الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق : تمخض الجبل فولد فأرا

عبد الرحمن سليمان

2007 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كما كان متوقعا من قبل أغلب المراقبين للحدث العراقي ، لم يأت خطاب جورج بوش الاخير، وهو يرسم معالم سياسته الجديدة في العراق ، بجديد يستحق الذكر . تغيير بعض الوجوه كالعادة ، وزيادة رمزية في عدد القوات الامريكية العاملة ، ووعود في تسليم الملف الامني كاملا للعراقيين بحلول شهر نوفمبر القادم ، و" للعين " كما يقولون ، زيادة المخصصات المالية لايجاد فرص العمل ( لارضاء السوسيولوجيون ونصائحهم المملة ) ، وزيادة تمثيل السنة ويعني ( البعثيين ) بطبيعة الحال ( شوية من بيكر -هاملتون ) ، وكفى المؤمنين شر القتال !! . هكذا اختصر سيد البيت الابيض ، تاريخا ساهم مع أسلافه من البرغماتيين ، في تفجيره دفعة واحدة . وطبعا خبطة العطارة هذي من البرغماتية ، كفلسفة سياسية أمريكية بأمتياز ، لابد أن تسبقها جلسة تقليدية على كرسي الاعتراف بالاخطاء ، مع فارق أن الاعتراف في عالم السياسة اللاْخلاقي ، لايمنع من ارتكاب نفس الاْخطاء مرة أخرى ، بل ومرات ، طالما أن الامر يتعلق بالسياسة الخارجية( مصالح الآخرين ) ، يقولون : لنجرب ، ففي التجربة أحسن برهان ، أليس كذلك ؟

وطالما أن الشاي مدفوع الثمن ياجماعة في مقهى " عزاوي " التي فيها الآن ، الكل زعلان ، ماعدا " الزغلجية " في لعبة الدومينو الدولية بعد أن مات الدوشش الثقيل ، فالعبوا بيها وتخاصموا كيفما شئتم واضربوا بعضكم بعضا وتنابزوا بالالقاب ، يا أسوأ من أنجبت أرض الرافدين من شيعة وسنة منتحلين صفات التمثيل ( عسى أن يعذر بعضهم غضبي )، وياأشباه الرجال من أوغاد السياسة ومخانيثها . يامن جعلتم من غبائكم وأمعيتكم وانتهازيتكم ووصوليتكم ، برامجا لسياسة أحزابكم الخائبة أيها المخصيون ، وجعلتم من أبشع ما عرفته الانسانية من جلاد وأبن حرام كصدام حسين ، أن يلبس ثوب البطولة الزائفة ثانية وربما الى الابد ، بفضل أنانيتكم السياسية التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا ولا أظن سيعرف أبدا

العتاب ليس فقط على أمريكا أيها السادة . وليس فقط على جربان العروبة ممن لايرون في شعب العراق سوى امارة مفتوحة أرضا وخيرات مادية بلا بشر ولا حياة ، وانما أيضا على بيوتكم الزجاجية وأرواحكم الهشة وضمائركم المثقوبة من كل مكان وثقافتكم السياسية التي تصرون على ممارستها بدون حياة سياسية ، والقادرة دوما بقدرة من لاقدرة له ، على اعادة انتاج جلاديه الدائميين لعراق يفتح فخذيه كما أمهاتكم ، لكل فاتح وغازي وأبله ، لكي تبكونه وتغنونه فيما بعد ، شعرا وشعارات سياسية تخدعون بها القادم من الاجيال التي لاتعرفكم كما عرفناكم ولا تذكركم كما نتذكركم ، لانكم أول من يبيع الوطن وبأبخس الاثمان وآخر من يدافع عن الشرف والعزة والكرامة والسيادة الوطنية ( تلك المصطلحات الجوفاء التي خدعتم جيلنا بها ) وراح ضحيتها الشهداء المجهولون والمهمشون والمنسيون من كل مكونات الشعب العراقي الذين تسابقت صحفكم الحزبية العلنية منها والسرية ،على المتاجرة بأرواحهم مثلما تاجرتم بحياتهم أيها الساسة النرجسيين العظام الذين لايصلح معظمكم الا لدور الشرطي أو دور الدفان ،

عذرا مرة أخرى للمخلصين من كل اتجاه ، فمن يدري ؟ لولاهم ربما كانت الاوضاع أسوأ ، من يدري ؟

فمن يدعي مقاومة أمريكا ، هو أول من يبغي خدمتها ونيل رضاها ، ليفرض نفسه بهيئة الاجدر بين الخدم في " أمة مجزأة ، والتجزؤ فيها جزاء...." ، ومن يدعي مسايرتها لخدمة الشعوب ، سيقول غدا ، وبكل بساطة وكالمعتاد : " أخطأنا " ، لاْن كرسي الاْعتراف عريض بما يكفي للمقاعد التي تفكر عوضا عن الشعوب النائمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران