الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم بالأعدام على الصحفي علاء حبيب

علاء حبيب

2007 / 1 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


في الحقيقة لااعرف من اين ابدأ ولماذا هذا المرة يخونني فكري وقلمي الذي مازال مطروح كتابوت هل لاني هذة المرة اكتب بها عن نفسي وعن اخي الصغير الذي تفتح كزهرة ثم قطفته الايادي الخبيثة ولم نحتفل بعد بشبابه .. لربما سابدأ بمقولة للروائية الرائعة أحلام مستغانمي وهي تقول (( أصبح الوطن مجرد محطة واصبحت في اعماق كل منا سكة حديدية تنتظر قطار ما يحزننا ان نأخذة ويحزننا أن نسافر بدونة )) هكذا اصبح العراق سأروي مأساتي او بالاحرى سافضح كل شيء وماحصل لنا ساعلق معاناتي على الشوارع وعلى حيطان المساجد فان رضيت بذلك فساصرخ وسأهز اركان السماء واصرخ واصرخ الا ان تسد فمي رصاصة من رصاصات الغدر ؟؟ ساتكلم الان ليس كصحفي بل كأنسان قبل كل شيء ؟؟ في شهر السابع من عام 2006 جاءنا خبر اختطاف اخي الصغير وأسمه (( بهاء حبيب ظاهر )) حيث لم يبلغ من عمرة العشرين كنا فرحين به ونحن نراه يكبر يوم بعد يوم شهر بعد شهر كانت امي تناديه بوردة البيت كنا نبكي ان تالم قليلا كان شاعرا يحب الحياة واذكر لوحة جواد سليم التي مازالت معلقة على جدار غرفته وهو يمسحها يوميا ليزيل غبار الزمن عنها ؟؟ اخي الصغير اين انت لماذا خطفوك لماذا قتلوك ماكان ذنبك هل لانك شاعر وتحب الفن التشكيلي ؟؟ هل طلبوا منك ان تصلي على طريقتهم ولم تصلي لهم فقتلوك ؟؟ هذا مااخبرونا به ؟؟ اريد ان اسأل الله اريد ان اسأل كل أنبياء الله اريد ان اسأل نبيهم محمد .. هل اذا كان شخص يحمل فكر وديانة اخرى ومذهب اخر يقتل ويذبح ؟؟ اخي هل ذبحوك ؟؟ وانت عندما رايت دجاجة تذبح فاضت عيناك بالدموع ؟؟ هل القران ونبي الاسلام أوصى بذلك ؟؟ أي دين هذا ؟؟ ساعريكم بكل مقالاتي سافضحكم اينما اجلس ؟؟ وفي كل مكان ؟؟
لم اجلس صامتا فقد واصلت السير والبحث في درب مجهول ابحث عن اخي الذي فقد ابحث عن روحي ؟؟ في المرة الاولى لم احصل على شيء ؟؟ لكني لن ايأس فحاولت البحث مجددا بحثت بكل مكان بحثت في مدينة الرمادي وفي الفلوجة وفي جميع اماكن بغداد ؟؟ وعند عودتي وانا بالتحديد تحت جسر اليوسفية وعند مدخل المحمودية خرجوا لي ناس ملتحين وفي يدهم اسلحه ؟؟ اخذوني من سيارتي ؟؟ لمكان في وسط البزل تركوني في غرفة مظلمة لساعة كاملة ساعة من الالم والقلق والخوف والرعب ؟؟ دخل علي ثلاثة منهم قالوا لي ماذا تفعل هنا ؟؟ فاخبرتهم بقضية اخي ؟؟ فكانني كفرت ضربوني اشد الضرب ضربوني بكل مااوتوا من قوة ضربوني بكل انواع العصي والحديد الثقيل استمروا بضربي لثلاث ساعات ؟؟ وانا ابكي واتوسل بهم واخبرتهم باني صحفي ومحرر جريدة ؟؟ فقالوا لي اخرس ايها الخائن الصحفي كل الصحفيين خونة والخائن مصيرة الموت ؟؟ بعد ان فتشوا سيارتي وجدوا شيئيين لربما هما من حكما عليه بالاعدام ؟؟ وجدوا رواية (( ذاكرة الجسد )) لاحلام مستغانمي وايضا وجدوا (( مرايا لشعرها الطويل )) ديوان لعدنان الصائغ وايضا وجدوا (( قصائد لمظفر النواب )) فقالوا لي ايها الكافر تحمل كتب شعر ولاتحمل كتاب الله ؟؟ اردت ان اصرخ واقطعهم بصوتي اردت ان اخبرهم ان الشعراء هم انبياء الله في الارض لكني خفت من ضربي مجددا ؟؟ لكني لم اسلم من اعمدتهم الحديدية ؟؟ لاجدوى من الكلام فقد حكم علي بالاعدام بعد ان كسروا يدي ورجلي ولم ارى شيء امامي سوى دم احمر من وجهي يسيل ؟؟ فقالوا لي اننا نطبق قانون الله في الارض وانت رجل علماني ولاتصلح بهذا المجتمع المسلم ؟؟ فبعد لصق هويتي على سترتي التي تمزقت من الضرب حكموا على بالرمي بالرصاص وقرؤه الحكم امامي واخذوني لغرفة الاعدام ؟؟ لم اتحمل غرفة الاعدام هذة ؟؟ فصرخت ساعدوني انقذوني اتوسل اليكم اقبل يديكم سوف افعل ماتطلبوه مني ارجوكم ؟؟ لم اتحمل ابدا رؤية الجثث امامي يــــــــــــــــــــــــــــــــــــااااااااا .... ماهذة الوحشية . فتذكرت مظفر النواب وهو يقول (( أصرخ فيكم اصرخ فيكم اين شهامتكم ان كنتم عربا بشرا حيوانات )) لكن بعد حضور امير الاعدامات الخاص بالجماعة الاسلامية القتلة .. فقال لي ماهو طلبك الاخير لانك محكوم رميا بالرصاص ؟؟ فاردت ان اقبل يده فدفعني فقال تكلم .. قلت له ارجوك عندما تقتلني بلغ والدتي بمكان جثتي لان قلبها لايتحمل ان تفقد اعز اولادها ولاتعرف مكانهم ؟؟ اقل شيء ان تعرف مكان ولدها الكبير اين ؟؟ فتأثر قليلا وسالني كم سؤال واجبته على بعضها فقال لاتقلق بعد ربع ساعة ساعتقك لكن ساتركك تخرج من الباب الخلفي حتى لايراك الجماعة ؟؟ فاردت ان اقبل يده ثانية فدفعني ايضا .. وبعد اكثر من ربع ساعة جاء لي بمفاتيح سيارتي وخرج معي من الباب لخلفي وذهبنا في وسط البزل الى ان وصلنا للشارع الرئيسي فقال لي سأعد لك خمس دقائق ان وجدوك سيقتلوك ويقتلوني اذهب ؟؟ فذهبت مسرعا رغم اصاباتي وكسوري وانا فرح لاني اخذت معي مااحببت اخذتي كتبي اخذت قصائد مظفر النواب .. الا ان وصلت امام سيطرة الحرس الوطني في منطقة اللطيفية الساعة السادسة ليلا حيث اخبر الضابط اهلي بالهاتف باني بخير الان وقد اغمى علي ولم افتح عيني الا وانا بين اهلي في مستشفى بابل ولكن لااستطيع الحركة لان جسمي ممزق ومكسر ؟؟ وانا الان تحت العلاج ..
وبرغم كل ماحصل فقد اتصلوا بي وهددوني باني من الاموات وان من هربني قد مات بدلي ؟؟ وسوف نأتيك قريبا ؟ بعون الله ؟؟ واخبرت الجهات المختصة ولم يفعلوا لي أي شيء ....
فان سمعتم يوم مقتلي برصاص الاسلاميين الكفرة .. فتذكروني دوما تذكروا صحفي كان يكتب للحياة يكتب للحب .. والان تحول الى جثة هامدة .. ارجوكم لاتبكوا علي تظاهروا فقط بالبكاء فالصحفيون والأدباء والشعراء لايموتون انهم يتظاهرون بالموت فقط ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا