الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالات ومغزى ضرب القنصلية الايرانية في اربيل

ريبين رسول اسماعيل

2007 / 1 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في خطوة خطيرة تعتبر انتهاكا للسيادة في اقليم كردستان العراق، المنطقة العراقية الحليفة للقوات المريكية وبدون اي تنسيق مسبق ومباشر مع السلطات الكردية، وفي الوقت الذي كان فيه الرئيس الامريكي يعلن فيها استراتيجيته الجديدة حول العراق، قامت القوات الأمريكية في الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس( 11-1-2007) بمداهمة القنصليةالإيرانية في أربيل الواقعة بالقرب من مقر رئاسة مجلس الوزراء في إقليم كوردستان قريبا من الشارع الستيني واعتقلت 5 أشخاص من العاملين في القنصلية بعد أن تجولت مروحيتان أميركيتان لمدة حوالي 15 دقيقة فوق مبنى القنصلية وقامتا بعملية إنزال عدد من الجنود خلف مستشفى ايمرجينسي على الشارع الستيني، ثم عبرت هذه القوة الشارع عبر الدور السكنية بأتجاه الشارع الستيني، وعندما اقترب الجنود من مبنى القنصلية دعوا الموجودين في المبنى عن طريق مكبرات الصوت إلى الإستسلام بثلاث لغات، هي الكردية والعربية والانكليزية، من ثم ألقوا عددا من القنابل الصوتية وبعدها هاجموا القنصلية وسيطروا عليها.
قامت القوة المهاجمة باعتقال 5 أشخاص من الموجودين في القنصلية، 3 منهم كانوا إيرانيون، ثم بدؤا بتفتيش المبنى وأخذوا أجهزة الكومبيوتر والمستمسكات والوثائق الموجودة فيها، ثم بعد عدة ساعات أخلت القنصلية التي دخلتها بعد ذلك قوات الاسايش التابعة لوزارة الداخلية في اقليم كردستان العراق والتي لم تسمح للصحفيين و وكالات الانباء بتصوير المكان ودخولها.
هذا في الوقت الذي لاحظ فيه سكان مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان ليلة أمس تحليق طائرات حربية ومروحيات عسكرية فوق سماء المدينة بشكل مستمر وغير عادي، بشكل ذكر الناس بحادثة قصف واقتحام القسم الداخلي لطلاب جامعة صلاح الدين بشكل خاطيء وبناء على معلومات خاطئة من قبل قوات امريكية مجولقة قادمة من محافظة الموصل، كون انه لاتوجد قوات امريكية في اقليم كردستان العراق.
هذا في الوقت الذي قامت قوة امريكية اخرى بالانتشار ارضا قرب مدخل مدينة عينكاوة على طريق مطار اربيل الدولي واقاموا الحواجز لتفتيش المارة والسيارات التي كانت متجهة الى المطار فقامت قوة من الزيره فاني (البيشمركة) بمحاصرتها لعدة ساعات لمنعها من التحرك، بل وحسب بعض الشهود قامت القوات الكردية بنزع سلاح القوة الامريكية لاكثر من ساعة.
بعد هذه العملية، قامت القوات الامريكية بنقل الدبلوماسيين الايرانيين الى بغداد مباشرة، رغم الانتشار الكبير لقوات الزيره فاني الكردية حول محيط مطار اربيل، ومحاولات رئيس اقليم كردستان لعدم نقلهم من المدينة ــ كما ذكرت موقع (عصر ايران) ــ كون ان الدبلوماسيين الايرانيين الثلاثة كانوا قد حصلوا على موافقات رسمية من الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان للعمل في القنصلية الايرانية في عاصمة اقليم كردستان العراق.
بعد الهجوم ونقل الدبلوماسيين وعودة القوات الامريكية الى قواعدها، أعرب متحدث رسمي كردي عن إنزعاج وإستنكار رئاسة وحكومة إقليم كردستان للهجوم الذي شنته القوات ألامريكية على القنصلية الإيرانية وتوقيفها للعاملين فيها،
وقال بيان للمتحدث الرسمي باسم رئاسة وحكومة الإقليم إن الهجوم على دور قنصلية تتمتع بالحصانة وفقا لإتفاقية (فيينا) للعلاقات القنصلية لعام ( 1963) لا يتفق مع الجهود الرامية إلى إشاعة الإستقرار وتوسيعه ليشمل كافة أنحاء العراق.
القنصل الايراني في اربيل عباس الحسيني الذي عاد يوما قبل الهجوم الى ايران ــ وهذا ما يظهر ان الامريكيين ربما كانوا قد حذروا الايرانيين في الاقليم كما اشيع في العاصمة، اضافة الى ان رئيس الاقليم كان قد استقبل في يوم سابق مسؤلا ايرانيا زار الاقليم ــ اشار في مقابلات مع الصحف الايرانية ان القنصلية الايرانية في اقليم كردستان كان يساعد على تلقي الاقليم لبعض المساعدات الطبية ونقل الدواء وتوفير تأشيرات الدخول الى الاراضي الايرانية، حيث كانت القنصلية تمنح يوميا (250) تأشيرة دخول الى ايران لآغراض تلقي العلاج الطبي والعمل التجاري.
لاشك ان لهذا الهجوم دلالات كثيرة سياسية وعسكرية، خصوصا بالنسبة لاقليم كردستان، اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الجانب الايراني يتوقع دائما هكذا اعمال استفزازية من قبل الامريكيين، خصوصا بعد اعتقاله لعدد من الدبلوماسيين الايرانيين في بغداد قبل فترة وجيزة.
اما اقليم كردستان، واقصد هنا رئاسة الاقليم ورئاسة مجلس الوزراء، فهذا الاقتحام اشارة الى ان الامريكيين غير راضين ومرتاحين للعلاقات السياسية والاقتصادية المتطورة بين اقليم كردستان والحكومة الايرانية، وان على الهيئات السياسية في الاقليم ان لايتعامل مع ما تعتبره الولايات المتحدة عدوتها الاولى في المنطقة. في الوقت الذي على الرئيس الامريكي ان يتفهم جيدا ان هذه العلاقات ليست وليدة اليوم او امس، انها علاقات تاريخية وسياسية واجتماعية واقتصادية، كون ان المواطنين الكرد في ايران يرتبطون بعلاقات اجتماعية بكرد العراق، وان العلاقات الكردية الايرانية، خصوصا العلاقات التجارية والاقتصادية كانت علاقات مستمرة منذ عام (1991)، خصوصا وان التدخل الايراني في الاقليم خلال الاعوام الماضية كانت واضحة في دعم الحزبين الكرديين والاحزاب الاسلامية الكردية الاخرى.
اذن فهذه رسالة واضحة الى القيادات الكردية بضرورة توخي الحذر في التعامل مع ايران وعدم الانجرار وراء الوهم الذي اصاب القيادات الكردية والمتمثلة في التعامل وكأن اقليم كردستان دولة مستقلة ولها علاقاتها الاقليمية الخاصة بها سواء رغب الامريكان بذلك ام لا.
ثم ان خطف موظفين ايرانيين في مدينة اربيل يحتمل دلالة عسكرية اكثر وضوحا، وهو ان السيادة في الاقليم كباقي اجزاء العراق هي للقوات الامريكية، سواء كانت موجودة في الاقليم ام لم توجد، وعلى هذا الاساس فأن التدخل العسكري الامريكي في الاقليم قد بدد الوهم الذي بدأ يسيطر على القيادة والشارع الكردستاني من ان الامريكيين لن يقدموا على شيء دون اعلام القيادة الكردية بذلك وبالتنسيق المباشر.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، مادام ان اقليم كردستان لاتستطيع حماية الدبلوماسيين حسب اتفاقية فيينا لعام (1963)، فكيف تدعو حكومة اقليم كردستان دول العالم الى فتح قنصلياتها في الاقليم؟ وهل ان هذا الاعتداء الامريكي للسيادة في الاقليم رسالة مباشرة من واشنطن الى البارزاني؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على وقع التصعيد في رفح.. هل استفز نتنياهو مصر ودول الخليج؟ |


.. انهيار شبكة الكهرباء في عدن نظرا لانعدام الوقود وسط غليان شع




.. مدارس وجمعيات للحفاظ على فن -المالوف- في مدينة عنابة الجزائر


.. الجيش الإسرائيلي يحشد قواته على أطراف رفح تمهيدا لعملية واسع




.. مدفعية جيش الاحتلال توسع استهدافاتها في مدينة رفح جنوب قطاع