الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائشة قنديشة

للاإيمان الشباني

2025 / 3 / 7
الادب والفن


نساء. فوق العادة (عائشة قنديشة)


عائشة قنديشة هي واحدة من أشهر الشخصيات الأسطورية في الفلكلور المغربي، وقد ارتبط اسمها بالخرافات والحكايات الشعبية التي تناقلها الناس جيلاً بعد جيل. تختلف الروايات حول حقيقتها، فبينما يعتبرها البعض مجرد أسطورة تهدف إلى تخويف الناس، يرى آخرون أنها شخصية حقيقية تحولت مع مرور الزمن إلى رمز أسطوري مغلف بالغموض والرهبة.

تعود بعض الروايات إلى أن عائشة قنديشة كانت امرأة مغربية حقيقية في زمن الاحتلال البرتغالي للمغرب خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر. كانت توصف بجمالها الأخاذ وذكائها الحاد، واستُغلت هذه الصفات في مقاومة الاحتلال، حيث كانت تستخدم جمالها للإيقاع بالجنود البرتغاليين وإغرائهم قبل أن تُهاجمهم أو تُوقعهم في كمائن أعدها المقاومون المغاربة. ومن خلال هذه الروايات، اعتُبرت بطلة شعبية أسهمت في الدفاع عن وطنها بطرق غير تقليدية. غير أن هذه الرواية البطولية تختلف تمامًا عن الصورة الأسطورية المنتشرة عنها، إذ تحولت في الذاكرة الشعبية إلى شخصية خارقة للطبيعة، توصف بأنها جنية تسكن الأماكن المهجورة كالأودية والسواحل والمستنقعات، ويقال إنها تظهر أحيانًا في هيئة امرأة جميلة تغري الرجال ثم تختفي أو تكشف عن ساقيها اللذين يشبهان أقدام الحيوانات.

يُعتقد في بعض المناطق أنها قادرة على التلاعب بالعقول أو جلب الحظ السيئ لمن يتعرض لها، ما جعلها محورًا للعديد من طقوس الحماية والرُقى الشعبية. وكثيرًا ما تُروى قصص عنها في الليالي المظلمة لإثارة الخوف أو تحذير الناس، خاصة الأطفال، من الذهاب إلى أماكن خطرة أو التأخر خارج البيوت ليلاً.

ورغم أن أغلب القصص حول عائشة قنديشة تحمل طابع الرعب والغموض، إلا أن بعض الباحثين يرون أن هذه الأسطورة تعكس في جوهرها مزيجًا من الموروث الديني والمعتقدات القديمة التي دمجت بين شخصيات نسائية تاريخية حقيقية وخرافات الجن والأساطير القديمة في الثقافة الأمازيغية والعربية. كما تُفسر بعض التحليلات هذه الأسطورة على أنها إسقاط لمخاوف الناس من المجهول أو تحذير رمزي من الانجراف وراء المغريات التي قد تُخفي خلفها المخاطر.

بمرور الزمن، بقيت عائشة قنديشة جزءًا من التراث الشفهي المغربي، حاضرة في الحكايات الشعبية والموروث الثقافي، سواء في القرى أو المدن. وسواء اعتُبرت بطلة مقاومة أو مجرد أسطورة مخيفة، فإنها تظل واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للفضول في الموروث الشعبي المغربي، رمزًا للغموض والأسطورة المتجذرة في الذاكرة الجماعية للأجيال المتعاقبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة الصينية -غاو ليو- يتحول أنفها للون الأسود بعد سنوات


.. من حبه للحضارة الفرعونية.. درسها! الفنان محمد خميس مع منى ال




.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا


.. انضرب بحب الحضارة الفرعونية!.. سر نجاح فيديوهات الفنان محمد




.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا