الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثغرات وهفوات ... لكن نهاية يستحقها الدكتاتور

جاسم الحلفي

2007 / 1 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تابع المهتمون بالشأن العراقي محاكمة الدكتاتور صدام حسين باهتمام بالغ، وطرحت وجهات نظر عديدة حول سير المحكمة . وكانت عملية صراع من الطراز الاول بين صدام والمتباكين عليه، حيث استثمروا علنية المحكمة محاولين تحويل الجرائم المدانة التي ارتكبوها الى قضايا سياسية، وبين المشاركين في العملية السياسية حيث ارادوها محاكمة لنهج وسياسة صدام وجرائمه العديدة بحق العراقيين وجيران العراق.

بالتأكيد ان الحكومة هي من يمتلك المبادرة لاختيار الملف المناسب وطرحه امام المحكمة، فهل كان ملف الدجيل الذي ابتدأت به المحكمة الملف المناسب في هذه المعركة؟ ام ان ملفا اخر هو الانسب من حيث الترتيب؟
لا يتسع المجال لتناول ذلك ولا بمناقشة اداء المحكمة والطريقة التي سارت عليها، لكن في استقالة واعفاء ثلاثة من قضاة المحكمة حتى الان يؤشر الى ان هناك ثمة خلل. ولسنا ايضا في معرض تناول الاسباب والنتائج التي ترتبت على هذه المجريات، لكي نتمكن من تصويب المسار نحو الهدف الذي تأسست المحكمة من اجله، والذي يتلخص بايجاز شديد، بمحكمة عادلة علنية للنظام، تحاكم النهج السياسي والمنحى الفكري عبر الجرائم التي اقترفها صدام ومرتزقته بحق القوى السياسية العراقية من شيوعيين وديمقراطيين وقوميين واسلاميين، عربا وكردا وتركمان وكلدان واشوريين، مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين، بهدف تحقيق العدالة، ومعاقبة المجرمين عقابا عادلا لما اقترفوه من جرائم، ثم عزل الصداميين والمجرمين وتبشيع ما قامو به من انتهاكات، كي نكسب المعركة السياسية والفكرية والاخلاقية وان نبين للشعب العراقي مزايا النظام الجديد الذي نعمل على تشييده وكذلك امام الراي العام العربي والاسلامي والدولي، بأعتبارنا بديلا سياسيا واخلاقيا يريد بناء عراق جديد بعيدا عن التعصب والطائفية والحقد والكراهية.
وفي تقييم سريع لما مر ذكره نقر بالتأكيد اننا لم نمض نحو الهدف كما يجب، وان اختلفنا على الطرق التي سارت عليها المحكمة، لكننا بالتأكيد لا يمكن ان نختلف على النتيجة التي حصلت، وخاصة حين يتم الحديث عن طريقة وموعد وتصوير عملية الاعدام، التي بينت ان هناك انقساما بين معسكر اعداء صدام حول عملية تنفيذ حكم الاعدام في الوقت الذي توحد فيه معسكر صدام الى حد غير قليل.
لا شك في ان صدام استحق هذا الحكم وحظي بمحاكمة علنية لم يحصل عليها اي من ضحاياه. لكني ارى ان تصريحات عدد من المسؤولين العراقيين، وكذلك الاعلام الرسمي في العراق، تعامل بشكل غير موفق مع عملية الاعدام، فظهر وكأن العملية جاءت كرد فعل طائفي ، متناسيا الحقيقة التي اكدها الجميع بان صدام شمل بطغيانه جميع المكونات السياسية والقومية والدينية من الشعب العراقي.
فلم تكن التصريحات موفقه حين تقول اننا نفذنا الاعدام في الشعبة الخامسة المكان الذي صفى فيه صدام خصومه الاسلاميين، وتناست تلك التصريحات ان ضحايا النظام كانوا من الوطنيين والديمقراطيين والاسلاميين، عربا وكردا وتركمان وكلدان واشوريين، ومنهم اكثر من 180 الف مواطن كردي راحو ضحايا عمليات الأنفال سيئة الصيت.
واذا كانت المقارنة تتم حسب المكان الذي شهد القتل والتصفيات، فهناك اماكن اخرى جرت فيها ابادة واسعة ضد الانسانية، رغم اني لست مع هكذا نوع من المقارنة، ولا ادخل بسجال على هذا الاساس، ولكني حريص على التاكيد بان ظلم صدام طال الجميع، وكان عادلا فقط بتوزيع طغيانه، وعلينا ان نبين ذلك بشكل جلي، وخاصة حينما نتحدث من موقع المسؤولية، لا أن نجعل من عملية الاعدام كأنها رد فعل لقضية واحدة، بل هي نتيجة قانونية ضد كل الجرائم التي اقترفها بحق الشهداء والضحايا، وهي نهاية يستحقها لأرتكابه الجرائم النكراء بحق الشعب والوطن.
المهم ، ايضا ، ان لا ننسى الجرائم الاخرى ومن اقترفها، مؤكدين على طي هذه الصفحة المأساوية في تاريخ العراق الحديث، وفتح اخرى جديدة نؤكد فيها على المصالحة الحقيقية والتوافق السياسي لاخراج العراق من محنته، وعبر مساهمة الجميع في بناء العراق الديمقراطي الفدرالي التعددي الحر والمزدهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في سوريا بعد أعمال عنف استهدفت ممتلكات لسوريين في ت


.. فرنسا: ماذا يغير انسحاب أكثر من 200 مرشح في الجولة الثانية م




.. غزة: موجة نزوح جديدة للفلسطينيين من خان يونس إثر ضربات إسرائ


.. تركيا: توقيف أكثر من 470 شخصًا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوري




.. في أول زيارة منذ بداية الحرب.. رئيس الوزراء المجري يصل إلى -