الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط : السياق الاستراتيجي الجديد.

أمياي عبد المجيد

2007 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد التسونامي الديموقراطي الذي ضرب أمريكا مؤخرا تفاءل العديد بقدوم بشائر التغيير على السياسة الخارجية الأمريكية ، وهناك من سرح به خياله في رؤية العراق بلدا مستقلا في غضون أسابيع من هذا الاكتساح .
لكن السفينة الانتخابية هذه المرة جاءت محملة بما لا تشتهي معظم شعوب العالم التي وقفت ضد الحرب وما تزال . فهاهي إدارة بوش تضخ جنودا جدد إلى العراق بالرغم من تلك المعارضة التي يقال عليها قوية ، سواء من الجمهوريين أنفسهم ، أو من الديموقراطيين لكن معارضة من هذا النوع مهما بلغت نوعيتها في اعتقادي لن تؤثر في قرار بوش ، وحتى الكونغرس ما كان ليسمح بمنع الدعم لجنوده في العراق أو قطع سبل الدعم على إدارة بوش ، لان الأمر يتعلق بالمصلحة القومية العليا في إرجاء أي دعم لعملية الغزو .
من خلال المدة التي استغرقها بوش في انجاز خطته الجديدة بعد تقرير بيكر – هملتون تتوارد الشكوك أن بوش كان يخطط للعراق فقط ، أو لضبط امن بعض المدن التي تشهد توترات حادة.. ويظهر جليا في الخطاب الذي وجهه كان نوعا ما يحمل صرامة كبيرة في اخذ الأمور في المنطقة على أعلى عتبات الجدية ، والوقوف في وجه أي متلاعب بأمن العراق وهنا إشارة إلى سوريا وإيران محور الشر حسب وصف بوش .. من هنا جاءت ملامح الإيحاء إلى أن الخطة الجديدة التي صاغها بوش ، لا تندرج بالضرورة في السياسة الأمنية الداخلية للعراق فقط ، وحري بنا أن نعلم أن العنف في العراق لا يحتاج إلى رسم استراتيجية بهذا الحجم ، لان العنف من البديهي أن يكون مصدر القلق الزائد الذي طغى على السياسة الأمريكية ، ومن المؤكد أن اهدافا خفية تتلاح في الأفق القريب .
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه هو : ماذا وراء الأهداف المعلنة في الاستراتيجية الجديدة ؟
بلا شك لاحظ المتتبعون هذه الأيام، ومنذ دخول خطة بوش في التنفيذ لاحظنا التصعيد الإعلامي ضد إيران، والصورة المخيفة التي تكرسها لها .. والدور السيئ الذي تلعبه عناصر من حرس الثورة في العراق ، كل هذه مؤشرات على تصعيد مواز للسياسة المنضرة للاستراتيجية العسكرية لان الخطاب السياسي يكون دائما مواز للآلة العسكرية الأمريكية .. وفي الحالة الإيرانية تبدوا أكثر وضوحا بالرغم من ارتياح الإدارة الأمريكية للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران فهي لا تنفي قناعتها شبه التامة في قدرة إيران على تطوير برامجها النووية رغم كل الحصارات ، وتجدر الإشارة أن القائد الجديد للقوات الأمريكية في العراق لديه خلفية عسكرية بحرية وهذا ربما تمهيد منطقي لحرب متوقعه قد تشنها الولايات المتحدة بقواتها المتمركزة في الخليج ..
وأعتقد أن الإدارة الأمريكية كرست مجهودا جبارا في إخراج هذه الخطة الجديدة إلى الوجود وقد ضمتها اعتبارات كثيرة وذات خطورة أكثر ، وفي حالة ما إذا شهدنا هجوما على إيران مثلا فلن نعتقد أن نهاية الفيلم هذه المرة كما حدث في العراق إطلاقا .. فإيران دولة لا تمت بأي شبه بالعراق ، والدخول في حرب معها يعد مغامرة تفوق كل المغامرات السابقة .. واعتقد أن أنظمة الدفاع الإيراني هي فعالة جدا ، ولا تركن على السلاح العسكري فقط فهي بتعدد أسلحتها من نفط وعلاقات دبلوماسية قوية .. قادرة على ردع أي هجوم محتمل وعلى سبيل المثال فالنفط الإيراني يشكل عاملا قويا في الإنتاج العالمي ، واستقرار أسعاره في العالم وقد تلجئ أيضا إلى إغلاق مضيق " هرمز" الذي يعتبر منفذ رئيسي لمجموعة من الدول التي تعتمد على هذا المنفذ لتصدير خامها والمحسوبة على المعسكر الأمريكي، واحمدي نجاد خلال الزيارة الأخيرة لبعض دول أمريكا اللاتينية كانت بالأساس لتطبيق سياسة جديدة لإنتاج النفط وتزويد السوق العالمي وربما كانت بمثابة تشكيل حلف من نوع آخر مع الدول المعادية لأمريكا والحصول على تطمينات من هذا الجانب إن هوجمت إيران .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم