الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة لا تنجس بالحيض والنفاس

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2003 / 7 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




(الداعي إلى تأسيس الحركة النورانية)
قرَّ في مفهوم عامة الناس أن المرأة تصير "نجسة" خلال مدة الحيض أو النفاس. ويردون ذلك إلى الدم الذي يسيل منها في الحالتين.
ويرتبط مفهوم نجاسة المرأة العامي بثقافة دينية لها جذورها في التاريخ الديني القديم الذي كان يحظر على المرأة الحائض أو النفساء دخول الأماكن المقدسة والتقرب للآلهة التي يرفض سدنتها أن يتقرب إليها غير الأطهار من الناس وفقا لعقيدة تغفل عن أو تتجاهل حقيقة أن نجاسة المرأة المزعومة تنبع في جوهرها من وحشية مدفونة في الطبقات النفسية المظلمة الغارقة في تاريخية الغاب الدموية التي تعود بدايات الثقافة الإنسانية الهمجية إليها والمعمدة بالقتل والدمار والقسوة.
وفي حالتي النفاس والحيض فإن دم المرأة السائل هو دم مربوط بعملية الولادة وهي عملية تجديد الحياة ولكن ظلامية النفوس المتوحشة لا ترى في هذا الدم دم الحياة ولكنها تراه وبعملية إسقاطية غير واعية دما من الدم الذي يسيل من الفريسة عند صيدها أو عند ذبحها أو من العدو البشري عند التمكن منه وذبحه. ومفهوم نجاسة المرأة يرتبط باعتبارها فريسة للرجل أو عدوا له فإذا بدر من المرأة ما يجعل منها مرآة لتاريخ الرجولة الوحشي فإن اللاوعي المصبوغ بدم الوحشية ينفر من الدم الذي يسيل من المرأة في عملية ترتبط بتجديد الحياة ولا أظن أن الله باعتباره مصدر الحياة يقرف من ظاهرة طبيعية ملازمة لعملية تجديد الحياة. ولكن القرف سلوك يعكس مشاعر ذكورة يدمغها دم المرأة السيّال بالجريمة القديمة الموروثة من مرحلة الغابيِّة التي تتجدد صورها ولا تتغير في جوهرها. 
دم المرأة السيّال يقول للذكورة إن الدم مادة الحياة وليس مادة تراق في معارك الهمجية أو في صولات الحروب والصراع المقيت ولكنه رمز الحب المتوهج الذي يحرك القلوب نحو القلوب ولا يحرك السيوف في مقارعة السيوف والموت يسوق الموت.
تكره الذكورة من الأنوثة أن تكشف لها الأنوثة عن الدموية التي خلقت مفاهيم الدين الظلامية التي جعلت من الإله ذكرا يقرف من النساء إذا كنّ في الحيض أو النفاس. والحقيقة أن هذا الإله هو الذكورة التي جعلت من المرأة نجسا وحظرت عليها الصلاة والصيام لأن الله لا يقبل من الأنجاس التعبد له كما يعتقد عامة الناس والذين يغفلون عن أن الدم قبل أن يسيل من المرأة إذا نفست أو حاضت يكون في المرأة من داخلها ولا يمنعها وهو داخلها من التعبد لله ولا يمنع الرجال من مضاجعتها.
الحظر على المرأة من التعبد لله ومن مضاجعة الرجال وهي نفساء أو حائض هما موضوع واحد يرتد إلى مشاعر ذكرية تحط من شأن المرأة ولا تعتبر إنسانيتها إلا من زاوية فرجها الذي إذا توقف سيلان الدم منه إذا نفست أو حاضت عادت تساوي وظيفة الفرج لا شيء أكبر.
والحط من شأن المرأة يكشف عن حط الذكورة المدفون من شأن ذاتها لغوصها في التاريخ الدموي المتوحش والتدميري والذي لا ترضى عنه روح الحياة الناهضة من الله بمفهوم نوراني يرى الجانب الرومانسي منه أن دم الحيض بكاء يذرفه الرحم الذي لم يحظ بفرصة لاحتضان ولادة حياة جديدة؛ مثلما يرى في دم النفاس حفلة حمراء صاخبة بالبهجة لانتصار الرحم وإبداعه للحياة من جديد.
ومن المفيد أن أشير إلى أن المرأة في الحيض والنفاس تكون مجروحة في الأول ومجروحة ومسرورة (إذا الحال كان مبهجا) في الثاني وأنها في كل الأحوال بحاجة إلى تعاطف الناس من حولها وأحسب أن الله الذي لا يشارك في التعاطف مع المكلومين والمبتهجين منا هو إله صنعته ظلامة القلوب وقساوة العقول ومثل هذا اله هو إله غير نوراني. وإذا كانت المرأة مجروحة أو مبتهجة فهي في حالة شعورية تؤهلها للاقتراب الحميم من الله إذا كان الله نورانيا يحب الخلق ويبتهج بهم ويبهجهم ويشعل الحب الأحمر في الناس فيحضن الرجل المرأة المكلومة والمبتهجة حضنا بالقلب وبالذراعين والساقين وبالروح الذي فيه.

12/7/2003









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي