الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقاعة ترمب ونفاق نتنياهو.. فجوة ادعاء القوة وممارسة الضعف

اشرف السهلي

2025 / 2 / 15
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


شغلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب العالم حول نيته تفريغ غزة وتحويل القطاع إلى عقار مملوك للولايات المتحدة تنشئ فيه مشاريع اقتصادية ضخمة، وليس المهم بطبيعة الحال مدى تناقض التصريحات مع القانون الدولي أو مع فكرة أن الأرض فلسطينية وطبيعة علاقة الفلسطينيين بغزة هي علاقة السكان الأصليين بأرضهم وحقهم بالبقاء فيها بعلاقة هوياتية أصيلة فهذه اشياء يقفز عنها بطبيعة الحال منطق وقانون القوة والمستعمر الأبيض، إلا أن التناقض الأبرز من كل ذلك ليس الاستخدام الإعلامي والسياسي لهذه التصريحات غير الدقيقة بهدف الضغط على الأطراف كافة والتغطية على فشل وجرائم الاحتلال والظهور بمظهر القوة، بل التناقض على الأرض في غزة بينها وبين الواقع الإجرائي العملي التفصيلي الناتج عن الحرب الإسرائيلية على القطاع والتي لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف المعلنة التي تحدث عنها ومازال يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا سيما المتعلق منها بالقضاء على حركة حماس وإنهاء حكمها في غزة والإفراج عن كل الأسرى الإسرائيليين ومن ورائها الهدف المتعلق بالتهجير.

يمكن الاستكشاف من خلال الواقع العملياتي الإجرائي بخصوص اتفاق غزة والتعاطي المباشر مع الاتفاق ومع حركة حماس من قبل ترمب ومن خلفه نتنياهو، أن كل تصريحات ترمب المتناحرة مع بعضها في كل القضايا ليست فقط قضية فلسطين وغزة تشير إلى أنه غير مركز إطلاقا في أي منها ويثير من خلالها فقاعات لتعويم وتسويق صورة القائد القوي عن نفسه الذي يقود العالم لسلام إجباري، وبأنه الزعيم المربك للجميع سياسيا وغير المتوقع المهيمن على واقع العالم في مختلف الملفات.

هو استعراض إعلامي سياسي متخبط وغير متزن أو رزين لترويج وتعويم نفسه وفق منطق العنجهية والقوة البيضاء يتوقف في نهايته ترمب الذي كان يهدد ويتوعد بالجحيم لغزة وللعالم في حال عدم استكمال الإفراج عن الأسرى من غزة على النقيض من ذلك "القبضاي" صاحب القرار، ضعيفا متوسلا للمقاومة الفلسطينية متمثلة بحركة حماس قبل أيام للإفراج عن عدد من الأسرى من حملة الجنسية الأميركية، وتكمله حكومة الاحتلال ونتنياهو رغم إنكار مكتبه في البداية بالاضطرار للبدء بالالتزام ببنود الاتفاق المتعلقة بمعدات إزالة الركام والكرفانات بعد تحذير حماس من عدم الإفراج عن بقية الأسرى لديها قبل أيام بسبب الخروقات الإسرائيلية وعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى..

كل التناقض بين كلام القوة وفعل التوسل ذلك أو على الأقل القبول باحتجاج المقاومة الأخير والتنازل أمامه عمليا من قبل الاحتلال، دليل أنها أي التصريحات فقاعة كبيرة من الكذب الرسمي الإسرائيلي ومن نتنياهو شخصيا والضوضاء عن التحضير للعودة للحرب، وفقاعة مليئة بالجهل والغباء الترمبي بطرحه الساذج عن تهجير غزة وتملكها، وحتى اللحظة لا يبدو كل ذلك أنه يسمن أو يغني من جوع لديهم أو يؤتي أكله الإعلامي أو السياسي؛
- إن كان في ملف إلقاء الضغط على المقاومة بشأن مستقبل غزة وملف الأسرى والاتفاق نفسه رغم أن الاتفاق قد لايصمد لكن حتى اللحظة صمود وثبات الموقف الفلسطيني يجبر ترمب ونتنياهو على المواصلة في الاتفاق.

- ولا ينفع ذلك كثيرا مع الأنظمة العربية نفسها في الضغط عليها بملف إعادة الإعمار والقبول بطرح ترمب عن تفريغ غزة وتهجير سكانها الى الاردن ومصر واعطاء قطعة ارض لهم هنا وهناك فالإجراء على الأرض يشير لوجود قوة متحكمة في غزة لها كلمة تحول دون مشروع تهجيري تصفوي.

- وكذلك لا تفلح التصريحات الضخمة تلك بموضوع التغطية على فشل نتنياهو وجيش الاحتلال في تحقيق اهداف الحرب على غزة، أو التغطية على جرائمهم والإبادة التي ارتكبوها في غزة فكل ذلك يصطدم بفشل ميداني عملي واضح امام ملف التبادل والاتفاق مع حماس على الأقل حتى اللحظة، كما أن تغير الرأي العام العالمي ووجود حالة من العزلة الدولية لإسرائيل خاصة بعد ملفي الجنائية والعدل الدوليتين هي أشياء باتت ثوابت جديدة لا يمكن لترمب المتعجرف المدعي للقوة ونتنياهو المتهم بجرائم حرب وهو الانتهازي والكذاب بنظر معارضيه داخل إسرائيل لايمكنهما القفز فوقها بالعربدة والبلطجة، وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الفلسطينيين ليست لديهم خسائر كبيرة أو بأن الخطر عليهم وعلى قضيتهم ووجودهم في أرضهم قد عبر وانتهى، لكن يبدو أن الفقاعة الترمبية مازالت مجرد فقاعة مخالفة لواقع الأرض والميدان، بل إن الواقع نفسه يرسم حجم الفقاعة مع الوقت و يناقض كل مايقولون ويروجون له، بل إن شخصا كترمب ونتنياهو باتا يناقضان نفسيهما في التصريحات والسلوكيات مهما بدت صورة ما يصرح به ضخمة وقوية ومربكة للآخرين سياسيا وإعلاميا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غـــزة: أي تــداعــيــات لــلــعــمــلـيـة الــبــريـة؟


.. ليبيا: هل تصمد حكومة الدبيبة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. ليبيا: حكومة الدبيبة تعلن مواصلة الجهود لتثبيت وقف إطلاق ال


.. مؤسسة الفكر العربي تخصص يوما بباريس للفكر والإبداع في الدول




.. خلال أداء إسرائيل في-يوروفيجن-: هل تعمد المنظمون إخفاء صيحات