الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رويال و ساركوزي والسباق إلى الاليزيه

أمياي عبد المجيد

2007 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كما كان مقررا تم تكريس نيكولا ساركوزي ، وزير الداخلية الفرنسي الحالي مرشحا رسميا على حزب التجمع من أجل حركة شعبية اليميني خلال مؤتمره العام الأخير مفندا بذلك الآراء التي تردد حتى أخر لحظة حول نية ترشح جاك شيراك لدورة أخرى . مبدئيا بعد إعلان ساركوزي ترشحه لمنصب الرئاسة تكون المعركة الانتخابية قد بدأت بين الطرفين المرشحين المشكلين ، للأغلبية الانتخابية للوصول إلى قصر الاليزيه .
صحيح أن نيكولا ساركوزي أو كما يحب أن يسميه البعض " تلميذ جاك شيراك " يتميز بخطاب سياسي مؤثر ، ولديه النبرة المقنعة نوعا ما ، وقد نال إعجاب الكثيرين من الفرنسيين ويرون فيه الرجل الأمثل لإخراج فرنسا من أزماتها الحالية ، لكن بقدر ما استطاع أن يكسب عطف الفرنسيين ورسم استراتيجية محكمة لسياسة بلاده الداخلية والخارجية ، فانه أثر بالمقابل و بشكل كبير على قناعات الفرنسيين ذوي الأصول المهاجرة ، خاصة بعد إقراره لقانون الهجرة الأخير وردود الأفعال الحادة التي صاحبته ، وهذا ربما عامل أساسي ونقطة ضعف سيكون لها تأثير كبير على سير العملية الانتخابية ، وسكان الضواحي توعدوه بالانتقام في هذه الانتخابات ولعلنا سندرك حجم التأثير الذي يمثله هؤلاء المهاجرين في الخطوات الاستباقية التي قام بها ساركوزي مؤخرا لردء الصدع الذي أحدثه، وذلك بعد زيارته لأحد المساجد الكبيرة في باريس في أكتوبر الماضي ، وكذا الزيارة التي قام بها إلى الجزائر والتسهيلات الدبلوماسية التي أعلن عليها للجزائريين .. كل هذه المؤشرات محاولات يائسة لكسب عطف الجالية المغاربية هناك .
وإذا ما اعتبرنا التحديات السابقة التي تواجه ساركوزي هي شكلية ويمكن اعتبارها ثانوية ، فالتحدي الحقيقي يكمن في منافسة الاشتراكية سيغولين رويال خصوصا بعدما تراجعت شعبية اليمين المتطرف إلى 15 بالمائة وفق أخر استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "سي أس أي " والمؤسسة نفسها في استطلاع رأي أخر رجحت كفة الأصوات لسيغولين بنسبة 52 بالمائة مقابل 48 بالمائة لساركوزي . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الانتخابات دخلتها وجوه من أصول عربية كالجزائري رشيد نكاز لكن تبقى محدودية الاندماج في التكتلات السياسية أكثر ما يدفع بهؤلاء على أن يكونوا رموز شكلية وهامشية سياسيا لا تؤثر في سير العملية ، ولا نعتقد بان هذه الانتخابات ستحمل مفاجئات بقدر ما ستكون حامية الوطيس بين اليمين واليسار .
ولعلنا كمنطقة مغاربية سنتأثر بهذه الانتخابات بشكل أو بآخر نظرا لعوامل متعددة على رأسها العوامل التاريخية ، والمصالح الاقتصادية ، ولا يمكن أن نتجاوز الدور التاريخي لفرنسا في تركيبة المجتمع ألمغاربي وان هذه الدول هي لا تزال تمارس عليها نوع من التبعية تجعلها تتأثر بأي تغيير قد يحصل في السياسة الفرنسية ولست بحاجة إلى توضيح الفكرة فكما هو معلوم الكثير يعتبر دول المغرب العربي حديقة فرنسا الخلفية و الواقع يؤكد ذلك .. واقتصاديا لا أميل إلى القول الذي يرجح توتر العلاقات مع الدول المغاربية في حالة وصول ساركوزي إلى السلطة مثلا لان حجم الاستثمارات الفرنسية في هذه الدول تكاد أن تكون خيالية خاصة في المغرب وفرنسا وفي المغرب على سبيل المثال توجد أكثر من 400 مقاولة فرنسية تعمل في مختلف القطاعات وأي تغير طفيف في هذه العلاقات ، هو بمثابة تهديد حقيقي لمصلحة فرنسا في هذه البلدان واعتقد أن التخوفات تتولد لدينا مع هذا الصخب الانتخابي الذي ما أن ينتهي حتى تعود الأمور العقلانية أقول عقلانية لان لا أحد له المصلحة في توتير العلاقة سواء وصل ساركوزي إلى السلطة أو لم يصل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد مصرع رئيسي.. هذه تحديات كبرى تواجه إيران ! | الأخبار


.. سر من أسرار محمود وبيسان.. كيف تطورت علاقتهم؟ ????




.. انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران


.. جنوب لبنان.. حزب الله ينعى 4 من عناصره ويهاجم مواقع إسرائيلي




.. إعصار الجنائية الدولية يعصف في إسرائيل | #التاسعة