المساحات النضالية؟ لا. فهذه المساحات، ما شاء الله، واسعة سعة بلاد الله الواسعة. وحتى لو دخلتها 40 جبهة و100 حزب (إضافة الى 1000 من الأنصار) لظلت فيها أماكن شاغرة لكثيرين. فما بالك اليوم والريح تصفر فيها..
أهي المساحات الفكرية، التثقيفية، الحواريّة..؟ يا حسرة، قلة الجواب جواب!
ماذا إذن؟
إنها المساحات الضيقة. بكل صراحة. تلك التي تتصادم فيها الأشياء.. والأشياء متنوّعة. قد تكون طموحات، وهذا حسن. قد تكون مناصب مرجوّة، ولا بأس. قد تكون حتى مصالح ذاتية، وهذه أيضًا يمكن القول فيها "زين" شريطة أن تحترم المعايير المتفق عليها وأن تحتكم إليها.
أين الطامة إذن؟
إنها حين لا يظل في المساحة الضيقة سوى تركيبة انشطارية خطيرة، تتألف من الطموحات الشخصية متوسطة المدى، ومصالح المجموعات (التي تتوهّم أنها تيارات سياسية والى آخره) بعيدة المدى، والأحقاد القديمة التي لا يزال مفعولها ساريًا. هنا، يكون خطر الانفجار وشيكًا وملموسًا وقريب المدى.
قبل أيام سألني سجين سياسي سابق عما يحدث في الحزب والجبهة. قلت له إن النقاشات الفكرية والسياسية ضئيلة جدًا. فقال: إنها شخصية غالبًا، واضح! لم أردّ طبعًا، وغيّرت الموضوع. لكنني خجلت.
ما العمل إذن؟
ما أحوجنا الى "تيّار كُفّار" في حزبنا وجبهتنا. أناس يؤمنون بمصداقية درب وأفق الحزب والجبهة (معًا)، وبدورهما، وبضرورتهما، وبأهمية تطوير الرؤية الكفاحية في تجربتهما، ولكن في الوقت نفسه يكفرون بالزّيف، وبأمراض الأنا والذات، وبتجميل الأحقاد بالنظريات، وبكل المحاولات الخرقاء لأدلجة ما لا يحتمل أدلجة. إن هذا الكفر هو أفضل إيمان بدربنا العريق المعمّد بقطران التجربة والمفعم بالأمل. ليت هذا الكفر يعمّ فيكبر إيماننا بنفسنا.
وللكلام بقية، حسب الضرورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر


.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي




.. ”شكرا للمتظاهرين في أمريكا“.. هكذا كانت رسائل أطفال غزة للجا


.. شعارات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة كاليفورنيا




.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر