الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الطائفية السياسية بين سوريا والعراق
علاء اللامي
2025 / 2 / 17مواضيع وابحاث سياسية

أعتقد أن تشبث السلفيين الجهادين بزعامة الجولاني /الشرع برفض التقسيم الطائفي والعرقي للحكم والمجتمع السوري لا يعني إنهم وطنيون ديموقراطيون بقدر ما يعني من باب أولى تشبثهم بزعامة الطائفة الأكبر وفرض سيادتها على باقي الطوائف والإثنيات تحت شعار رفض التقسيم الطائفي والإثني! وعلى الرغم من ذلك فهذه المناسبة تقدم لنا صورة واضحة عن الدور التخريبي والمدمر الذي لعبه الساسة الطائفيون وخاصة الشيعة والكرد من حلفاء الاحتلال الأميركي سنة 2003. وحتى هنا فرفض الساسة السُّنة العراقيين للطائفية السياسية التي تأسس على أساسها نظام حكم ودستور المكونات تحت ظلال الاحتلال الأجنبي قبل أن يلتحق هؤلاء -الساسة السنة - بالعملية ويمنحوها الشرعية المجتمعية الكاملة لم يأت من دوافع وطنية في العمق بقدر ما كان دافعه الأرأس الحفاظ على الهيمنة الطائفية العريقة والتي دامت طوال عهد الدولة العراقية الحديثة باستثناء حكم الخمس سنوات من الحكم القاسمي.
الطائفية السياسية ليست كيانية مجتمعية ومؤسسية صلبة وثابتة بل هي نمط من العلاقات التي تنظم حركة وبناء مؤسسات الحكم. وعلى هذا يخطئ الذين يبشرون بنظرية فاسدة تقول: "هذه هي مجتمعاتنا وهذه هي حقيقتها: إنها طوائف وعرقيات متذابحة طوال التاريخ ويجب تنظيم حكمها بتنظيم حصصها في الحكم"! فهذه الأكذوبة يفضحها أولا؛ أن هذه المجتمعات لا تختلف عن المجتمعات التي أخذت بأنظمة الحكم اللاطائفية بل وحرمت الطائفية السياسية. فهي مجتمعات مكونة هي الأخرى من طوائف وعرقيات وأديان عديدة ولا نكاد نجد مجتمعا واحدي التكوين من روسيا شرقا التي توصف بحديقة الأديان والطوائف واللغات وحتى الكونفدرالية السويسرية القائمة على مناصفة إحصائية مجتمعية بين الكاثوليك والبروتستانت وذات الحكم الديموقراطي العلماني بلغاته الرسمية الأربع وكانتوناته شبه المستقلة الستة وعشرين. ويفضحها ثانيا؛ أن هذا التقاسم الطائفي والعرقي هو ليس إلا تقاسم لغنائم الحكم والمال العام بين الحاكمين الفاسدين كما تجلى في التجربة العراقية وليس لخيرات البلد بين أبناء الطوائف أو من يمثلها حقيقة حيث من الصعب أن يمثل أحد ما مكونا مجتمعيا قلقا كالطائفة أو العرق القومي.
ما يجري في سوريا كما أعتقد هو الوجه الآخر لما جرى في العراق ففي الأولى يجري تثبيت هيمنة الطائفة الأكبر "العربية السنية" تحت شعارات "وطنية" وسيستمر اضطهاد الغالبية بمن فيهم الكادحين من "العرب السنة" باسم هذه الشعارات وفي الثاني -العراق - جرى تقسيم المجتمع بين ساسة طائفيين فاسدين تحالفوا مع الاحتلال الأجنبي ودمروا الدولة والمجتمع وحولوهما إلى حصص غنائمية لهم ولمحازبيهم، وسيستمر الحال على ماهو عليه في البلدين حتى يقيم الشعب حكما ديموقراطيا مساواتيا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصاعد التوتر بين الهند وباكستان مع تبادل الإجراءات العقابية

.. استعراض لأبرز المحطات في مسار العلاقات السورية العراقية

.. الصين تفاجئ ترمب بعد الضربة الأولى وتدفعه للتراجع وطلب التفا

.. ماسك يحرج ترمب أمام رئيسة وزراء إيطاليا.. واشتباك في البيت ا

.. وزير الخارجية السوري يرفع علم بلاده الجديد ويلقي خطابا في مج
