الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علوجيات .. (1) الصحاف محمد بن سعيد ..

جبار قادر

2003 / 7 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



بحثت كثيرا عن عنوان جامع لما أود عرضه على القراء الكرام عن ظواهر و طروحات و تحليلات لامنطقية نجد أنفسنا مجبرين على قراءتها أو مشاهدتها يوميا بحكم متابعتنا لأوضاع البلاد و ما آلت اليه الأمور بعد زوال نظام العلوج البعثيين و حلول (الرفاق ) الأمريكيين محلهم على حد تعبير وزير الأعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف والعهدة على الراوي . هذه المفارقات و الأكاذيب العجيبة التي لا يربطها بالواقع أي رابط  و التي يعرف أصحابها قبل غيرهم أنهم يحاولون الضحك على ذقون الناس في ظل ثورة معلوماتية ضيقت مساحات المخفي من الأمور الى حد كبير رغم المحاولات المحمومة للدول البوليسية الأبقاء على الأسرار بعيدا عن أعين الفضوليين .
وجدت أن أنسب كلمة تعبر عن خواء هذه التحليلات و إبتعادها عن المنطق و مسايرتها للغوغاء،  هي ( علوجيات ) المشتقة من كلمة علوج ، التي سجلت بإسم صاحبها رغم عراقتها و قدمها في اللغة العربية. لن أستخدم الكلمة بمعناها القاموسي و لا بمفهوم عمر بن الخطاب و لا محمد بن سعيد الصحاف . والكلمات في النهاية ليست مسؤولة عن ما نضمنها نحن من معاني و دلالات .
علوجيات مرادفة لدي لكل ماهو سئ و وضيع في حياتنا السياسية و الثقافية و الأجتماعية الحالية و أبطالها العلوج هم الأفاقين و المداهنين و الحاقدين على القيم الأنسانية و العاملين على زرع الفتنة الطائفية و القومية بين الناس و الداعين الى الدكتاتورية و القسوة و ثقافة العنف و المزورين للحقائق و المستعدين دوما لبيع خدماتهم و غيرهم كثيرون سادوا مجتمعنا إبان حكم القتلة . و لا ننسى علوجيات الأعلام العربي و بخاصة الفضائيات التي ينشغل عاملوها بالخطب و الهتافات و الأسئلة التي تخفي ورائها خطابا سياسيا منحازا ، بدلا من نقل الخبر و المعلومة الصحيحة الى المشاهدين. كما أن جيش الخبراء والمحللين السياسيين و  الأستراتيجيين الملحقين عبر البترودولار بهذه الفضائيات لم يقدموا تحليلا واحدا أثبتت الأحداث صحته ولم يضيفوا معلومة تفيد المشاهدين و تساعدهم على تلمس طريقهم وسط هذا الزعيق الأعلامي العروبي . يبدو أن تقديس الجهالة هو الشعار الذي لا يعلو عليه شعار آخر لدى هذه القنوات الفضائية و بخاصة فيما يتعلق بالشؤون العراقية . ويظهر هذا مرة أخرى سوء إستغلال منجزات الثورة التقنية و التكنولوجية من قبل قوى متطرفة و معادية للقيم الأنسانية لتحقيق أهداف سياسية و مآرب معينة و لا يختلف هذا كثيرا عن سوء إستغلال الطاقة النووية و غيرها من المنجزات العلمية الخلاقة من قبل القوى المتطرفة و الظلامية لأنزال الكوارث بالبشرية . سنعود لتناول هذه الأمور في المستقبل ، إذ لا يستوي الحديث عن العلوجيات دون الحديث عن أبي العلوج الصحاف محمد بن سعيد على وزن الحبيب و بن عيسى و غيرهم من أعلاميي آخر زمان .
منذ أن وطأت قدماه أراضي الأمارات بدأ الصحاف محمد بن سعيد يكيل المديح للشيخ زايد وقيادته الحكيمة بدلا من التغني بالقائد الضرورة و خاقان البرين و البحرين و محطم العلوج صدام حسين.  ويبدو أنه بدأ يتحرر من الخوف بعد الخروج من العراق من رفاق المنظمة السرية أولا و من أبناء الشعب العراقي ثانيا . حتى أنه إمتدح مبادرة الشيخ زايد ، التي إعتبرها هو و رفاقه في قيادة حزب البعث العلوجي خنجرا مسموما في ظهر الأمة العربية و قيادة العراق القومية و هددوا بالويل و الثبور لكل من يتجرأ و يدعو قائدهم و باني مجد مقابرهم الجماعية الى التخلي عن قيادة الأمة . و إعتبر الصحاف عدم القبول بالمبادرة خطأ جسيما. يبدو أن الصحاف المتدرج من موظف في وكالة الأنباء العراقية الى مدير للأذاعة و التلفزيون ، حيث عرف بعبثه و سلوكه المشين مع المذيعات و المطربات ، حتى أنه إختفى مرة وهو مدير عام للأذاعة و التفزيون مع إحدى المطربات العربيات المشهورات في بداية السبعينات و عثر عليه معها بعد يومين في فندق بالحلة ، الى سفير  و وزير للخارجية و من ثم الأعلام حيث إشتهر ببياناته الفضائحية ، خبير بالمداهنة و الرياء و يعرف من أين تؤكل الكتف وهو المدرك أن الحاكم في البلدان العربية سواء كان ملكا أو أميرا أو رئيسا هو الكل في الكل . يكفي أن تكيل بعض المديح للحاكم بأمره لكي تحصل على ماترغب فيه من إقامة ملكية و جواز سفر دبلوماسي و حتى منصب مستشار لشؤون العلوجيات، حتى تدور الدوائر  على حكام اليوم لتعود معارضا يشار لك بالبنان .
الغريب أن الصحاف و رغم خروجه من العراق و وصوله الى الأمارات ، التي يبدو أنها ستتحول الى مركز لتجمع علوج البعث ،الأمر الذي يستوجب التوقف عنده والتفكير فيه طويلا و قيام الحكومة العراقية القادمة بإتخاذ الأجراءات اللازمة ضد جميع الدول التي تأوي المجرمين و المتهمين بإقتراف جرائم الحرب و جرائم  ضد الأنسانية و أعتقد أن إفراج الأمريكيين عن الصحاف لا يعني شيئا بالنسبة للعراقيين ، لا يزال و كأنه أمام محقق أمريكي يعتبر نفسه ، بعكس رفيقه محمد الدوري ، بأنه كان مجرد منفذ للأوامر و التعليمات . كما المح الى أن ما كان يردده من بيانات قرقوشية لا علاقة لها بقناعاته الشخصية. كما أنه لم يفهم لحد الآن لماذا هرب الرفاق و تركوه يواجه مصيره لوحده . لا أستبعد أبدا أن يعود الصحاف قريبا الى خطاباته العنترية بعد أن يطمئن على إقامته و ترتيب أمور أفراد عائلته ويدرك بأن يد الرفاق العلوج و الأمريكيين لن تصل اليه . أعتقد أن الصحاف محمد بن سعيد يمثل نموذجا حيا لذلك (( الأنسان العراقي الجديد الذي ناضل البعث من أجل بنائه خلال ثلاثة عقود و نصف من إحتلاله للعراق أرضا و شعبا)) . فالأنسان البعثي الجديد لا يعرف شيئا عن المبدئية ، علاقاته قائمة على المصالح و لايتردد من أن يشي أو يفتك بك إذا وجد ذلك من مصلحته ، مغرور و قاسي لا يعرف الرحمة إذا أوقعتك الأيام بين يديه بينما تجده جبانا و يتنصل من كل شئ إذا وقع في أيدي الآخرين ، لا مانع لديه من الصعود على أشلاء الناس ، يقدس الجهالة بينما يتظاهر بالثقافة ، نتاجه الفكري لا يتعدى كتابة التقاير عن الآخرين و يقدس نهب الآخرين و يعتبر النهب و الفرهود نوعا من الشطارة .
لا أجد ضرورة لأورد جميع الخصال الأنسانية السيئة التي تتجسد في الأنسان البعثي و الذي يعبر عنه الصحاف محمد بن سعيد أصدق تعبير . لقد تحدث الصحاف في لقائه بفضائيات الهزيمة و الأنكسار في بغداد عن ما سماها بعربة التاريخ . سمعنا كثيرا بمزبلة التاريخ و عجلة التأريخ و لكننا لم نسمع بعربة التأريخ و يبدو أنه صعد العربة وهو في طريقه الى مزبلة التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح