الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرعة زائدة من بول الأبل تتسبب فى كتاب فتنة التكفير

جورج شكرى

2007 / 1 / 17
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يبدو أنها كانت جرعة زائدة حقاً من بول الإبل..
تجشأ بعدها الرجل في زهو وخيلاء وأخذ يمسح ما تبقى من بول الإبل من على شاربه الأبيض الكث والذي يذكرني كثيراً بشوارب من أجاد عمله حقاً من الأخوة الخبازين (الفرانين)
ومن ثم امتطى صهوة حماره واستل سيف قلمه وأخذ يركض ويركض
أقصد يكتب ويكتب..
" الكفر.. هو تكذيب الرسول في شيء مما جاء به
والأيمان.. تصديقه في جميع ما جاء به
فاليهودي والنصراني كافران لتكذيبهما للرسول
والبراهمي (نسبة لبراهمة المعبود الأعلى في الثالوث الهندوكي) كافر بالطريق الأول لأنه أنكر مع رسولنا سائر المُرسلين
والدهري (الوجودي المنكر للخالق) كافر لأنه أنكر مع رسولنا المرسل سائر الرسل وهذا لأن الكفر حكم شرعي كالرق والحرية مثلاً إذ معناه أباحة الدم والحكم بالخلود في النار ومدركه شرعي فيدرك إما بنص أو بقياس على منصوص وقد وردت النصوص عند اليهود والنصارى والتحق بهم بالطريق الأول البراهمة والثنوية والزنادقة والدهرية
فأنهم مُكذبون للرسول وكل مُكذب فهو كافر فهذه هي العلامة المطردة المنعكسة
والأصل المقطوع به أن كل من كذب محمد فهو كافر أي مُخلد في النار بعد الموت ومُستباح الدم والمال في الحياة"
يا لبول الإبل حقاً
ويا للتجشؤ العذب الذي يتبعه
ويا للحالة المزجية المُكيفة والمساحات العقلية التي تتكشف لك ما أن تحتسي البول... بول الإبل
ويبدو أن العلامة الجهبذ المُلقب -ظلماً- بالمفكر والمنعوت -حقاً- بالإسلامي (د. محمد عمارة) قد فعل كما أسلفنا القول واحتسى جرعة زائدة عن الحد من بول الإبل قبل أن يُخرج لنا التجشؤ وبرفقته كتابه الجديد الصادر عن وزارة الأوقاف -المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- سلسلة قضايا إسلامية
والمُعنون بـ (فتنة التكفير)
ذلك الكتاب الذي نقلنا عنه نصاً الفقرة التكفيرية السابقة وهي فقرة من غيث -إن جاز اللفظ- ما ورد في صفحات 31 , 32 , 41
ونستطيع أن نُجمل أهم الأفكار التي وردت في الكتاب في التالي
1- المؤلف يصف المسيحيين بالكفر
2- بعد الوصف بالكفر ساواهم بالزنادقة والمجوس وعبدة الأوثان
3- طالب باستباحة دمهم ومالهم في الحياة
4- حكم عليهم (وكأنه الديان العادل) بأنهم مُخلدون بالنار
5- نسب للأمة الإسلامية مُتحدثاً على لسانهم أنهم يكفرون المسيحيون مُؤكداً أن ذلك هو الأصل

وإن كان لنا هنا أن نُعلق وندون بعضاً من ملحوظتنا على الكتاب وعلى كاتبه نقول

أولاً... يقول السيد المُحترم المبجل (د.محمد عمارة)
"العبارة موضع الاعتراض والتي وردت في كتابي (فتنة التكفير) ليست لي وإنما هي لحجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي، وقد وردت في كتابه (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة) وهو مثل كل كتب الإمام الغزالي موجود ويقرؤه الناس ويتدارسونه منذ ألف عام، والطبعة التي نقلت منها العبارة موضع الجدل مطبوعة في القاهرة سنة ،1907 يعني منذ مائة عام.. وهي عبارة واردة في صفحة 4 و5 من هذا الكتاب.. ومن أراد أن يبلغ النائب العام فلا يبلغ ضدي وإنما ضد حجة الإسلام أبو حامد الغزالي.. ومن أراد أن يلجأ إلى القضاء فليرفع قضية ضد الإمام الغزالي نفسه وليس ضدي أنا."
ألا يُذكرنا هذا باقتباس البابا بندكت من إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر في حوار يقال أنه شهير مع مثقف مسلم؟ ذلك الاقتباس الذي ثار لأجله (د. محمد عمارة) - ومعه العالم الإسلامي بأسره - ثورة ثور اسباني أمام قطعة من القماش الأحمر
حقاً التاريخ يعيد نفسه
لكن الرجل يأبى في هذه المرة الاعتذار كما أشار لذلك موقع العربية "ونفى عمارة أنه سيقدم اعتذارا للأقباط في اجتماع سيجمعه بوزير الأوقاف د.محمود حمدي زقزوق وإحدى الشخصيات القبطية، قائلا: أنا على اتصال بالوزير وليس هناك شيء من هذا القبيل.
ويقال أنه سيكتفي بحذف كلمتين من الكتاب علماً بأن الكتاب نفذ من الأسواق بعد صدوره منذ بضعة أيام (12 ألف نسخة) وجاري عمل طبعة جديدة بعد حذف كلمتين فقط

ثانياً... كل إصدارات وزارة الأوقاف تخضع -حسب كلام(د.محمد شامة) مستشار وزير الأوقاف- إلى مُراجعة ويُرفع عنها تقرير وافي عن مُحتواها قبل النشر ويستثنى من ذلك (د.محمد عمارة) باعتباره مُفكر كبير..
أي أن الوزارة قررت ضمنياً عصمة الكاتب والمفكر الكبير من الخطأ والسهو
والسؤال هنا.. ما هي أمارات هذه العصمة الواهية؟! وكيف لا يخضع مثل هذا الكتاب ومثل هذا الكاتب للمُراجعة والدراسة الوافية؟! نقول هذا لا لأن الكاتب العظيم قد يسهو أو يخطأ. حاشا وألف حاشا، فهو فوق الضعف البشري، إلا أن بعض أنواع بول الإبل -كما لابد وان نعرف- مضروبة ولم تسلم من الغش

ثالثاً.. الكتاب يركز على أسباب الفتنة والفرقة بين الفرق والمذهب الإسلامية ويدعو إلى الوحدة ونبذ عوامل الفرقة مما دفع وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق للتصريح بأنه لا يرى شيئاً في كتاب الدكتور عمارة ضد المسيحيين وأن الكتاب -كما أسلفنا- يركز على أسباب الفرقة والفتنة بين الفرق والمذاهب الإسلامية ويدعو إلى الوحدة ونبذ عوامل الفرقة مفنداً أسباب تكفير كل طرف للطرف الآخر والدعوة إلى عدم النفخ في أبواق الفتنة وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل مشيراً إلى أن وزارته بكل هيئاتها وما تصدره من كتب تعمل على تدعيم ركائز استقرار المجتمع وقبول الآخر ودعم الحوار بين الجميع.
والكلام هنا يا سادة قمة في الغرابة والتناقض
الكتاب يدعو صرحاً إلى الفرقة ويكفر كافة الرسالات السماوية -عدا الأسلام- وغير السماوية وينفخ في بوق الفتنة ويدعو أخواتنا المسلمين إلى استباحة أموالنا ودمائنا مما يمزق بل ويدمر ركائز استقرار المجتمع ويوطد لثقافة نفي الآخر ويُنهي أي حالة حوار بين المسلمين وبقية البشر من الملاعين الكفار

رابعاً.. التعريف المُعتمد -على سبيل الاستزادة المعرفية- لكلمة كافر هو
كفر الشيء وكفّره: غطّاه، يقال: كفر السحاب السماء، وكفر المتاع في الوعاء، وكفر الليل بظلامه، وليل كافر. ولبس كافر الدروع وهو ثوب يلبس فوقها. وكفرت الريح الرّسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزرّاع: الكفار. وفارس مكفّر ومتكفّر، وكفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به
الكفر في اللغة: هو تغطية الشيء، والكفر شرعاً: هو نقيض الإيمان.

دعونا في النهاية ننتظر ما سيسفر عنه البلاغ الذي تقدم به (المستشار نجيب جبرائيل) رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان و(القمص مرقص عزيز) كاهن الكنيسة المُعلقة بمصر القديمة والذي جاء فيه أن الكتاب سالف الذكر يعمل على أثارة الفتن الطائفية بل ويؤججها ويشعلها بين الأقباط والمسلمين وأيضا يزدري بالمسيحية والمسيحيون وينكر عليهم دينهم إيمانهم وهو بذلك يهدد وحدة وسلامة البلاد ويكدر الأمن العام والسلام الاجتماعي مما هو مؤثم بالمادة 98 ومكرر من قانون العقوبات وغيرها الأمر الذي ُيلتمس معه
1 - وبصفة عاجلة إيقاف كتاب فتنة التكفير وسحبه من الأسواق فوراً
2 - تقديم المشكو في حقه إلى المحاكم الجنائية في أقرب فرصة
ولا يبقى في أيدينا الآن سوى الانتظار
والانتظار فقط

لا أنا بل نعمة الله التي معي
جورج شكري
[email protected]
[email protected]





















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة