الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب المغربي واستحقاقات 2007

محمد زين الدين

2007 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


على بعد شهور من الاستحقاقات المغربية لسنة2007 تطرح أسئلة نوعية عن كيفية تدبير هذه الانتخابات والتي تشير أعلى سلطة في البلاد على أنها لن تكون كسابقاتها لاعتبارات متعددة ومن أبر ز مداخل تغيير مسألة تدبير الانتخابات المغربية ضرورة إعادة النظر في كيفية التعامل مع مسألة مشاركة الشباب المغربي في هذه الاستحقاقات.
إذا كانت مسألة عزوف المواطنين عن المشاركة في صياغة القرارات السياسية قد تحولت إلى ظاهرة عالمية حيث نسجل فتورا ملحوظا في الدول العريقة في الديمقراطية كفرنسا وأمريكا عقب الاستحقاقات الأخير ة فإن الأمر ليس مقبولا بالنسبة لبلد مثل المغرب لكونه بلد حديث العهد بالاستقلال مثلما لكونه يسعى إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي السلس.
فأي واقع يعتري مشاركة الشباب في الحياة السياسية المغربية؟ وأي رهانات للشباب المغربي في أفق انتخابات2007؟
إن عزوف الشباب المغربي ليس عزوفا عن الحياة السياسية بقدر ما هو عزوف عن ولوج الممارسة الحزبية للاعتبارات متعددة يتداخل فيها المعطى الذاتي مع المعطى الموضوعي.
تمارس الأحزاب السياسية خطابا ازدواجيا اتجاه المواطنين بشكل عام وشريحة الشباب بشكل خاص فهي تقر مبدئيا بضرورة إشراك الشباب وهذا ما نجده في أدبيات وبرامج الأحزاب السياسية حيث تشير على تضمين الشباب المشاركة في صياغة القرارات الحزبية بيد أن ممارستها السياسوية تفند هذا التوجه جملة وتفصيلا بحيث نسجل ملاحظة مركزية تسترعي الباحث في الحقل الحزبي بالمغرب ألا وهي تركيز الأحزاب السياسية على اللحظة الانتخابية بكيفية انتهازية؛ فكلما اقتربنا من أي استحقاق انتخابي إلا وتبادر الأحزاب السياسية إلى إحياء مؤقت لتنظيماتها الموازية كالمرأة والشباب فتخلق مؤتمرات صورية وتجمع حشدا
من الشباب ثم تستدعي وسائل الاعلام لتظهر للدولة على أنها تتوفر على تنظيمات موازية ثم تسند رئاسة هذه الشبيبة إلى أحد أعضاء المكتب السياسي غالبا ما يتجاوز معدل أعمارهم الخمسون سنة؛ بيد أنه بمجرد انتهاء الاستحقاقات تصبح هذه التنظيمات في خبر كان؛ كما تبرز آفة غياب الحراك السياسي للشباب المتحزب على قلتهم ؛ فالشباب الذين ينخرطون كأعضاء لا يبارحون هذه الصفة إلا بوصولهم سن الشيخوخة أو تقديم استقالتهم فيما تظل القيادة متمسكة بمقاعد المكتب السياسي أو الأمانة العامة؛ فلا تنحل عقدة الزعامة إلا بوفاة القادة أضف إلى ذلك تضمين بعض الأحزاب لبرامج سريالية لا تمس للواقع المغربي بصلة؛ فإما يطبعها طابع التسويف والمماطلة أو يعتيره قدر كبير من المغالطات والمزايدات كرفع شعار القضاء على البطالة لأغراض انتخابوية رخيصة.
وعلى اعتبار أن الحزب السياسي هو معترك للرأي والرأي اللاخر فإن هناك غائبا أكبر عن الممارسة الحزبية بالمغرب ألا وهو غياب ثقافة الاختلاف وحضور ثقافة الخلاف بين المواقف بين الشبيبة وقيادة الحزب ؛ فالأمر لا يعتبر حمدا على التنظيم الحزبي بقدر ما ينظر إليه كتمرد من قبل الشبيبة والواقع عكس ذلك؛ ففي المجتمعات الديمقراطية يشكل التعايش بين التوجهات المختلفة مكسبا للأمة جمعاء وليس للحزب السياسي فقط.
إن بناء مجتمع الاختلاف لا ينبغي أن نحمل مسؤوليته فقط للأحزاب السياسية بقدر ما هو عمل جماعي ينطلق من المسيد؛ المدرسة؛ الجامعة مرورا بوسائل الاعلام وصولا إلى الأحزاب السياسية والجمعيات المجتمع المدني.
وإلى جانب غياب الديمقراطية داخل التنظيمات الحزبية تحضر إشكالية التسويق السياسي بحيث تنهج الأحزاب السياسية أساليب متجاوزة تاريخيا وايديولوجيا فيما أمسى عالم السياسة اليوم تحكمه ضوابط فن التسويق السياسي وهو الأمر الغائب عن الأحزاب السياسية المغربية التي تتدرع بغياب الامكانات المادية في الوقت الذي تحصل فيه على إعانات من قبل الدولة.
إن تعبئة الشباب في المشاركة السياسية لا ينبغي أن تخضع لا عتبارات ظرفية بل يتطلب الأمر وضع استراتيجية شمولية تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات الشباب المغربي وذلك ببلورة مشاريع واقعية مضبوطة على مستوى الزمان؛ فالخطابات السياسية أمست متجاوزة لأن ما أمسى يتطلع إليه الشباب المغربي هو تقديم برامج واضحة المعالم وممكنة التحقق ذلك أن المزايدات الانتخابية لن تفضي إلا إلى تكريس مزيد من العزوف السياسي.
إن هذه الممارسات السياسوية ستفضي إلى تكريس أزمة آفة العزوف الممنهج للشباب ما لم يفتح المجال بشكل فعلي للانخراط الواعي للشباب
وبالرغم من التحرك الجيد الذي أمسى يقوم به بعض الفاعلون الجمعويون كجمعية دابا 2007 بغية التحسيس لأهمية المشاركة السياسية إلا أن مجهودات الفاعل الجمعوي لن تعطي أكلها إذا ما ستمر الانحسار السياسي الذي تمارسه قيادة الأحزاب اتجاه الشباب؛
في المقابل نلاحظ بأن خلق الأحزاب الجديدة أمسى يشكل منافسا قويا لاستقطاب فئة الشباب كتوجه اليسار الاشتراكي الموحد وحزب رابطة الحريات والتجديد والإنصاف؛فالبر غم من غياب إحصائيات دقيقة تكشف عن مدى صحة هذا التوجه إلا أن إدراك القيادات الشابة لهذه الأحزاب السياسية بمراهنة السلطة على ولوج فئة الشباب المغربي يجعلها تراهن على فتح أبوابها لهؤلاء الفاعلون الجدد فيما تبقى الأحزاب التقليدية فتتبنى موقف المتفرج إذ لم نقل " حارس المشروعية التاريخية" وضامن مقاعد الزعماء التاريخيين بشكل يعطي صورة متهرئة عن أحزاب أمست متجاوزة تاريخيا وإيديولوجيا.
وإذا كان من المهم جدا تضمين قانون الأحزاب لضرورة مشاركة الشباب والمرأة فإن الأهم هو تفعيل الممارسة السياسية السلمية
فلا يكفي اليوم أن نطالب الشباب بالانخراط في العمل الحزبي بل لابد من تقديم حوافز لتشجيع هذه الفئة التي ترهن حاضر ومستقبل المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل