الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقيهة نفيسة: العلم والورع والنسب الشريف

للاإيمان الشباني

2025 / 3 / 5
الادب والفن


الفقيهة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، كانت علمًا من أعلام التقوى والعلم والورع في القرن الثاني الهجري. وُلِدت في المدينة المنورة عام 145هـ، ونشأت في بيت النبوة، فتشربت العلم والفقه منذ صغرها، حتى أصبحت مرجعًا دينيًا وعلميًا يفد إليه طلاب العلم من مختلف الأقطار. عُرفت بالسيدة نفيسة، وكانت لها مكانة عظيمة بين العلماء والفقهاء، حتى أن الإمام الشافعي كان يجلّها ويزور مجلسها العلمي.
نشأتها ونسبها الشريف
تعود أصول السيدة نفيسة إلى نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهي حفيدة الحسن بن علي رضي الله عنه، وكانت نشأتها في المدينة المنورة بين أهل العلم والفضل. نشأت في بيئة مشبعة بالعلم والتقوى، فتلقت العلوم الشرعية على يد كبار علماء المدينة، وكان والدها الحسن بن زيد من كبار أهل البيت علمًا وصلاحًا.
منذ صغرها، عُرفت بنبوغها في الفقه والتفسير والحديث، وكان لها مجلس علمي في بيتها حيث كانت تُلقي الدروس على النساء، وكان يحضر دروسها كبار العلماء والفقهاء.
رحلتها إلى مصر
في عام 193هـ، انتقلت السيدة نفيسة إلى مصر مع زوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق، وكان انتقالها حدثًا هامًا في تاريخ العلم والدين في مصر، حيث اجتمع حولها العلماء وطلاب العلم، وأصبحت مجالسها عامرة بالفقه والتفسير وعلوم الحديث. أحبها أهل مصر حبًا كبيرًا، وكانوا يلجؤون إليها في الملمات والمصائب، حتى اعتبروها رمزًا للتقوى والبركة.
كانت السيدة نفيسة كثيرة العبادة، وكان لها حال مع الله، حتى أنها حفرت قبرها بيدها، وقرأت فيه القرآن أكثر من مائة مرة. وكانت تصوم أغلب أيامها، وتحيي لياليها بالصلاة والذكر
مكانتها العلمية وعلاقتها بالإمام الشافعي
كان الإمام الشافعي رحمه الله، رغم مكانته العلمية الكبيرة، يُكنّ احترامًا عظيمًا للسيدة نفيسة، وكان يزورها ويأخذ عنها العلم، وكان عندما يمرض يطلب الدعاء منها. وقيل إنه أوصى أن يُصلى عليه في بيتها، وبالفعل صُلِّي عليه هناك
كان لها تأثير كبير في نشر العلم في مصر، وكانت بمثابة مدرسة علمية وروحية للناس. لم يكن علمها نظريًا فقط، بل كان علمًا مشفوعًا بالعمل الصالح والزهد والخشوع.
كراماتها وزهدها
اشتهرت السيدة نفيسة بالزهد، فلم تكن تهتم بمتاع الدنيا، وكانت تُكثر من الصيام، حتى قيل إنها صامت يوم وفاتها، ولما طُلب منها أن تفطر قالت: "عجبت لمن يدركه الموت وهو صائم كيف يفطر؟". كانت كراماتها مشهورة بين الناس، فكان يُروى عنها أنها كانت تُفرّج الكربات بدعائها، وأن الله استجاب لها في مواقف كثيرة.

وفاتها ومرقدها
توفيت السيدة نفيسة في 15 رمضان سنة 208هـ، وحاول زوجها نقل جثمانها إلى المدينة، لكن أهل مصر تمسكوا ببقائها، فدُفنت في القاهرة، حيث يقع ضريحها اليوم في منطقة السيدة نفيسة، وأصبح مزارًا مباركًا يتوافد عليه الناس.
إنها الفقيهة نفيسة نموذجًا للمرأة المسلمة العالمة العابدة، التي جمعت بين العلم والعمل والزهد، وأثّرت في أجيال من العلماء والفقهاء. بقيت سيرتها خالدة، شاهدة على أن العلم والتقوى هما السبيل الحقيقي للخلود في ذاكرة الأمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة الصينية -غاو ليو- يتحول أنفها للون الأسود بعد سنوات


.. من حبه للحضارة الفرعونية.. درسها! الفنان محمد خميس مع منى ال




.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا


.. انضرب بحب الحضارة الفرعونية!.. سر نجاح فيديوهات الفنان محمد




.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا