الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء فوق العادة (زينب الخطابي)

للاإيمان الشباني

2025 / 3 / 12
الادب والفن


زينب الخطابي، امرأة نقشت اسمها على سكة المجد، فجعلت من قضبان الحديد دربًا يحكي قصة إرادة لا تلين، وعزم لا يعرف الانكسار. في عالم كانت القيادة فيه حكرًا على الرجال، خرجت زينب عن المألوف، وأمسكت بمقود الطموح، لتشق طريقها بثبات نحو تحقيق حلمها. لم تكن رحلتها مجرد عبور بين المحطات، بل كانت مسيرتها محطات من الإصرار، والتحدي، والإيمان بأن الحلم يولد حين تتشبث به الروح، وتخطه الإرادة على دروب الحياة.

بدأت خطواتها الأولى في عالم السكك الحديدية بقيادة القطار المكوكي السريع، متنقلة بين الدار البيضاء والقنيطرة، ترسم كل يوم على سكة السفر بصمة جديدة من الثقة والخبرة. عامان من التدريب كانا بمثابة الجسر الذي عبرت من خلاله إلى آفاق أرحب، حيث كانت تتطلع إلى إنجاز أكبر، إنجاز يحملها إلى قمة الحلم، حيث يتربع قطار البراق، القطار الفائق السرعة الذي أصبح رمزًا لحداثة المغرب وتطوره.

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، فقد تطلب الوصول إلى هذا الهدف جهداً دؤوباً وتدريبًا مكثفًا استمر ثلاثة أشهر، كان خلالها العزم مشتعلاً، والتحدي في أوجه، حتى جاءت اللحظة التي جلست فيها زينب خلف مقود البراق، ليس فقط لتقود القطار، بل لتقود جيلاً من الفتيات نحو آفاق لا تعرف القيود.

وما كانت هذه المسيرة لتكتمل لولا الدعم الذي حظيت به من أسرتها، أولئك الذين آمنوا بها قبل أن يؤمن بها الآخرون، وكانوا لها سندًا في كل منعطف. كما أن زملاءها في هذا المجال احتضنوا حلمها بروح الفريق، ونقلوا إليها من خبراتهم ما زادها يقينًا بأن هذا العالم ليس حكرًا على أحد، وإنما هو لمن يؤمن بقدراته ويكافح من أجلها.

لم تقتصر الدهشة على زملائها فحسب، بل امتدت إلى الركاب الذين كانوا يرون في زينب تجسيدًا لصورة المرأة المغربية الطموحة. بعضهم كان يبدي دهشته، وبعضهم كان يغمره الفخر، وكأنها لم تكن تقود القطار فحسب، بل كانت تقود أملاً جديدًا، ورسالة واضحة بأن الأحلام ليست حكرًا على جنس أو فئة، وإنما هي ملك لمن يسعى لتحقيقها.

وفي اليوم العالمي للمرأة، رفعت زينب راية الإلهام، ووجهت رسالتها لكل فتاة تحلم بأن تحلق في سماء التميز، قائلة: لا تخافي من الطرقات الوعرة، فالمسافات الطويلة تبدأ بخطوة، والأحلام العظيمة تولد في القلوب المليئة بالإصرار. فتقدمي بثقة، لأن السماء ليست سقفًا، بل بداية الطريق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة الصينية -غاو ليو- يتحول أنفها للون الأسود بعد سنوات


.. من حبه للحضارة الفرعونية.. درسها! الفنان محمد خميس مع منى ال




.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا


.. انضرب بحب الحضارة الفرعونية!.. سر نجاح فيديوهات الفنان محمد




.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا