الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعار مرفوض الرئيس محمود عباس وشعارات الحركة

توفيق العيسى

2007 / 1 / 13
القضية الفلسطينية


لا أدري ما الذي يضطرحركة فتح لان تلعب لعبة التكفير ضد حماس ، ففي حمى التحركات السياسية لاحتواء الأزمة بين الحركتين يطل علينا ( من يفرخ فيه الذكاء غباء) ليعتبر حركة حماس تيارا شيعيا وهذا يدل على اصرار البعض على خوض الصراع حتى الرمق الأخير – أقصد بالصراع الحرب الاهلية- في مهرجان حركة فتح ال42 حاولت حركة فتح أن تظهر بمظهر القوي ذو الشعبية العارمة وهذا من حقها الا أن بعض الكوادر لم تدرك المعنى الحقيقي وراء هذا المهرجان الذي من المفروض أن يعبر عن وحدة الحركة ، ففي شعارهم المرفوع ( شيعة شيعة) أثبت الفتحاويون للمرة الألف عمق التناقض والخلاف بين قيادة وقاعدة الحركة ، فالقيادة تفكر بطريقة والقاعدة بطريقة مغايرة تماما ، الأهم من ذلك هو اذا حاولت حركة فتح – بعض الكوادر الذين رفعوا شعار شيعة- أن تستمر في هذه اللعبة ، فكما يعلم الكل أن المشاريع المطروحة على الساحة الفلسطينية منذ بدايات الثورة الفلسطينية المعاصرة ثلاث، المشروع اليساري الماركسي والذي مثلته الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب ( الشيوعي سابقا) والمشروع العلماني الديمقراطي والذي تمثله حركة فتح ومشروع الدولة الاسلامية الذي تمثله التيارات الاسلامية من حماس ( الاخوان) والجهاد الاسلامي وحزب التحرير ، اذا فحركة فتح ليست تيارا اسلاميا وليست جزءا من ما يسمى بالحركة الجهادية الاسلامية العالمية، ولعبة التكفير اذا ما استمروا بها فانها ستنقلب عليهم ، فلدى حماس موروث تنظيمي يؤهلها لخوض مثل هذه المعارك التكفيرية فهي كما قلنا جزء من الاخوان المسلمين التنظيم العالمي ولدى كوادرها ثقافة الإسلام السياسي على عكس حركة فتح .
أما عن لجوء البعض الى هذا الشعار فهو ناتج عن مسألتين رئيسيتين الأولى هي الوضع العراقي والحرب الطائفية المرفوضة أصلا بين السنة والشيعة ، فالأخبار الواردة من بغداد تقشعر لها الأبدان ومصير اللاجئين الفلسطينيين المضطرب في العراق والذين يتعرضون لأقسى أنواع العذاب والإضطهاض على يد الاحتلال الأمريكي والميليشيات الشيعية ، يحفز الكثيرين الى الاستسلام للشعار الطائفي تحيزا لشعبهم ، عدا تنامي مشاعر الحقد والكراهية، طبعا هناك من يستغل هذه الظروف ليؤلب القلوب ويحرضها ضد الآخرين وهؤلاء مشبعون بفكر الحرب الاهلية واعتبارها حلا إلاهيا.
المسألة الثانية هي الإلتباس الواقع بين مفهومي ( مسلم وإسلامي) و(الإسلام والإسلام السياسي) ففي حين تدل الأولى على كون الشخص أو المجتمع يدين بالاسلام كدين فان الثانية تدل على كون جماعة ما هي تنظيم سياسي يتخذ الاسلام طريقا ، وهذا خلط يقع فيه الكثيرين

الرئيس محمود عباس وفي خطبته صرخ في المرة الأولى ( هذا الشعار مرفوض) فمنذ البداية نأى بنفسه وحاول أن ينئى بتنظيمه عن سياسة التكفير وإن لم يكن لنفس الأسباب التي ذكرناها فعلى الأقل لكونه رئيسا للشعب الفلسطيني عامة وليس لحركة فتح فقط ولإن التكفير لن يؤدي الى حل الخلاف السياسي ، الا ان البعض لم يعجبه هذا التوجه أو لنقل لم يستوعبه فأعاد الشعار مرة أخرى مما اضطر الرئيس أن يكرر رفضه لهذا الشعار ، العاطفة العارمة والمواقف الارتجالية للبعض لم تدفع الرئيس الفلسطيني الى مجاراتهم والسكوت عن شعارهم الطائفي أي أنه لم يلجأ الى نفاق الجمهور وهذا موقف أخلاقي وسياسي يسجل للرئيس محمود عباس ، فإذا استسلمنا اليوم لهذا الشعر واعتبرناه أسلوبا للمواجهة مع حماس فإن ( الحبل على الجرار) سينقلب الوضع الى سنة وشيعة- مع عدم وجود شيعة في فلسطين وهذه مفارقة- ، وسنضطر لمواجهة شعار مسلم ومسيحي خاصة أن جورج بوش يعتبر نفسه المخلص المسيحي ، وبعدها أسود وأبيض ، ليست مبالغة فمن يرفع الشعار الأول يرفع الشعار الأخير ، والتقسيم الطائفي أو العرقي اذا ما بدء فهو ككرة الثلج ، المفارقة الثانية هي توقعاتنا فدائما كنا نتوقع هذه الشعارات من التنظيمات الدينية ولم يخطر ببالنا يوما أن تنظيما علمانيا سيرفع هذا الشعار أم ان العالم اليوم اختل ميزانه ، واذا كان علينا أن نلوم فلومنا على مثقفي حركة فتح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا