الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدى الغربة في ايران يوميات حالم 6

علي الحسيني

2007 / 1 / 15
سيرة ذاتية


يوميات حالم
(6)

انتقالي لمخيم شهيد اشرفي اصفهاني كان لاسباب كثيرة منها: ان المخيم عراقي ، يقطنه عراقيون ، مما لذلك تاثير نفسي ايجابي عليّ حيث يحد من معاناة الاحساس بالغربة والوحدة اضافة الى اني كنت في كل يوم خميس من الاسبوع اسافر الى المخيم بقصد استعارة مجموعة من اشرطة الكاسيت للدروس الدينية , فتواجدي في المخيم يعني قربي الى المكتبة الصوتية وتقليل الشعور بالغربة , ويضاف اليهما احتمال حصولي على فرصة عمل يمكن ان تساعدني على مواصلة دراستي وتمشية اموري المعيشية . وايضا ثمة امل للحصول على مستمسك رسمي استطيع عبره الدخول الى الحوزة العلمية في مدينة قم بعد ان رفضت - اعني الحوزة- انضمامي إلا بعد حصولي على اوراق رسمية تؤكد دخولي الرسمي الى ايران . هذه الاسباب جميعها دفعتني الى ان اقترض من احد اقاربي في مدينة الاهواز مبلغا من المال قدره 120 الف تومان أي ما يعادل في وقته 130 دولار امريكي لأستئجار غرفة في المخيم وشراء بعض الاحتياجات الرئيسة للسكن . انتقلت الى موطني الجديد ( !!! ) في تاريخ 18كانون الثاني من عام 1996.


بقيت في المخيم ستة اشهر اتممت فيها مرحلتين دراسيتين من المراحل الدراسية المقررة في حوزة قم الدينية وعبر الكاسيت . اذ انني قررت حينها اني بمجرد الحصول على الاوراق الرسمية سأقدم طلبا لعبور مرحلتين دراسيتين عن طريق الامتحان المباشر. اضافة الى دراستي للعلوم الدينية خلال مدة استقراري في المخيم كنت اعمل في البناء او في بعض المزارع والبساتين لسد بعض احتياجاتي وتيسير امور معيشتي ولو بالحد الادنى وخلال خروجي الى (المسطر) من اجل الحصول على العمل صادفتني الكثير من الطرائف المبكية والمفرحة في الآن نفسه والتي تبين حجم المعاناة التي عاشها العراقيون في ايران إبان غربتهم ، منها: اني ذات صباح خريفي في ميدان تواجد العمال (المسطر) وقد حصل الجميع على العمل عدا كاتب السطور ونفرين آخرين ! بقينا ننتظر حتى الساعة العاشرة صباحا هبوط رزقنا الذي تأخر لكنه في النهاية جاء ! وقفت سيارة حمل صغيرة بالقرب منا، نادانا من كان فيها فتقربنا منها واخبرونا ان لديهم عملا بسيطا وهو كالآتي : يقوم كل واحد منا بحفر حفرة لايتجاوز عمقها المتر ولايزيد عرضها عن الاربعين او الخمسين ( سم ) تُخصص لاعمدة الكهرباء .. اما الأجر فعن كل حفرة (800) تومان ؟ .
تشاورت انا مع من كان معي واخذت اشرح لهم العملية لاغرائهم وأخذ موافقتهم موضحا ان كل واحد منا يمكنه ان ينجز حفرتين بسهولة وهذا يعني اننا سنحصل على (1600) تومان أي ما يعادل اجرة يومين كاملين من العمل . اذ ان العامل انذاك كان يحصل لقاء عمل يوم واحد على (800) تومان . وهذا يعني انها فرصة قد لا تتكرر وانه رزق ساقه الله لنا فلا نفوته ! .
أخذت الموافقة من صاحبيّ وابلغتهم اننا موافقون ، لكن اين يقع محل العمل ؟ اجابنا احدهم انه قريب . ركبنا السيارة انا وعاملان عراقيان آخران , واتجهت بنا السيارة نحو الطريق الرئيس المؤدي الى مدينتي (شوشتر وكتوند) تعجبنا في البداية وتساءلنا جميعا لما السيارة تتجه نحو المدينتين ؟ قال احدنا : يحتمل ان محل العمل يقع على قارعة طريق هاتين المدينتين. وبعد مضي فترة قصيرة ووصولنا الى مدينة شوشتر تبين لنا ان توقعنا كان خاطئا لان السيارة بدأت تتجه صوب كوتند (!!) وبعد ان دخلنا الى المدينة استمرت السيارة وقد إتجهت نحو منطقة عسكرية مغلقة دخلنا المنطقة ووجدنا مجموعة من الجيش الايراني يعمل على نصب جسر عسكري صغير وسط وادٍ مليئ بالماء بين سلسلة جبلية .
علي الحسيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام