الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علوجات..(2 ) بعثيون يهربون من الشباك و يعودون من الباب !

جبار قادر

2003 / 7 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

                                                                     د.جبار قادر

من شيم البعث اللامبدئية و ركوب الموجة و رفع الشعارات الغوغائية. فمن حزب علماني مارس القمع بحق المتدينين تحول الى حزب ( يقود الحملة الأيمانية و يرفع

راية الله أكبر). ومن حزب منع أعضائه و أبناء الشعب كافة من حمل الألقاب القبلية و الجهوية و الدينية و غيرها ، بإستثناء التكريتية منها بطبيعة الحال ، الى حزب أول ما يسأل عنه هو الأنتماء القبلي و المذهبي للمواطن العراقي . و قس على ذلك جميع الشعارات و المواقف التي لم يكن البعث يكل و يمل من ترديدها على مدى نصف قرن من الزمان . وقد أثبتت تجارب العقود الثلاثة الماضية على أن هذا الحزب لم يكن الا شبكة من القتلة و الأفاقين و مرددي الشعارات الجوفاء .

ويبدو أن الذين تخرجوا من مدرسة البعث هذه يطبقون اليوم و على أرض الواقع العراقي ما تعلموه من اللامبدئية و ركوب الموجات و عدم تفويت الفرصة للحصول على المكاسب السياسية و الأقتصادية في ظل النظام الجديد.

مناسبة هذا الكلام هي محاولات رموز عديدة من البعثيين الذين تلطخت أياديهم بدماء العراقيين تغيير جلودهم و الأنخراط في صفوف الحركات السياسية و المنظمات المهنية و التجمعات العشائرية و منظمات المجتمع المدني التي أخذت تظهر على السطح في ظل الفوضى السائدة و بخاصة في بغداد .

قبل أيام كنت أتابع تقريرا تلفزيونيا عن مؤتمر للعشائر العراقية تحت شعار ( عراق حر ديمقراطي موحد ). وكالعادة يحاور موفد القناة الفضائية المعروفة بمواقفها المنحازة  في هذه الأحوال إما أحد البعثيين المنبوذين من قبل الشعب العراقي أو أحد المزايدين من الذين يتناغمون مع الخطاب السياسي للقناة لكي يضمن إطلالته علينا في القابل من الأيام من شاشة الفضائية . وإذا بي أراه دون غيره وقد تخلى عن ملابسه العصرية ليخفى ملامحه تحت الغترة و العقال و العباءة العربية ليفلسف لنا أهمية العشيرة السياسية و التعبوية في ظل العولمة و تصادم الحضارات و الثورة التكنولوجية . تعجبت لأمر هذا البعثي القبيح . فقد كان و حتى سقوط الطاغية يطل علينا من الفضائية البعثية أو الفضائيات الرديفة ، على وزن الأحزاب الرديفة التي لم ترى النور و الحمد لله في إمبراطورية الرعب ، ويتحدث عن ( رسالة البعث ) في تحرير العالم من براثن الهيمنة و الأنحطاط الحضاري و الخلقي نشر ( قيم البعث الأنسانية ) في فرم الأنسان و زرع المقابر الجماعية بدل الزهور في العالم. هذا الزعيم العشائري الجديد و الذي يحمل شهادة عليا في موضوع لا يختلف كثيرا عن موضوع زميل له وهو ( الفكر الأستراتيجي للقائد في توزيع الخضراوات )، كان بعثيا من الطراز الأول و تتجسد فيه ( قيم ) البعث في عبادة القسوة و القوة . جمعنا في الثمانينات المؤتمر الأول للدراسات التركية في جامعة الموصل. وقد أسرع زملاؤنا القادمون من بغداد من غير البعثيين لتنبيهنا منه كونه ممن يحملون عن جدارة لقب ( تقريرباز) ، المصطلح الذي كنا نتداوله فيما بيننا للتعريف بكتبة التقارير على زملائهم من أمثال هؤلاء. مع ذلك قرر أحد زملاؤنا من كبار أساتذة جامعة الموصل أن يتصدى له لأن ما تفوه به في المؤتمر لم يمت بصلة الى العلم و التحليل العلمي . وعندما عاتبنا زميلنا على دخوله في نقاش مع شخص بهذا المستوى غضب علينا و قال وجود مثل هذا الشخص إهانة للعلم و لشئ يسمى بمؤتمر علمي . أتذكر جيدا من جملة ماسأله زميلنا : قلي هل أنت مع الحق أم القوة ؟ وكان جوابه أنه مع القوة . عند ذلك أعلن زميلنا أنسحابه من النقاش .

خلال الأشهر الثلاثة الماضية و التي أعقبت سقوط الدكتاتورية في العرق شاهد كل واحد منا العشرات من البعثيين الذين أطلوا علينا من على شاشات التلفزيون أو على صفحات الجرائد تحت مسميات جديدة. ولايمكننا التصديق دائما بأن هؤلاء الناس تخلوا و بهذه السرعة عن منظومة القيم التي آمنوا بها و تربوا و عاشوا في ظلها لعقود طويلة. الخطر الكبير يكمن برأيي في أن يكون هؤلاء مندسون أصلا للقيام بالسيطرة على مقدرات الحركات و الأحزاب و التنظيمات الجديدة لتسليمها الى رفاقهم البعثيين في الوقت المناسب . لقد تسبب الأمريكيون بتصرفاتهم و سياساتهم الغير مدروسة بإختلاط الحابل بالنابل وظهور البعثيين الذين تبخروا في التاسع من نيسان ليعودوا الآن و يندسوا في صفوف الحركات و التنظيمات السياسية و المهنية خاصة هناك دوما فضائيات جاهزة لنقل وجهات نظرهم دون غيرهم الى العالم . 

من الضروري التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي لن يقوم بها الأمريكيون بدلا عنا نحن العراقيين الذين من مصلحتنا و مصلحة أجيالنا القادمة قلع البعث من الجذور ومنع أفكاره في العراق الديمقراطي كونها افكارا نازية معادية للأنسانية و تسببت في إرتكاب جرائم الحرب و الأبادة و جرائم بحق الأنسانية . ولا تصدقوا كل من يقول لكم أن هذه خطوة غير ديموقراطية . لا علاقة لهذا بالديمقراطية ففي ظل أعرق الديموقراطيات تمنع الأفكار الفاشية و النازية الأفكار المعادية للأنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف