الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلاش باك FLASH BACK

نبيل محمود والى

2007 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يعيد المرء النظر في ذاكرة التاريخ في مجمل الحياة العامة للشعب العراقي في بلاد الرافدين ووضع ومكانة الدولة العراقية محليا وعربيا وإقليميا ودوليا عندما تولى الرئيس صدام حسين سدة الحكم مقارنة بالحالة الراهنة التي آلت إليها مجمل الأوضاع في عاصمة الخلافة إبان تنفيذ حكم الإعدام شنقا في الرئيس المخلوع وعرض جثته على الفضائيات يدرك المرء على الفور ماذا قدم الرجل للعراق العظيم بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها جاثما على صدر العراق والأمة العربية ..

وعندما يراجع المرء الشريط الإعلامي على الفضائيات والصحف والمجلات العربية الذي صال وجال وأستخدم كل ما لدي جعبته من فنون وشجون في عرض الأحداث منذ سقوط بغداد والقبض على صدام حسن في الحفرة وما تلي ذلك من محاكمات وصولا إلى المشهد الأخير في أول أيام عيد الأضحى المبارك مقارنة بالصمت أو التجاهل التام وإخفاء حقيقة الفظائع ولى عنق الحقيقة على كل الجرائم التي أرتكبها الرئيس المخلوع وأركان نظام حكمه في حق الشعب العراقي والكويتي والأمة العربية لأدرك المرء سريعا مدى مصداقية هذا الإعلام ..

وعندما يتذكر المواطن البسيط من العامة كيف كانت العديد من أنظمة الحكم في الجمهوريات العربية تساند الرئيس صدام حسين ونظام حكمه بقوة وبكل شدة عامة وتدعمه لاحتلاله دولة الكويت خاصة بل جعلت منه زعيما للأمة العربية الذي سيحرر القدس ويدمر إسرائيل بينما كان الزعيم الضرورة يساعدها بالأموال والعطايا والأيديولوجيات ! يتعجب المرء اليوم ويتساءل كيف ولماذا تخلت كل تلك الأنظمة عن الرجل ولم تتمكن من إنقاذ رقبته من حبل المشنقة بل تركته يسقط وكان في إمكانها فعل الكثير بل فضلت الصمت الرهيب وكأن شيئا لم يكن .. ! بعد أن فضلت أن لا تنصر صاحب التسعة وتسعون لقبا ظالما أو مظلوما ..

لقد دفع صدام حسين ثمن جرائمه (وفقا لتصريحات الخارجية البريطانية) والتي تحتاج إلى مجلدات ومجسمات للتحدث عنها بالتفصيل فالرجل لم يستوعب التاريخ البشرى القديم والحديث أو حتى المعاصر و ذهب إلى رحاب الرحمن فكلنا ميتون وتلك الحقيقة الأبدية ولكن يظل الوجه القبيح الأخر للعملة جاثما فوق صدورنا جميعا بكل ما يحتويه من الآم حيث يظل وجه عراق الكبرياء والشموخ شاحبا يدفع ثمنا غاليا وفادحا لعقود طويلة قادمة ! يدفع ثمن رغبات الديكتاتور وأولاده وأركان نظام حكمه !

يدفع ثمن جنون العظمة أو الغباء السياسي الذي أصاب أحد مواطنيه من الحكام ! يدفع ثمن تهور حاكم عربي مسلم أعاد العراق إلى أسوأ ما كان عليه الحال في عهد نورى باشا السعيد إبان النظام الملكي ! بعد أن وجد من يهلل ويطبل ويزمر بالروح وبالدم من غالبية البسطاء من العامة في عالمنا العربي ! حتى أصبحنا أمة ضحكت من جهلها الأمم ! كان الله في عون هذه الأمة العربية شعوبا وحكاما فالسعيد من اتعظ من غيرة والشقي من اتعظ من نفسه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم