الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية

نائل الطوخي

2007 / 1 / 16
الصحافة والاعلام


هل يحتاج قائد سياسي لمدونة علي الإنترنت؟ أو هل يحتاج للكتابة أصلا؟ ولماذا وهو يملك بالفعل جمهورا أكبر من جمهور أي كتابة، وهو يري كلماته ليس فقط أنها تبرز في نشرات الأخبار وعناوين الصحف بل يتم تنفيذها كذلك علي مشروعات وميزانيات بل وحروب وحشية، في حالة قادة ملطخة أيديهم بالدماء. فوجئت مؤخرا دولة إسرائيل ببنيامين نتينياهو رئيس وزراءها الأسبق وهو يعلن في برنامج تليفزيوني شهير أمام محاوره يائير لابيد أنه يملك مدونة علي الإنترنت وأنه يتلقي عليها عشرات الألاف من التعليقات. كان هذا مفاجئا للكثيرين، فنتنياهو يتعامل بنزق رهيب مع مدونته. هو يقول مثلا في تدوينة نشرتها صحيفة هاآرتس:
أنشأت مدونة وأصبحت صوتا، ولو حتي في التعليقات التي كتبتها. تتبعت أولمرت وفاجئته من يساره، في مطالبتي بفتح محادثات مع سوريا كم ضحكنا وحككنا أيدنا في هذه الليلة! . أجروا معي لقاءات في التليفزيون مع البروفيل المفضل لي، ونكتتين تلقائيتين كنت قد قمت بإعدادهما.
تبدو لهجته مضحكة في التدوينة، خاصة وهويتحدث عن أمور خطيرة للغاية مثل دعوته لإقامة محادثات مع سوريا. ولكن أحد قراءه يقول بأسف: هذا مضحك دائما، حتي اللحظة التي نتذكر فيها أن الحديث هوعننا نحن. أوف
غير أن الهجوم الأبرز علي مدونة نتنياهو كان من بعض الزملاء من أصحاب المدونات، مثل الشاعر بني تسيبار الذي يقول في مدونته علي موقع صحيفة هاآرتس:
فكرت:أنا الآن زميل مدونة لهذا الرجل المقزز. ربما أن نفس الأشخاص الذين يكتبون تعليقات في مدونتي يكتبون تعليقات في مدونته بدون حتي أن يغسلوا أيديهم عندما ينتقلون منه إلي.
ليست الحكاية أنني أشعر بالتفوق علي نتيناهو.ولكنني فقط أعتقد أنني أكتب مدونتي من داخل بطني، بألم حقيقي، لست رجلا غارقا في البحبوحة ويكتب لمتعته بهدف جمع التعليقات. باختصار، هو سياسي وأنا غير سياسي. أنا احتاج للصراخ بصوت مبحوح حتي يسمعوا ما أريد قوله، وأحاول أن أكون علي هذه الشاكلة إلي درجة أنني أحاول في الحقيقة قول كل شيء بتلك الدرجة من الحدة التي يسمح لي بها تفكيري، أما هو فدليه ثقته الماكرة التي يملكها من يعرف ماذا يريد الجمهور سماعه ويزوده به. كل هذا أكتبه، بالمناسبة، بدون أن أدخل أبدا لمدونته. وليست لدي نية للدخول إليها. تكفيني رؤيته في التليفزيون.
لا يكتفي تسيبار بهذا. بل يحلل أيضا واقع إسرائيل وواقع وجود نتنياهوفيها:
حقيقة أن نتنياهو يظل حيا بشكل مافي المعركة السياسية يبين إلي أي حد دولة إسرائيل هي دولة ريفية. حقيقة أنه يعد شخصا ما يمكن دعوته للحديث أمام يائير لابيد وأن يصفق له الناس،تبين إلي أي حد هذه الدولة، من الناحية الذهنية، لا تزال بلدة نائية تحوي كل أنواع نصف المتأخرين ذهنيا، الذين يثيرهم الساحر الذي يزور المعرض السنوي ويقوم لهم بالهوكس بوكس ويقفون هم أمامه سائلي اللعاب.
لم يكن نتنياهوعدوا للعرب فقط. بل بدا أيضا أنه عدو لمواطني دولته، يكتب تامي مولاد حيف في صحيفة يديعوت أحرونوت ساخرا من عرض نتينياهو في مدونته للأزمة الاقتصادية التي ألمت بإسرائيل مؤخرا ومن طموحه السينمائي للظهور بمظهر البطل المنقذ للاقتصاد المنهار:
الآن يقتحم بنيامين نتنياهومجالا جديد للعمل: لقد بدأ في إخراج أفلام قصيرة علي مدونته علي الإنترنت. وفيها يحاول الرد علي أسئلة المعلقين. لدي نتنياهو دوران أساسيان في الفيلم: هومحلل يضيف بهارات علي الدراما، وكذلك بطل مخلص ينقذ اقتصاد إسرائيل المنهار.
وصل نتيناهو البطل، بالضبط كما يصل الأبطال، بينما كان الوضع متأزما إلي درجة كبيرة وكانت الدولة تقف أمام حافة هاوية من البطالة والفقر المتفسخ. يصف المحلل السياسي بنيامين صاحب الصوت الدرامي بطولة المخلص عبر إدانه كل سابقيه في الوظيفة.
المشكلة التي يحاول البطل نتياهوان يتعامل معها هي صورة الواقع الذي تركه بعد العملية البطولية الحداثية. تتضمن هذه العملية تقليص في الموازنات وحصص الرفاهية والتعليم. إلي جانب إصلاحات ضريبية تبدو جيدة في أعين من يملكون.
ماذا كانت المشكلة من وجهة نظر البطل؟ الفقر المتزايد. من كان المذنب؟ الفقراء وبشكل خاص الشباب الذي فضلوا حياة الفقر والعوز علي العمل وتحمل المسئولية الشخصية. أوبكلماته: المحتاجين المتخيلين. يوضح قائلا: كثير كثير من المحتاجين المتخيلين . ويضيف المحلل بنيامين: ليس فقط الذين لا يريدون العمل تلقوا حصص هؤلاء وإنما أيضا الكثير والكثير من الذين يعملون يتلقون حصص بحجج واهية.
بصوت درامي يصف المحلل نتائج إدارة هذا الجمهور من الكاذبين وعديمي المسئولية، جمهور المواطنين: ميزانية الحصص سوف تتضخم وتتجاوز بحجمها ميزانية التعليم والأمن.
وبينما لا يزال منحنيا أمام المشاهدين فهو يصف الكارثة التي نجح بيديه في إيقاف خطواتها: كادت البنوك أن تنهار. أوشكت البطالة علي الوصول إلي 12 % ، منظومة الموازنات كادت تتحطم، كارثة رهيبة.
يمكننا العثور علي الكثير من الأخطاء في الفيلم. لم تكن ميزانية الرفاهية أبدا أكبر من ميزانية الأمن والتعليم. لا يختار أحد حياة الفقر والعوز في سبيل تلقي بدل جوع. وضع الخزانة القومية تحسن ليس فقط وبالتحديد بسبب سياسة نتنياهو، وإنما بالأساس بسبب الواقع الاقتصادي العالمي. انتفاخ جيوب الأغنياء لم يتسرب ولن يتسرب، وفقا للنظرية الرأسمالية، إلي الفقراء.
ولكن نتنياهو لم يدع أبدا الحقائق تربكه. هو يلعب وظيفة حياته، بشكل استثنائي يمكن القول أنه يستمتع بكل لحظة. هو يشرح بلغة بسيطة وواضحة لجمهور البلهاء الذين يشاهدونه أن المشكلة تخصنا، السياسة القاسية تخصنا أما أنا، نتنياهو، فقد بدأت في مساعدة المحتاجين. أي ليس فقط أن المواطنين كاذبون وكسالي وإنما أغبياء أيضا، وإلا فكيف يمكن شرح حقيقة أن الجمهور لا يفهم أن الوضع جيد بالنسبة له عندما يكون الوضع سيئا. وأن الخطأ الوحيد هنا هوإبعاد نتنياهو عن الساحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح