الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السي رحال المحافظ بن محمد بن امبارك
للاإيمان الشباني
2025 / 3 / 15الادب والفن

روي عن حسن المحتفظ نجل سي الرحالي المحتفظ: المقاوم السرغيني العروشي الفقيه، عنه ما يلي فسجلناه بأسلوبنا دون أن نغير حقيقة
...
يعد الرحالي المحتفظ أحد أبرز المقاومين الذين خدموا بلادهم في حقبة الاحتلال الفرنسي للمغرب. وُلد الرحالي المحتفظ في عام 1912 في دوار إسکارتة من العرارشة، وهو جزء من قلعة السراغنة، وهي منطقة شهدت العديد من التحولات التاريخية الهامة في تاريخ المغرب. من خلال مسيرته النضالية والفكرية، ترك الرحالي المحتفظ بصمة عظيمة في تاريخ المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث جمع بين الإيمان العميق بقضية وطنه والقدرة على الصمود أمام ظروف القهر والتعذيب التي تعرض لها.
بداية حياته ومسيرته
وُلد الرحالي المحتفظ في بداية القرن العشرين، في وقت كانت فيه المغرب تحت وطأة الاحتلال الفرنسي. نشأ في بيئة محافظة، حيث التحق بمدارس القرية وتعلم القرآن الكريم والعلوم الدينية على يد مشايخ المنطقة. وقد أظهر منذ صغره ميلًا للعلم والشجاعة، ما جعله شخصًا مؤهلاً لتحمل مسؤوليات كبيرة في المستقبل. في مرحلة شبابه، تعلم العديد من العلوم الدينية وأصبح فقيهًا، وهو ما أكسبه احترام وتقدير أهالي المنطقة. كما تعلم كيفية كتابة الرسائل والتواصل مع الآخرين، وهو ما سيستخدمه لاحقًا في خدمة المقاومة.
الانخراط في المقاومة
في ظل تصاعد الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، لم يتردد الرحالي المحتفظ في الانضمام إلى صفوف المقاومة المغربية. كانت قلعة السراغنة، التي نشأ فيها، إحدى المناطق التي شهدت معارك عنيفة مع المستعمر. لم يكن الرحالي مقاتلًا فقط، بل كان أيضًا داعمًا قويًا للمقاومة من خلال دورين هامين: الأول كفقيه يحمل رسائل دينية وروحية تحث على النضال والتحرير، والثاني ككاتب بارع يُكتب الرسائل للثوار والمجاهدين. كانت رسائله ضرورية لنقل التعليمات وتوحيد صفوف المقاومة في مواجهة الاستعمار.
الاعتقال والتعذيب
مع تصاعد العمليات العسكرية للمقاومة في منطقة الرباط الروماني والقلعة السراغنة، قام المستعمر الفرنسي بالترصد للمجاهدين والمقاومين. في أحد الأيام، تم القبض على الرحالي المحتفظ أثناء إحدى محاولاته لنقل رسالة هامة للمجاهدين، حيث اُعتقل وسُجن في سجن مراكش لمدة 14 شهرًا. كان هذا الاعتقال قاسيًا للغاية، فقد تعرض الرحالي للتعذيب الشديد على يد المستعمرين الفرنسيين الذين أرادوا انتزاع الاعترافات منه بشأن أصدقائه ومن كانوا يساعدونه في المقاومة.
على الرغم من تعرضه لأشد أنواع التعذيب، رفض الرحالي أن يبوح بأسماء رفاقه في المقاومة. كان يواجه الضغوطات بكل قوة وعزيمة، وكان يردد دائمًا أن قضيته كانت قضية وطنية سامية وأنه لا يمكنه خيانة أصدقائه أو التنازل عن مبدئه. هذه الصلابة في المواقف جعلته رمزًا من رموز الصمود والتضحية.
الصمود حتى النهاية
أثناء فترة سجنه، فقد الرحالي محتفظ الكثير من قوته بسبب التعذيب الشديد، وأصبح ضعيفًا للغاية. وفي إحدى المرات، ظن السجانون أنه توفي نتيجة للإغماء الشديد الذي تعرض له، ولكنهم اكتشفوا أنه لا يزال على قيد الحياة، ما دفعهم ان ينظرون اليه كأحمق إلى أتى الاستقلال سنة 1956 ومع ذلك، كانت آثار التعذيب قد تركت بصماتها على صحته، إذ ظهرت عليه أعراض السجن بعد خروجه، مما أدى إلى إصابته بشلل رباعي.
رغم هذه الإصابات الجسدية، ظل الرحالي يعيش حتى عام 1997، حيث توفي في دوار إسکارتة في قلعة السراغنة، ليترك وراءه إرثًا تاريخيًا يعكس نضال شعبه ضد الاستعمار.
إرثه الثقافي والفكري
على الرغم من قسوة الظروف التي مر بها، فإن الرحالي المحتفظ لم يقتصر دوره على المقاومة المسلحة فقط، بل كانت له أيضًا إسهامات كبيرة في مجال الثقافة والتعليم. باعتباره فقيهًا ومثقفًا، ساهم في نشر الوعي الوطني بين أبناء المنطقة، وحرص على تعليم الشباب مفاهيم الدين والحرية والعدالة. كما كان له دور محوري في تعزيز الهوية المغربية، حيث شكل جسرًا بين الفكرة الدينية والوطنية في المجتمع المغربي.
لقد ظل الرحالي المحتفظ رمزًا للأخلاق والمبادئ الوطنية التي لا تتزعزع، فحتى بعد رحيله، لا يزال اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال التي استلهمت منه الصمود والعزيمة. كان نموذجًا للمجاهد الذي لم يتخلى عن مبادئه رغم التحديات الصعبة.
يعتبر الرحالي المحتفظ من الشخصيات التاريخية الهامة في تاريخ المغرب، فهو ليس فقط أحد المقاومين ضد الاستعمار الفرنسي، بل كان أيضًا فقيهًا وثائرًا ثقافيًا ونموذجًا للإنسان الذي يضحي من أجل وطنه. كانت حياته ملحمة من الصبر والمقاومة، وفي وفاته في عام 1997، فقد المغرب أحد أبطاله الذين لا يُنسون. إن الإرث الذي تركه الرحالي المحتفظ في مجالات الثقافة والمقاومة سيظل حيًا في الذاكرة المغربية، رمزًا للوفاء والالتزام بالمبادئ التي تمثل الأمل في تحقيق الحرية والعدالة لشعبه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الممثلة الصينية -غاو ليو- يتحول أنفها للون الأسود بعد سنوات

.. من حبه للحضارة الفرعونية.. درسها! الفنان محمد خميس مع منى ال

.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا

.. انضرب بحب الحضارة الفرعونية!.. سر نجاح فيديوهات الفنان محمد

.. فضل شاكر .. نقابة الفنانين السوريين تمنح -عضوية الشرف- للفنا
