الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللصوص يتألقون

ناصر علي ناصر

2007 / 1 / 15
القضية الفلسطينية



في ليلة اتصل بي أحد الأصدقاء من محافظة رفح مقدما لي دعوة لزيارته في منزله دون إبداء أي أسباب لهذه الزيارة ، وفي اليوم الثاني لبيت الدعوة وذهبت إليه ، وإذ به يرفض إدخالي منزله مما فاجأني ، ولكنه تدارك الأمر بسرعة وابلغني بابتسامة سأدعوك لوجبة لصوصيه دسمة ، واصطحبني بسيارته الخاصة لحدود رفح الشمالية خلف مستشفي تل السلطان ، وهي منطقة حرشية ذات كثبان رملية ومخيمات اللاجئين المهدومة منازلهم ، وبدأ بسرد القصة عندما وصلنا لمكان محدد تنشط به حركة العمران والبناء ، قائلا هذه الأرض استولت عليها أحد العائلات بحجة ميراث (عن أحد النساء ) حيث تم تقسيمها وبيعها وفق قطع محددة ، فسارعت بالسؤال وأين الحكومة والرئاسة ومن هذا ؟ فابتسم ابتسامه سخرية من السؤال وأشار لي بإصبعه على أحد القطع قائلا هذه مملوكة لأحد أخوة مستشار الحكومة وقد قام ببيعها وهبت له مجانا ، وهذه القطعة مملوكة لأحد أخوة عضو مجلس تشريعي وهبت له مجانا أيضا ، وهذه لأحد المحاميين المشهورين وهذه لفلان وهكذا وجدت أن معظم الشخصيات لهم نصيب بأسماء الأخوة أو الزوجات ، ووهبت مجانا لهم .
فلاحقته بسؤال أخر وأين أهل الحي وأئمة المساجد والقوي الوطنية والإسلامية من ذلك ؟ فبادرني بتعجب وهل أنت من كوكب آخر ، فأهززت رأسي أن رسالته قد وصلت وقد فهمت المقصود ، فلاحقني متوقفا أمام قطعه تبلغ حوالي دونمان قائلا هذه اشتراها أحد أئمة المساجد بثمن بخس جدا .
إذن الأرض تم تقسيمها وكلا حصل على نصيبه ، وأن الجميع قبض الثمن وتحولت لأمر واقع ، والسائل والمسئول في كفة واحدة .
وبعد العودة أحضر لي أحد المواطنين ليطلعني علي الثمن الذي أشتري به قطعة الأرض من أحد أخوة المستشار الحكومي والذي بلغ أكثر من ثمان آلاف دينار أردني .
الخطير هنا التحايل علي النفس وهي قصة قديمة حديثة بحرفنة السرقة واللصوصية والرشوة العلنية المتسترة بأسماء الأقرباء والأخوة والزوجات ... الخ ، فالمركب تسير ببحر النهب والمواطن البسيط المغلوب على أمره هو ضحية هذا المشهد .
وهذا ليس ببعيدا عن بداية كل شهر حيث تصل كميات الأدوية للخدمات الطبية ولا تصمد أكثر من أربع أيام في صيدليات الخدمات الطبية ، وتتحول إلي صيدليات المنازل أو للبيع ، حيث يحصل الفرد على كمية تكفي عشرون مريضا لأن صديقه الطبيب أراد خدمته ومرر له كمية الأدوية بشكل رسمي ، أو لعلاقته الجيدة بأحد الأطباء ، واتفقوا علي قسمة الغنيمة الشهرية ، وعلي المريض الذي لم يملك ثمن الدواء وهو يمتلك تأمين صحي مدفوع القيمة أن يموت لأنه لن يجد الدواء ، أو يشتريه من حسابه الشخصي إن أمتلك ثمنه . أو يصرف له نوع بديل لا يغني ولا يشفي ، لأن النوع الأصلي محتفظ به لأغراض خاصة لا يعلمها سوي الطبيب والصيادلة في الخدمات الطبية .
في ظل حراب البنادق المشرعة بمحافظة شمال غزة والمحافظة الوسطي ، يتواصل نزيف الدماء ، ويتواصل نهب الشعب الذي أنقسم علي نفسه بين مدافع عن تنظيم ، ومهاجما لتنظيم ، وهم يتضاحكون ويتسامرون وينهبون .
فأطهرهم ذنبا أعوج ... وأشرفهم ذئب متربص بالغنيمة ... وأرقام الحسابات تزيد وتزيد ولا يهم إن كانت باسم زوجه أو أخ أو صديق .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط