الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان حول استراتيجية بوش الجديدة: تمخض الجبل فولَّدَ فأراً!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2007 / 1 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


بعد ترقب وانتظار كبيرين ليس في محلهما، ساد الكثيرين واولهما السلطة القرقوزية الرجعية الحاكمة في العراق، طرح الرئيس الامريكي بوش استراتيجيته الجديدة في العراق. ان هذه الاستراتيجية تاتي على خلفية الفشل والاخفاق الكبيرين الذي تعرضت له في العراق سياسات وخطط بوش والهيئة الحاكمة في امريكا. ويعول على هذه الاستراتيجية ايجاد حل للمازق الامريكي الراهن في العراق وانهاء الاوضاع الحالية بما ينسجم مع سياسات امريكا وخطط ومشاريع نظامها العالمي الجديد المخضب بدماء الملايين في ارجاء العالم المختلفة وبالاخص في العراق.

لقد تمخض الجبل فولد فاراً. ليس بوسع هذه الاستراتيجية ان ترد على المتطلبات الامريكية اليوم، فالمازق الذي تغط به ابعد بكثير من ان ترد عليه هذه الاستراتيجية. ان هذه الاستراتيجية ولدت ميتة ومصيرها فشل وهزيمة اخرى. لقد تم تجريب اغلب فقراتها من قبل، وتبين ان ليس بوسعها ان تداوي جرحاً للحكومة الامريكية المعفر وجها بتراب الاخفاق والفشل الذريعين. ان المستنقع الذي تغط فيه اشبه بخرقة بالية ومتهرئة بحد يصعب معه رتقها بهذه الطريقة. ليس تخصيص 20 الف جندي اخر سبيل لـ"كبح جماح العنف" ولا تخصيص مليار دولار في دولة الفساد والنهب المستشري لايجاد مليسموه بـ"فرص عمل" حلاً وجواباً على هذه الاوضاع.

ان هذه الاستراتيجية الجديدة-القديمة تدلل، بكل فقرة من فقراتها، على الفشل الذريع والتخبط في كيفية الخروج من المازق. اذ تهمل وبوضوح بالغ بلد باكمله ويقصر كل اوراقه على بغداد، كما لو ان اصل المعضلة هي "امن بغداد"!!. كما يتجاهل من جهة اخرى الكثير مما قاموا به سابقاً. اذ بجرة قلم، وضعت تساؤلات جدية على الدستور الذي طبلوا وزمروا له كذباً على انه تعبير وانعكاس لـ"ارادة العراقيين"، وداسوا ببساطة على تلك الارادة المغيبة اساساً طالما اقتضت مصالحهم تلك! وتعيد بالبعثيين وما اسموه بـ"المقاومة الشريفة" الملطخة اياديهم بدماء الجماهير تحت مبررات وحجج واهية ضاربين بعرض الحائط نفس الارادة الكاذبة التي اختارت حكومة "ديمقراطية" و"منتخبة" وغيرها من ترهات، تنكرت للفيدرالية التي طالما تبجحوا انها "خيار العراقيين" الرافضين لـ"المركزية المقيتة" وغيرها من بنود متهافتة. تنكروا لخطط ومشاريع صرفوا اعوام طويلة من اجل تثبيتها، مثلما في السابق، بالضد من ارادة الجماهير. ان هذه هي حقيقة وجوهر الديمقراطية. الديمقراطية ليست لها ادنى صلة بتحقيق ارادة الجماهير ودورها.

ان الاستراتيجية المذكورة، وبشهادة كل كلمة من كلماتها، وبشهادة احاديث المسؤولين الامريكيين انفسهم واولهم خطاب بوش نفسه، ما هي الا محاولة يائسة اخرى للخروج من النفق الذي تمر به بما يحفظ مكانتها وسعيها الكبير من اجل الهيمنة على العالم بوصفها شرطي وحيد على العالم ان يقدم ايات الطاعة والرضا يومياً اليه..

ان اقرار بوش لهذه السياسة ما هو الا امعان حكومته الصريح والسافر باحتلالها ومواصلة نهجها العنجهي والمتغطرس على العالم وادامة مسلسل جرائمها في العراق الذي دفعت جماهير العراق، بابشع الاشكال واكثرها دموية، ثمنا له اكثر من 600 الف انسان لحد الان ناهيك عن فرض التراجع والتردي التام على جميع الاصعدة والدفع بالمجتمع عقود للوراء. انها استراتيجية مواصلة اعمال القتل والابادة الجماعية والتي، بموازاة طرح هذه الاستراتيجية، شرعت باول خطواتها عبر احالة احياء بكاملها في وسط مدينة بغداد المليونية الى ساحة قتال بكل ماللكلمة من معنى لدرجة لم تتوانى فيها عن قصف الاحياء السكنية بالطائرات دمرت فيها بيوت كاملة على رؤوس اصحاباها الابرياء!!

ليست امريكا هي الحل لاوضاع العراق الراهنة. انها سر المصائب والويلات، انها مصدر اساسي للانهيار السياسي والمادي والاجتماعي في العراق، انها مصدر رئيسي للانفلات الامني وانعدام الامان الذي يعصف بالمجتمع ككل. ان امريكا واحتلالها هما من خلقا هذه الوضعية المريرة وغير الانسانية، وان بقائهما هو اساس تعميق اوضاع السيناريو المظلم الذي يلقي بظلاله الدموية على كل زاوية من حياة الجماهير.

ليس الموقف من هذه السياسة او الاستراتيجية هو الرفض والشجب فقط ، بل ان مايجب اركانه جانبا وازاحته من صدور جماهير العراق هو امريكا بذاتها واحتلالها وسائر العملية السياسية التي جلبتها حراب الحرب والاحتلال. ان احتلال امريكا هو العائق الاساسي امام تحرر جماهير العراق وتحقيق ارادتها وحريتها ورفاهها وسعادتها.

ان هذه الاستراتيجية تتعقب البلوغ باهداف امريكا شاطيء الامان. ليست ذا ادنى صلة بتحقيق مستقبل افضل للاغلبية الواسعة من الجماهير. ان امريكا تتعقب عبر هذه الاستراتيجية حل مشكلاتها. ليس خلاص الجماهير بند من اجندة امريكا واستراتيجيتها. يجب عدم السير وراء اهدافها. يجب توحيد الصفوف حول اهدافنا، اهداف الاغلبية الساحقة التي تنشد الحرية والمساواة والرفاه. ان رايتنا هي اخرى، راية نضال الحزب الشيوعي العمالي الذي يرى في منشور مؤتمر حرية العراق السبيل الاساسي لانهاء الاوضاع القائمة برمتها. ان ردنا على هذه الاستراتيجية هو "يجب انهاء الاحتلال فوراً" و "يجب خروج القوات الامريكية من العراق فوراً ودون قيد وشرط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخابرات الألمانية على خط الحرب بين حزب الله واسرائيل | ال


.. هل تستطيع بريطانيا الاستغناء عن العمالة المهاجرة؟ | الأخبار




.. النمسا تواجه تركيا لحجز آخر بطاقة لربع نهائي كأس أمم أوروبا


.. مصر.. تغيير 20 حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة من بينهم الخا




.. هل تتحول مخيمات الضفة إلى غزة جديدة؟