الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الصومال آفة تنشرها الإمبريالية الأمريكية في القرن الأفريقي

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2007 / 1 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


العصابات الإسلامية في الصومال المسماة "اتحاد المحاكم الإسلامية" التي تولدت في أجواء الفوضى وانهيار كل مؤسسات الدولة ، تمكنت في الأشهر الأخيرة وبدعم من المنظمات الإرهابية و المملكة العربية السعودية ودول أخرى لها مصالح في الأمر، من الحاق الهزيمة بالعصابات الأخرى، و أمراء الحرب الآخرين، والسيطرة على العاصمة مقديشو، وقسم أكثر من البلاد.
ومنذ حزيران 2006 انتزعت عصابات " اتحاد المحاكم الإسلامية" السلطة من العصابات المسلحة الأخرى وسيطرت على الجزء الأكبر من البلاد، وأقامت دولة الشريعة وفرضت على الناس هناك التعاليم الدينية السلفية، وأقرت حكم الإعدام لمن لا يؤدي الصلاة ، و حددت أشد العقوبات للنساء اللائي لا يراعين الحجاب ولا يطبقن تعاليم القرآن والسنّة.
وكاد الصومال أن يتحول إلى قاعدة ارهابية طالبانية في أفريقيا ، وكادالشعب الصومالي الذي يعاني منذ انتهاء الحرب الباردة من تصارع أمراء الحرب والسيناريو الأسود الذي أوجده النظام العالمي الجديد، أن يقع في جحيم العصابات الإرهابية الإسلامية السلفية لولاالهجوم الإثيوبي الجوي والبري وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية الذي ألحق بمسلحي اتحاد المحاكم الإسلامية شر هزيمة ، وطارد فلولهم خارج البلاد.

وأغلب التقديرات تؤكد أن العصابات المسلحة المدعومة من اثيوبيا وأمريكا لن يكون بامكانها جلب الأمن والإستقرار لأهالي الصومال،لكن بهزيمة المحاكم الطالبانية ابتعدت عنهم حاليا كوابيس الشريعة من قطع الأيدي ، والجلد ، و الحرمان من التمتع من الموسيقى والرياضة و ما يتبع الحياة المعاصرة للإنسان . إن هزيمة المحاكم الإسلامية لا تعني نهاية الأزمة الصومالية ، لا لأن الصوماليين يقاومون أي تدخل أجنبي فحسب، بل أيضا ثمة أنظمة تعادي اثيوبيا بسبب خلافات معها ، مثل اريتريا، لا تتقوف عن دعم عصابات المحاكم الإسلامية ماديا وعسكريا ما يجعل من الصعب انتهاءها ، وزوال كابوسها المخيم على الشعب الصومالي، فهذه الأزمة ستنتشر في كل القرن الأفريقي، وستنتاب مناطق أخرى في أفريقيا.. .
هذا البلد الفقير ينتابه الفوضى والإضطراب منذ سقوط دكتاتورية سياد بري ، وتنهشه عصابات القبائل وأمراء الحرب بصراعاتهم وجرائمهم. هذا البلد يعد من أفقر البلدان في العالم ، إذ يفتقر إلى المصادر النفطية والثروات الطبيعية . وليس ثمة احصاءات عن الاقتصاد والثروة هناك ، لكن ما نراه بالعين عبر وسائل الإعلام و خلال معايشتنا للجاليات الصومالية في المهجر يؤكد على مدى فقر وبؤس هذا البلد. وما يثير السؤال هو ماذا دها الإمبريالية الأمريكية للتدخل في هذا البلد الفقير !! فإن عرفنا أهمية جيبوتي جار الصومال الصغير بالنسبة للإمبريالية الأمريكية ، لسهلت علينا معرفة أهمية الصومال لها أيضا. جيبوتي لا يستوعب سوى قاعدة عسكرية واحدة لأمريكا ، تنطلق منها كل المهام العسكرية الخاصة لأمريكا في جنوب غربي آسيا ، وحتى أفغانستان والعراق. وإن الصومال من هذا الجانب يحظى بأهمية ستراتيجية أكبر لأمريكا لما يسمى بالحرب على الإرهاب ، وارهاب الدول التي تسمى بالمارقة ،إذ للصومال موقع مهم في مدخل البحر الأحمر ،يسهل السيطرة على هناك على قناة السويس و الطرق البحرية المؤدية إلى المحيط الهندي. كما إن الصومال قريب من المنابع النفطية في الجزيرة والخليج.و إن الدعم المادي والعسكري الأمريكي لبعض العصابات لا رجاء فيه ولن ئؤدي لاستتباب الأمن والاستقرار في الصومال، لأن تلك العصابات ترى أسباب وجودها واستمرارها في الفوضى وارتكاب الجرائم والتصارع مع العصابات ألأخرى.

إن الأمل كامن في نضال القوى التحررية من شيوعية وإنسانية و اشتراكية في كل العالم لدحر قوى جبهتي الإرهاب في العالم، جبهة القوى الإمبريالية بقيادة الإمبريالية الأمريكية، وجبهة القوى الإرهابية الإسلامية، وإزالة كابوسهما الخانق الدموي المخيم على جماهير المحرومين في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: لماذا تتهم مارين لوبان الرئيس ماكرون بتنفيذ -انقلاب إ


.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية: هدم منازل وضم مزيد من الأرا




.. تقدم ميداني روسي جديد في شرق أوكرانيا.. ما التفاصيل؟


.. من سيفوز بآخر بطاقتين لربع نهائي كأس أمم أوروبا؟




.. ماذا حصل بين محتجين والجيش التركي في شمال سوريا؟