الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن المبدأ........... والشيء بالشيء يذكر وهو تأريخ

رديف شاكر

2007 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعد نفاذ المحاولات الامريكية وكل الوساطات والخيارات مع صدام لتسوية ينتقل فيها صدام الى مرحلة جديدة في السياسة الامريكية فرفض التناغم معها في السنوات الاخيرة ما بعد (غدر الغادرون ) واستمر يراهن على تحالفه السابق ونسى ان امريكا لها مصالح دائمة ولم يكن لها اصدقاء دائمين فكان وقوع الاحتلال المباشر للعراق من قبل جيوش غازية جاءت بمن ينفذ لها مشاريعها في المنطقة وهم مجموعة ممن فشلوا من ان يطيحوا بنظام صدام او يزعزعوا حكمه بثورة او انقلاب وطني بعد ان تمكن صدام من احكام سيطرته بشكل كامل على الحياة السياسية والامنية مدعوما من قوى عربية واجنبية ما عدى السنوات الاخيرة حيث كانت الادارة الامريكية تتمنى ان يستمر حزب البعث بالحكم بدون صدام الا ان ما جرى بارادة احتلالية انكلوامريكية للعراق مستقدمين معهم معارضين تم ترويضهم في الخارج وتربوا على روح الولاء لهذه القوى أملا وسعيا لتنفيذ مشاريعهم الخاصة الطائفية والعنصرية والقومية بعيدا عن مصلحة الشعب والوطن، بهذا النفس تم انشاء محكمة تم اختيار كل اعضاءها ومحققيها من قبل الاحتلال وجرى تدريبهم في اميركا وانكلترا تحت مسميات رفع كفاءتهم المهنية طيلة سنوات بعد الاحتلال، وإذا كانت المحكمة سياسية مساومة لأغراض الاحتلال فكل ما جرى من المحاكمات يصب في هذا المنحى بعيدا عن رؤى الشعب الذي لديه طموح بمقاضاة كل الذين أساءوا وأجرموا بحقه عبر قرار وطني وفي ضل بلد مستقل من كل احتلال ولعدم حدوث ذلك في تشكيل المحكمة ومجريات المحاكمة وقراراتها وما رافق من توقيت التنفيذ والمسرحية التي حصلت اثناء الاعدام يؤكد ما ذكرناه انه قرار امريكي بتنفيذ طائفي خالي من كل تهذيب انساني اخلاقي وطني بهذا اسقطت عنهم كل ادعائاتهم وتبجحاتهم بالدين والانسانية وكل النعوت التي كانوا قد وجهوها لصدام هذه هي الاخلاقيات الحقيقية للوجه القبيح ....
بعكس الشيوعيين الذين مارسوا مبدأيتهم وانسانيتهم عندما رفضوا الاعتداء والاهانة لطاهر يحيى رئيس الوزراء عندما كان معتقلا بينهم وتحملوا التعذيب من اجل ذلك الموقف بالرغم ان طاهر يحيى ساهم بقتل الشيوعيين والذي تم اعدامه دون ان يعلم احد عن محاكمته واسباب اعدامه ذلك ما جرى لرئيس الوزراء هو ذات المصير لعبد الرحمن البزاز وقبله قتل عبد الكريم قاسم ورفاقه في استديو الاذاعة وأظهروه على شاشة التلفاز واحد الاشخاص يهز برأسه يمينا وشمالا لتوكيد قتله .. كان ذلك في 14رمضان في الشهر المحرم وعبد الكريم قاسم هو الذي قاد تحرير العراق من الاحتلال وخلال اربعة سنوات من حكمه عمل منجزات ضخمة يشار لها بالبنان على جميع الأصعدة فكان نصير الفقراء ولم يكن طائفيا يوما بل فتح الأبواب لكل العراقيين دون تمييز للدراسات العليا وكليات الشرطة والجيش والمناصب الحكومية وبالتالي تعرض لخمسين محاولة اغتيال وفي كل مرة كان يعفو عنهم عند كشفها وخاصة المحاولة الفاشلة التي كان صدام احدهم، فقال الزعيم مقولته الشهيرة (عفا الله عما سلف ) كذلك عفا على من تآمر عليه حتى الذين نفذوا عملية التآمر العسكرية وفشلوا فأحالهم إلى محكمة عسكرية علنية توفرت لديهم الحرية بالدفاع عن أنفسهم دون أن ينال احدهم أي أذى أو اهانة هذا هو سلوك القائد الوطني تجاه أبناء شعبه والذي تم قتله بأمر أمريكي وبأيادي بعثية عندما جاءوا للسلطة في 1963 بقطار أمريكي حسب اعتراف أمين عام الحزب حين ذلك علي صالح السعدي .. وهذا الشيء بالشيء يذكر وهو تاريخ لايمكن أن يطمره احد وهو درس بليغ للسياسيين .... وتحصيل الحاصل إن المحكمة وقرارها وتنفيذه ما هي إلا لتصفية لحسابات أمريكية وطائفية ليس إلا..
والشعب والوطن هو الآخر مهدد بالقتل والتفتيت في ضل الاحتلال لايمكن لأي إنسان وطني إلا التنديد والشجب للعملية كلها من أولها لآخرها وسيرى هؤلاء أي مصير ينتظرهم وسوف يكونوا في مزبلة التاريخ .

رديف شاكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغامرات وأسرار.. بيكي تكشف أبرز التحديات التي تواجه البنات ا


.. استطلاعات: الولايات الأميركية المتأرجحة تبدي تغيرًا لصالح با




.. ناريندرا مودي يتولى رئاسة وزراء الهند للمرة الثالثة


.. لأول مرة.. مقاتلة أوكرانية تقصف العمق الروسي وتدمير مقاتلة ا




.. قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنيًّا وسط