الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عصر الكارثة: الكارثة العالميّة القادمة
هشام عقيل
كاتب
(Hisham Aqeel)
2025 / 3 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية

-1-
يَا أَيٍّهَا النّاس، سَأُلقيَ عَلَيكُم اليَوم قَولاً غَريباً.
نَبّهَني أَحَدُ الإخوةِ أَنَّ لُغَتي قَد تَكون غيرُ مَفهومةٍ أَحياناً، أَو صَعبةٌ لِلفِهم. ولِذَا سَأتّخِذُ لُغةً مباشرةً:
إِنَّمَا السّاعةُ، ساعةُ الكَارثةِ، قَد دَنت.
مَا الّذي أعنيه بِالكَارثة؟ نهايةُ العَالمِ، خَرابُ العُمرانِ البَشَريّ، ونَهاية الحَياةِ البَشَريّة، وانقراض الإنسان.
هَلَ هَذَا مَفهوم؟ هَلَ ثَمةَ أُذنٌ لَا تَفهمُ هَذَا القَول؟
مَن يُحِبُّ الحَتميّةَ التّاريخيّةَ عَلَيهِ أَن يُنصِتَ، الكَارثةُ هِي حَتميّةٌ تاريخيّة. لَا مَفرَّ مِن مِنهَا، وعَبَثَاً سَيُحاوِلُ مَن سَيُحاوِلُ أَن يُنكِرَ حلولَهَا، وهُناكَ مَن سَيقولُ إِنَّهَا قادِمةٌ إِلَّا أَنَّهُ مِنَ المُمكنِ دَفعهَا أَو صدّهَا. أَنا أعلمُ جيّداً مَا تُفكِّرونَ بِه، سَتقولونَ لِأَنفسَكُم: لَقدَ سَمعِنَا هَذَا مِن قَبل، ولَم نَرَ الكَارثةَ أَبَدَاً. لَقَد قِيلَ لَنَا هَذَا كُلَّهُ، وهَا نَحنُ ذَا ”سالمونَ غَانمون“.
أَنَا أعلمُ جَيّداً مَا الّذي سَتَقولونهُ بِشأنِ انذاري هَذَا. سَتَقولونَ هَذَا كَلامُ مُفكّرين، يَحتمِلُ التَّرجيحَ بيَنَ الصَّوابِ والخَطأ. بَل سَتقولونَ هَذَا كَلامُ فَلاسفةٍ، لَا يُمكِنُ قياسهُ فِي مكيالِ الوَاقع. بَل سَتقولونَ هَذَا كَلامُ كُتّابِ السّياسةِ والاقتصاد، ومَا هِيَ إِلّا مُجرّد توقّعاتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّة. أَلم أقل إِنَّني أعلمُ مَا فِي قُلُوبِكُم؟
لَكنني لَستُ مُفكِّراً، ولَا فَيلسوفاً، ولَا كاتِباً، وبِالتّالي: سَتسألونَني بِأيّةِ سُلطةٍ تَنذرنَا اليَوم؟ بِصفتي مَن أنذركُم اليَوم؟ إِنَّني لَا أنطِقُ بِاسمي، وإِنَّمَا بِاسمِ المَنطوق. وإِذا سَيسألني أَحَدٌ مَا هُوَ المَنطوق؟ إِنَّهُ نَاموسُ العَالم، إِنَّهُ العَقلُ الأزليّ الحَيّ. وَحدَهُم النّطقاء مَن يَستَطيعونَ الانصاتَ إِلى صَوتِ المَنطوق. وأَنا النّاطقُ، ولَستُ فَيلسوفاً، لَا مُفكّراً، ولَا كاتِباً، ولَآ مثقّفاً. هَل سَتقرّونَ بِذَلك؟
كَلَا، يَا أيّهَا الإخوةُ والأَخَوات، لَا تَسمحوا لِنُكرانِ النَّاكرينَ أَن يَستَحوِذَ عَلَى عقولِكُم: يَومُ الكَارثةِ آتٍ لَا رَيبَ فِي ذَلِكَ. إنّ خَرابَ العالمِ آتٍ آت، وستَفتحُ الكارثةُ باباً لا يُغلق، وَستَغلقُ باباً لا يُفتح، وَهي واقعةٌ واقعةٌ، عَبَثاً لَكُم أن تسترجوا رَحمَةً مِنها. إنّهُ يومُ الذّبيحِ تُقتنصُ فيهِ كُلَّ نفسٍ مَذعورةٍ، وتُشعَلُ النّارُ في قِلاعِ الممالكِ العَتيدة، الممالكُ السّبعُ فذُيولِها. ساعتئذٍ يَتَخاصمُ النّاسُ ويتناحرونَ، وتَقومُ الأمّمُ على بعضِها حتّى تتهاوى واحدةً تِلوَ الأخرى، والرّجلُ يَبغضُ إمرأتهُ، والمرأةُ تَبغِضُ زَوجهَا. ساعتئذٍ يُعلِنُ النّاقوسُ جَاءَ هَلاكُ بَني الإنسِ والسّماء والأَرَضين، خيطُ دخانٍ لا يَقبِضُ ولا يُقبض. ساعتُئذٍ تُولَجُ النّارُ فِي القَمَر، وَيَبرِقُ مِنجَلهُ كَشرارٍ موقود. هِلالُ الموّتِ الّذي كُنتم تَنكِرونَ. ساعتئذٍ تَفورُ الأَرضونَ مِن قُعورِها، فَتُطلَقُ مِنها الشَّبابيرُ الصّوارخ. ساعتئذٍ تُبقِرُ الحُبالَى بُطُونهُنَّ خَلاصاً مِنَ الأجِنّةِ، لَعلّهُنَّ يُسابقنَّ المَوّتَ وَهُوَ سابقهُنَّ. سَاعتئذٍ تَتَزلزلُ الأرضُ ويَقولُ الإنسانُ هَا عَهدي قَد انقضى.
هَل ثَمّةَ عَينٌ تَقدِرُ أَن تَنظِرَ إِلى هَذَا المَنظَر؟ أَو أُذنٌ تَستمِعٌ إِلى هَذهِ الأهوال؟ أَو قَلبٌ يَتحمَّلُ كُلَّ هَذَا المَوت؟ عَلَى الإطلاق. مَن يَقولُ إنّنا نَعيشُ أيّاماً سيئة، أُنذِركُم: الأسوأ آتٍ.
- 2 -
يَا أيّهَا النّاس، لا أَعتَقِدُ أَنَّ أيَّاً مِنكُم سَيُعارضني فِيمَا سَأقولهُ الآنَ: إِنَّ اليَسارَ التَّقليديّ قَد ماتَ.
إِنَّ مصيرَ كُلِّ حَرَكةٍ ثوريّةٍ عظمى واجهت انهياراً عظيماً هوَ التّشتّتُ إلى فصائلَ، ومذاهبَ، وطوائفَ متعدّدة. وفِي عقودٍ طويلةٍ مِن هذا التّشتتِ (التّدريجيّ لكن الثّابت) تبدأ هذه المذاهبُ بإلقاءِ اللوم، في أوّلِ الأمر، عَلَى ”قوى“ أو ”ظروفٍ“ خارجةٍ عَن سلطانِها. وبعدَ أن استنفدت غَضَبَها كُلّيّاً، تلتفتُ إلى بعضِها الآخر، فتَدخلُ فِي خلافاتٍ شرسةٍ بينها، إذ تبدأُ في إلقاءِ اللومِ عَلَى بعضِها الآخر؛ فكُلُّ مذهبٍ يقولُ إِنَّ الآخرَ ليسَ عَلَى شيءٍ، وأنّ زيغَهُ هوَ أساسُ البلاء، وجميعها تنسبُ لذاتِها الأصالةَ الحقيقيّةَ لصورةٍ تنتمي لزمانٍ لَن يَعود. بعدَ أن تنتهي هذه الخلافاتُ الدّمويّة، الّتي لا تخلو مِن خسائرَ حقيقيّة على هيئةِ انقراضٍ فكريّ وسياسيّ، تتهادنُ المذاهبُ وتتّفقُ أَنَّ القربى للأصالةِ هي الأجدر، وأَنَّ لكُلٍّ طريقهُ في الاجتهادِ طالما يبقونَ متّفقينَ على ثوابتَ معيّنة، وأَنَّ الاختلافَ الّذي يفسدُ الوحدةَ قَد يؤدّي إلى نهايةٍ شاملةٍ للحلمِ الثّوريّ ذاته. وفِي هذا الأثناء، بانشغالِهم بتلكَ الخلافاتِ وطرق إصلاحِها، سرعان ما ينسى الثّوريّونَ الدّافعَ الحقيقيّ، والعدوَّ الحقيقيّ، والغايةَ الحقيقيّة للثّورة. وسرعانَ ما يجدونَ أَنّ سنوات، وعقوداً، وقروناً، مرّت بهم، فينخلعونَ مِن الزّمان؛ فلا يَفهمُ أحدٌ ألسنتهم، ولَا توجدُ آذانٌ صاغيةٌ لمقالِهم، ولا أعينُ تقرأ كلماتِهم. هكذا، يكونونَ حَمَلةَ شيءٍ غريبٍ عَمّا يريدون، شيئاً كشَبَحِ الماضي، يَدعونَ إلى تَقويضِ شيءٍ لم يعد موجوداً. أمّا المتبقّي مِن أصالةِ الماضي فإنّهُ غالباً يوجدُ عَلَى هيئةِ ”خروجٍ“ أو ”هَرطَقةٍ“، لأنّهُ أيضاً غريبٌ عَن زمانه، ولكن حينَ تأتي اللحظةُ لنهوضِ مذهبٍ جسورٍ يَرفعُ تلكَ المذاهبَ مِن ضياعٍ وظلامٍ غالباً ما ينهضُ مِن تلكَ الطّوائفِ المهرطقة. إنّهُ ينهضُ ويدعو لحلمٍ جديد، ويقرُّ بأَنَّ الحقيقةَ لم تعد حقيقةً، وبأَنَّ عَلَى الموتى أَن يدفنوا موتاهم. فيتصادمُ الجديدُ بالقديم، وتكونُ الثّورةُ بينَ خيارين: إمّا المستقبلُ وإمّا النّكوصُ إلى الماضي.
مَن سَيُنكِرُ أنّ الحَرَكةَ اليساريّةَ اليوم تواجهُ انهياراً كهذا؟ مَن سينكرُ أنّ كُلَّ مذاهبِها متفرّقةٌ ولا تقومُ عَلَى أساسٍ متينٍ وواضح؟ بعدَ دخولِنا فِي عصرِ الكارثة، لم يعد اليسارُ، بشكلهِ التّقليديّ، قادراً عَلَى التّعاملِ مَعَ هذه الوقائعِ الجديدة، إِذ إِنّهُ ناكرٌ لعصرِ الكارثة، ولجديدِ علمِ العمران، ولجديدِ التّآلفيّة. فِي التّعريف، ليسَ عصرُ الكارثةِ عصرَ الخرابِ العمرانيّ للرّأسماليّةِ فحسب، بل عصرَ نهايةِ الحضارةِ البشريّةِ بأكملِها، وانقراضِ النّوعِ البشريّ كذلك. يدعونا هذا الواقعُ الجديدُ إٍلى فهمٍ جديدٍ لَه، وإِلى ممارسةٍ سياسيّةٍ جديدة، إِذ إِنّنا نعيشُ حالةً غيرَ مسبوقةٍ بالنّسبةِ إِلى الحضارةِ البشريّة. إِنَّ اكتمالَ تطّورِ العمرانِ الرّأسماليّ، ووصولهُ إِلى الحَدِّ الأخيرِ مِن القدرانِ عَلَى التّطوّرِ نوعيّاً، يسجّلُ عدم قدرتهِ عَلَى التّجدّدِ بعدَ الآن. إذن، تواجهُ البشريّةُ، أمامَ واقعِ انقراضها وانقراضِ حضارتِها، واقعاً لم يسبقُ لَها أَن واجهتهُ مِن قبل. لكن مَا الّذي يقومُ بِهِ اليسار؟ إِنَّهُ يصرُّ عَلَى الإنكارِ والاستكبارِ إصراراً، ولهذا السّببِ لم يعد قادراً عَلَى التّعبيرِ عَن الواقعِ بعدَ الآن، ناهيك عَن تغييره. فِي السّابق، كانَ عَلَى اليسارِ أَن يواجهُ حقائقَ وضعها الزّمان الارتقائيّ للرّأسماليّة، وهي حقائقُ بسيطةٌ مقارنةً بما نواجههُ الآن، إِذ عَلينا أَن نتعاملَ اليوم مَعَ حقائقَ يضعها الزّمانُ الانحطاطيّ للرّأسماليّة. بهذا المعنى، ومَهما تشعّبت المواقفُ والمذاهبُ اليساريّة، فإنّها أصبحت تعبّرُ عَن حقيقةٍ واحدة: إِنَّها لا تمثّلُ موقفاً ثوريّاً بعدَ الآن. فِي حقيقةِ الأمر، دَخَلَ اليسارُ إِلى مرحلةِ الكهولة، إِذ اُستُنفذت مبرّراتُ وجودهِ التّاريخيّ، وعَلَى ذلكَ لابدّ أَن يتفرّقَ إِلى مذاهبَ متعدّدة، ولا بدّ أَن تظهرَ عليهِ مظاهرُ الضّعفِ، والوهنِ، والسّقم، والتّشتتِ الفكريّ، إِذ إِنَّها العوارضُ المَرَضيّةُ الطّبيعيّةُ الّتي تظهرُ فِي الحالاتِ الّتي يستعصى علاجها: فإِنَّ اليسارَ التّقليديّ يموتُ مَعَ موتِ الرّأسماليّة.
هَل الحَلُ يَكمِنُ فِي العَالمِ المُتعدّدِ الأقطاب؟ أَو لَعلَّهُ يَكمِنُ فِي ”إنقاذِ“ العَالم مِن كارثته (أَو مَا اسميه بِالحَلِّ العَاموسيّ)؟ مَن يُؤمِنُ بِهذِهِ الحلول، يُؤمِنُ بِالحُلولِ النّصفيّة، وَتخلّى عَنِ الاشتراكيّةِ كُلِّيّاً. اليَوم لَا يَحِقُ لِأيِّ أَحَدٍ أَن يُسمّي نَفسهُ يساريّاً، أَو اشتراكيّاً، مَا لَم يَكن تآلفيّاً. إِن لَم تَكن تآلفيّاً، فَأَنتَ لَستَ يساريّاً عَلَى الإطلاق!
مَن يُؤمِنُ بِالعَالم المُتعدّدِ الأقطاب، هُوَ مساهِمٌ فَعّال فِي تَشكيلِ الكَارثة، لَأَنَّهُ مشارِكٌ فِي النُّكران. لَكنَ نُكرانَ النّكوصيّينَ هُوَ أشدُ مِنَ نُكرانِ النّاكرين. النّاكِرونَ لَا يَعلمونَ مَا يَنكِرون، لَكنَ النّكوصيّينَ يَعلِمونَ الحَقَّ، يَعلِمونَ أَنَّ مَا أقولهُ حَقّاً، لَكنَهُم يَستكبِرون. إِلى مَتَى سَيَنكِرون؟ إِلى مَتَى سَسيتكبِرون؟ قَالَ النّاكرونَ ها نحنُ منتظرونَ عذابَكم حيثما ملاقينا، بَهّاتونَ ولَم نَجِدُ متعذّباً سواكُم. أَلا إِنَّ الكارثةَ آتيةٌ آتية، وهُم لاهونَ. أَلا إِنَّ الكارثةَ واقعةٌ واقعة، وهُم يُكذّبون. وَإِذا استَمَعوا قَالوا مِن سُباتٍ إلى سبات، دَعونا نعوسٌ، رقودٌ، هجوعٌ، نتذوّقُ قبلَ أَن لَا نذوق. الكارثةُ الكبرى تَخطِفُ قُلُوبَ الغافلينَ المرحينَ، المَذهولينَ عَن الظّلامِ بالظّلام، فأولئكَ هُمَ الّذينَ يُشيحونَ وجوهَهُم كُلّمَا نُطِقَ المَنطوقُ، مَثَلهُم كمَثَلِ الّذي جاءهُ المَوّتُ فجَعَلَ يَنظِرُ فِي كُلِّ اتّجاهٍ لعلّهُ يَفلتُ مِنهُ ليقبِض غيرهُ أو يدرأهُ حَتَّى ميعادٍ آخر. وإِنَّما هُوَ المَوتُ الأعظمُ، إِذا جاءَ لآخرَ جاءَ لصاحبه. وَلَو عَلِموا مَا أُخفيَ عَنهم لتمنّوا مَوّتاً يُطبعُ عَلَى مَوّتِهم، وَلعَجِبوا مِن بَأسِ المُتآلفين، أولئكَ الّذينَ فِي العَذابِ يتشوّقون.
- 3 -
خَلَاصكُم كُلّهُ فِي كَلِمةٍ وَاحدة: ”أؤمِن“. ”أؤمِنُ بِمَاذَا؟“، سَيسألني أَحَدكُم.
أؤمِنُ بِأَنَّ الكَارثةَ اقتربت ساعتُهَا.
أؤمِنُ بِأَنَّ اتّباعَ الحَياةِ التّآلفيّة هُوَ الخَلاصُ الوَحيد.
أؤمِنُ بِتأديةِ الألفةِ لِلمتآلفينَ.
لَقَد جَاءَ خَرابُ العالمِ وَزَوالُ السّماءِ والأرَضينَ. لَقَد جاءَ هَلاكُ بَني الإِنس أجمعين. مَا سَتصنَعونَ بِسويعاتِكُم الأخيرة؟ إِنَّ قَميصاً زاهياً تَرَكهُ صاحِبهُ لِيَومٍ جَليلٍ لاقى رَبَّهُ قَبلَ أَن يحِلّ، فَعاشَ بِالمرقّعات. هَل تَقبِلونَ العَيشَ بِالمرقّعات؟ لِمَ تَقبِلونَ بِأَنصافِ الحُلول؟ هَل فَقدتُم كُلَّ أَمَلٍ مُمّكن؟ أَنا أُبشّرَكُم الآنَ فَعليكُم أَن تَسعَدوا، إِذ آثركُم التّاريخ، فَأنتم البكور.
أَنا قِلتُ إِنَّ يَومَ الكَارثةِ عَظيمٌ، ولَا عَينٌ تَقدِرُ أَن تَراه، ولَا قَلبٌ يَتحمّلهُ أَبَداً، لَكنَ هُناكَ أعَين، وقُلُوب، قَادِرةٌ عَلَى ذَلِكَ. نعم، ثَمّةُ أمّةٌ ناجيةٌ مِنَ الكَارثة. الأمّةُ النّاجيةُ الوحيدةُ هِيَ الأمّةُ المتآلفة. وَحدَهُم المُتآلفِونَ، فِي الكَارثة، لَن يُصيبَهُم الفَزَع. إِذ سَاعتُئذ، يَفرَحُ المُتآلِفونَ فَيَقولونَ الوَعدُ الوَعد، إِنَّهُ يومُ جَمعِ المَلَكوتين. ساعتُئذٍ يَتَصاهَرُ المُتآلِفونَ كَعُقدِ الحَبل، سُلِبَ النّورُ مِنَ العالمِ وَسَكَنَ قُلُوبهُم ليملأ الدّنيا عَدلاً بَعدَ قرونِ الظّلم.
طُوبَى لِمَن اتَّبعَ كُلُمَ المَنطوقِ وَلَم يَزغ. لأَنَّهُ كَشَجَرةٍ مُطمَئنةِ الغِراسِ مُطمَئنةِ السُّريان، لَا تُثنيها رياحٌ وَلَا يَنضَبُ ثَمَرُهُا أبداً. لأَنَّهُ مَثَلُ ريحٍ شماليّةٍ تُوقِظُ جَنّةً بِطَغواها، وَتَبعَثُ طيباً وَمَطَراً وَبَرَاداً. لأَنَّهُ كَفُلكٍ عَظيمٍ سيّارٍ، لَا تُرشِدهُ بِحارٌ وَلَا تُقلِّبهُ أمواجٌ.
مَن تآلفَ رأى، ومَن تَخالَفَ رأى.
=======================================
ملاحظة: ألقيتُ هَذِهِ المحاضرةَ فِي مقر المنبر التّقدّميّ، 12 يناير 2025.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - فداك أبي وأمي وسيارتي وموبايلي يا رسول الله...
أمين بن سعيد
(
2025 / 3 / 24 - 23:37
)
فداك أبي وأمي وسيارتي وموبايلي يا رسول الله...
2 - إلى أمين بن سعيد
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 25 - 09:08
)
وهَلَ لَكَ أبٌ، وأمٌ، وسيارةٌ، وموبايلٌ لِتَكونَ فادياً يَا أمين؟ عَلَى العموم، محاولةٌ فاشلةٌ، عَلَيكَ أَن تجتهدَ أكثر فِي المحاولاتِ القادمة.
3 - محتوى راقي
صباح كنجي
(
2025 / 3 / 25 - 13:15
)
جميل وراقي.. ولغة واضحة ومفهومة.. واصل بلا تردد.. ننتظر منك الاهم والافضل.. وهذا ما .. نحتاجه في عصرنا المبتذل
4 - إلى الأستاذ صباح كنجي المحترم
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 25 - 17:36
)
شكراً لَكَ عَلَى دماثةِ أخلاقِكَ وعَلَى مرورِكَ الطَّيّب. وأَنَا سَعيدٌ أَنَّكَ وجدتَ المُفيدَ فِي المَطروح.
متمنيّاً أَن أجدكَ دائِماً فِي خانةِ التَّعليقات لِمقالاتي فِي المتمدّن.
تحيّاتي لَكَ.
5 - وما أدراك ما التآلفية !
محمد بن زكري
(
2025 / 3 / 25 - 20:26
)
لغة توراتية ، بمحتوى عدمي ، لنبي يبشر بدين التآلفية !
تآلف بين من ومن ؟ .. تلك هي المسألة .
في مقالات تبشيرية أخرى على موقع الحوار المتمدن (اليساريّ) ؛ يحدثنا نبي آخر الزمان عبد الله ماهر ، بأنه هو المهدي المنتظر ، وأنه شخصيا - وليس النبي محمد - هو خاتم الانبياء والمرسلين .
وهنا يحدثنا نبي دين التآلفية ونقض اليسار ، عن اقتراب قيام الساعة و حلول الكارثة ، ويدعونا لاعتناق دين التآلفية ، ربما تآلف بين اليمين واليسار أو تآلف بين الاشتراكية والراسمالية أو تآلف بين البراغيث والديناصورات .. فنبي التألفية أعلم !
وأنا الخارج عن كل الأرباب ، والمستغني عن كل الديانات ، والمكذب لكل المتنبئين ، أعلن الكفر بدين التآلفية .
6 - دين المتآلفة
لبيب سلطان
(
2025 / 3 / 26 - 00:03
)
اسلوب جميل يتخطى وصف الاخرة في المصاحف القديمة المندثرة وياريت لو جاوب الاستاذ هشام على سؤال استاذ زكري على ماذا يتآلف قوم المتآلفة..انا لم اجد غير اثنين متآلفين هما السيد الكاتب والاخ صباح كنجي...وكوني اريد ان اكون من الناجين من التهلكة من يوم الاخرة القريب فما الذي علي عمله كي اتآلف.. وعلى ماذا اتآلف..المشكلة ان الفرقة الناجية محجوزة لواحدة من 75 وردت في الحديث ولليوم لم اعرف اي منها كي انجو..هل فرقتكم رقم 76 ..وماذا عن المنقذ المهدي المنتظر عج (عجل الله فرجه) فهل تقاعد ام العكس ما وصفتموه هي من علائم ظهوره
شكرا على هذا الاسلوب الجميل ولكن يا اخي لا تجزع فالعالم جميل
7 - إلى محمد بن زكري
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 26 - 09:25
)
.لَا تُحدّثني عَن شَيءٍ لَم تَجدهُ فِي الموضوع أعلاه أيُّهَا الهِذريان التّائه
8 - إلى لبيب سلطان
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 26 - 09:33
)
سأجيبكَ ولَن أجيب الهِذريان بن زكري، إذ إنّه دائخ ولَا يدري أعلى الوادي مِن أسفله. إنّ عناصر نمط الإنتاج الشّيوعيّ هي: المؤتَلَف والوسائِل الإنتاجيّة. والمؤتَلَف هُوَ الوحدةُ العُمرانيّةُ الأساسيّةُ فِي المجتمعِ الشّيوعيّ-التّآلفيّ. المؤتَلَفُ هُوَ الجَماعةُ المتآلِفةُ، الّتي تُمثِّلُ إرادةً واحدةً وجسماً واحداً، تَعمَلُ مِن أجلِ بَقاءِ واستمراريّةِ النّوعِ الجديدِ لِبَني الإنس: الإنسان الأقوى (homo potens). ولِكَي يَتمَّ الاقترانُ بَين العُنصرينِ المَذكورين، لَا بُدَّ مِن أَن يُوجَدَ المؤتَلَفُ سَلَفاً (قبلَ أَن يوجد نمط الإنتاج التّآلفيّ). المتآلِفونَ يُصبحونَ متآلفينَ حِينَ يَقرّونَ: أوّلاً، بِأَنَّ عصرَ الكَارثةِ هُوَ واقعٌ فِعليّ، وبِأَنَّ المؤتَلَفَ هُوَ الخَلاصُ الوحيد مِنه. ثانياً، بِالتزامهُم التّام بِالحياةِ التّآلفيّة. ثالِثاً، بِتأديةُ الألفةِ لِلمتآلفين.
أمَّا مَا تبقّى من سخريتكَ الضّعيفة، والّتي لا تجيدُهَا صراحةً، فإنَّني سأتركُهَا ولَن أرد. فَإِذا كُنتَ لبيباً فَستُدركَ أنّكَ أخطأتَ، لا وبل ظَلَمتَ، وإِذا لَم تَكن
لبيباً فإنَّك سَتستمرّ في الاستكبار.
تحياتي لَكَ
9 - التآلفية هي : الشيوعية / (القرمطية الجديدة) !
محمد بن زكري
(
2025 / 3 / 27 - 09:56
)
هكذا إذن : التآلفية هي الشيوعية ، والمجتمع التآلفي هو المجتمع الشيوعي ، ونمط الإنتاج التألفي هو نمط الانتاج الشيوعي ؛ فعناصر نمط الانتاج الشيوعي ، وفقا لفيلسوف النظرية التآلفية مؤلف المقال ، هي : المؤتلف + الوسائل الإنتاجية !
وعلى افتراض أن مُنظّر التآلفية يقصد بـ(الوسائل الإنتاجية) : عوامل أو عناصر الانتاج ؛ من راس المال .. بما فيه النقود والآلات والبنية التحتية ، والموارد الطبيعية .. أرض ومواد خام ونبات ، والموارد البشرية .. جهد عضلي وذهني ومعارف ومهارات . (وهذا اجتهاد من عندنا) ، فما هو تعريف مصطلح (المؤتلف) إذن ؟
الجواب عند فيلسوف التآلفية ، نصّاً بالحرف : {المؤتلف هو الوحدة العمرانية في المجتمع الشيوعي ’’ التآلفي ‘‘} ! وذلك في رده على تعليق د. لبيب سلطان .
ولأن مُنظر التآلفية لم يذكر ماذا يعني بـ(الوحدة العمرانية) ؛ فربما ولعله يقصد : (الإنسان / الموارد البشرية) ، لكنه - لفرط تواضعه - أراد أن يبسِّط لنا أفكاره الفلسفية العميقة كي يتسنى لنا استيعابها مباشرة ، كما نوه في مستهل خطبته الدعويّة أعلاه !
يُتبع : تكملة
10 - التآلفية هي الشيوعية / (القرمطية الجديدة) : تكملة
محمد بن زكري
(
2025 / 3 / 27 - 09:57
)
وإذ يبدو لنا أن الداعية مؤلف المقال / الخطبة ، متماهٍ - إلى درجة التطابق - مع فكر القرامطة ، في تنظيرهم لما يسمى (نظام الألفة) ؛ حيث إنه في نظام الأُلفة القرمطي (الشيوعية الإسلامية ، كا يراه البعض) ، يقتضي التطبيق - فيما يقتضيه - أن يتنازل الإخوة المتآلفون (الرفاق) عن ممتلكاتهم الخاصة ، لتكون ملكية عامة - بالتساوي - لأعضاء مجتمع نظام الأُلفة ، تحت إشراف الإمام (أمين عام اللجنة المركزية) .
ولأن اللجنة المركزية للحزب القائد في مجتمع نظام الألفة القرمطي ، تسمى (مجلس العقدانية) ، فمَن عسى أن يكون رئيس مجلس العقدانية / الإمام (أمين عام اللجنة المركزية) في ذلك النظام الشيوعي / التآلفي .. المنشود ؟ . لكُم (يا أيها الناس) أن تخمنوا . ولا تنسوا أن (الكارثة اقتربت ساعتها) !
طاب ذكرك يا فؤاد النمري . فهذا المقال / الخطبة ، ذكرني بعبارتك الأثيرة الشهيرة : (البرجوازية الوضيعة) .
11 - 1 إلى الهذريان بن زكري
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 30 - 16:21
)
يؤسفني جدّاً أَن أراكَ قَد اجتهدتَ كُلّ هَذَا الجهدِ مِن أَجلِ أَن تَنتِجَ هَذَا الهراء. مِنَ الواضحِ أَن تَعليقي السَّابق عَلَى مَا كَتبتهُ أَنتَ مِن ترّهاتٍ دَفَعَكَ إِلى هَذِهِ المحاولةِ الفاشلةِ فِي أَن تُظهِرَ نَفسَكَ بِمَظهَر المجادلِ الفَاهم، ولَكنكَ أحرجتَ نَفسكَ بِجهلِك وبِضعفِ شَخصيتك الجَدَليّة. ولأنّني لَستُ ظالِماً، سَأبيّنُ لَكَ مكامنَ جهلكَ، لَعلّي أخرِجكَ مِنَ الظّلامِ الّذي أَنت فيه.
1. الوسائلُ الإنتاجيّةُ هِيَ أَدَواتُ الإنتاجِ + موضوع العَمَل، لَا أَكثر ولَا أقلّ. أَمَّا قولُكَ ”بما فيه النّقود“ فَهَذَا قصورٌ نَظريّ مِنكَ، إِذ النّقودُ لَيسَت وسيلةً إنتاجيّةً عَلَى الإطلاق. عَلَى العَكسِ، لَيسَتَ لِلنّقودِ وظيفةٌ إنتاجيّة. ولَا أعلم لِمَ ذكرتَ ”النّبات“ عَلَى نَحوٍ منفصل (كَانَ بإمكانكَ أَن تستخدمَ أمثلةً أفضل مِن هَذَا بِكثير). لَم أقرأ تَعريفاً لِلوسائلِ الإنتاجيّةِ أكثر ضعفاً مِن تَعريفكَ لَهَا.
12 - إلى الهذريان بن زكري 2
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 30 - 16:23
)
. تَقولُ إِنَّ تَعريفي لِلمؤتَلَف هُوَ ”الوحدة العُمرانيّة“، وهَذَا غيرُ صحيح. مِنَ الواضحِ أَنَّكَ لَستُ بارِعاً فِي القراءة، وأَنَّكَ سَيءٌ جدّاً فِي الفَهم. أَنَا قلتُ إِنَّ المؤتَلَفَ هُوَ ”الوحدة العُمرانيّة الأساسيّة“ فِي المجتمع التّآلفيّ. الآَن لَا أدري مَا الّذي دَفَعَك نحوَ تغييبِ هَذِهِ الكَلمة الجوهريّة؟ لِكُلِّ عُمرانٍ وحدة عُمرانيّةٌ أساسيّة، فَلِلعُمرانِ العشائريّ القبيلةُ، ولِلاستبداديّ الدّولةُ المستبدّة، ولِلإقطاعيّ الضّيعة، ولِلرّأسماليّ المنشأة، ولِلتّآلفيّ المؤتَلَف. الوحدةُ العُمرانيّةُ الأساسيّةُ هِيَ الّتي تَقودُ التَّعمير، ويَجري فِيهَا التَّعمير، ويَكونُ مَوضوعُ العُمرانِ فِيهَا ومِن أَجلِهَا. إِنَّهَا الوحدةُ الأساسيّةُ الّتي تَخضعُ لَهَا جَميعُ الوحداتُ العُمرانيّةُ الأخرى فِي العُمران.
13 - إلى الهذريان بن زكري 3
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 30 - 16:23
)
3. مِنَ الواضحِ أَنَّكَ مهووسٌ بِلَقَبي. فَتارة أَكونُ نَبيّاً فِي نَظَرك، وتارة أَكونُ المَهديّ، والآنَ أجدُكَ تَلقّبُني إماماً وفَيلسوفاً. سمني مَا شئت يَا هِذريان، ولَكنني أَنا النّاطقان؛ هَذَا هُوَ اللقبُ الوَحيدُ الّذي أقبله. وإسخر كَمَا شِئت، ولَكِن تَذكّر أَنَّ التّاريخَ يَسخَرُ مِنكَ أضعاف سخريتكَ بِفَضلِ اعتزازِكَ بالنُّكران.
4. لَن تَجِدَ شَعبَاً فِي التّآلفيّة، وإنَّمَا سَتَجِدُ مؤتَلَفاً. ومِنَ الطَّبيعيّ أَن يتفاوتَ النّاسُ فِي التّآلفيّة، لَيسَ عَلَى أساسِ المُلكيّةِ أَو الطَّبَقة الاجتماعيّة، وإِنَّمَا عَلَى أساسِ التَّفاوتِ فِي العُرفان. بِالتّالي، مِنَ الضَّروريّ أَن يكونَ هُناكَ شَيئاً أشبه بِـ ”مجلسِ العقدانيّة“ الّذي تسخرُ مِنه، أَي لِأشخاصٍ يتملّكونَ العُرفانَ بِدَرَجاتٍ أَعلى مِن غَيرِهِم؛ مِن دون أَن يَعني ذَلِكَ ”سلطةً سياسيّةً“ أَو ”حكومةً“. فَما تزعمهُ بِالنّسبةِ إِلى كَونِ التّآلفيّة شيئاً أشبه بِمشروع لإعادة إحياء الحَرَكةِ القرمطيّة هُوَ كلامٌ لَا أساسَ لَه. أَنتَ تعلمُ ذَلِكَ جيّداً!
14 - كل إناء بما فيه ينضح يا (عقيل)
محمد بن زكري
(
2025 / 3 / 30 - 21:01
)
واضح أن تعليقي ت 5 قد أصاب منك خاصرة رخوة وعصبا ملتهبا ، فلم تتمالك أعصابك من إطلاق شتيمة تدل على معدنك ، لم تدرِ أنها سترتد عليك ؛ ذلك ان كل خطبتك الدعويّة للتبشير بهرطقة (التآلفية) والإنذار بأن (الكارثة قد اقتربت ساعتها !) ، والتي بدأتها كأي خطيب جمعة بندائك المضحك : يا أيها الناس (!) ؛ هي من بدايتها إلى نهايتها ، هذر محض ولا شيء آخر غير الهذر .
ثم لم تجد ما تدحض به محتوى تعليقيّ ت 9 و ت 10 ، غير الصراخ و مزيد من كيل الشتائم ؛ لتثبت جهلك المطبق بأبسط مبادئ علم الاقتصاد والاقتصاد السياسي ، ومدى ما تعانيه من تشوش ذهني ، يجعلك تقدّم تعريفا غرائبيا ، تطابق فيه بين الشيوعية وبين هرطقة ميتافيزيقية تخيلية ، تسميها (التآلفية) !
وإذ أربأ بنفسي عن الرد على شتائمك . أترك للسادة أكاديميي علوم الاقتصاد وللمناضلين الشيوعيين واليساريين من كتاب الموقع - إن شاؤوا - أمر تقيم مقالك (أقصد خطبتك الدعويّة) .
ورغم أني لست متخصصا بعلم النفس ، لكن إذا كان لا بد لي من رأي ، فإني أرجِع حالتك إلى ظاهرة سيكولوجية غريبة ، يتقاطع فيها جنون العظمة (Megalomania) مع متلازمة التملق (syndrome of sycophantism)
انتهى .
15 - صدق الله العظيم
حسين علوان حسين
(
2025 / 3 / 30 - 21:55
)
الفاتحة!
16 - إلى الهذريان بن زكري 4
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 30 - 23:54
)
. لَا أدري مَا الشّتيمةُ الّتي وجّهتها لَكَ. جهلكَ النّظريّ هُوَ أمرٌ واقع، وعَدَم معرفتكَ بِأبسطِ المبادئ الاقتصادِ السّياسيّ هُوَ أمرٌ واقع؛ فمَن يُخطأ فِي تعريفِ الوسائلِ الإنتاجيّة لَا يُمكنُني الوثوق بِه فِي المسائل النّظريّة. أَمَّا قولُكَ إِنَّ النّقودَ هِيَ وسيلةٌ إنتاجيّةٌ، فَهذِهِ مصيبةٌ نَظَريّةٌ عُظمى تَدلُّ عَلَى جَهلِكَ بِهَذَا العِلم. تَعلّم مِن أخطائكَ ولَا تكرّرهَا فِي المستقبل، ولَا تستكبر. فِي حقيقةِ الأمر، أنتَ بَدَأتَ بالشّتيمة ووجّهتَ لِي التُّهم الباطلة، وأنا لَم اشتمكَ أَبَداً. ومَعَ ذَلِكَ، عطفاً عَلَيك، قمتُ بالرّد. لِمَ تصرّ عَلَى إحراج نفسك يَا هذريان؟
17 - إلى الهذريان بن زكري 5
هشام عقيل
(
2025 / 3 / 30 - 23:56
)
2. لَو كَانت شخصيّتكَ قويّة، وبِالتّالي لَو كَانت شخصيّتكَ الجَدَليّة قويّة، لِمَا طَلِبتَ مِنَ الآخرينَ أَن يردّوا عَليّ يَا هِذريان بِالنّيابة عَنك. مَا تَقوم بِهِ يُعبّرُ عَن ضعفٍ فِي المجادلة، إِذ لَم يخلقكَ ربُّكَ لِهَذَا الأمر. الدّليل: حينَ نبّهتكَ بِهَذَا الأمر، افتعلتَ الغَضب، ونشرتَ تَعليقُكَ فِي الفيسبوك وفِي خانةِ التّعليقات لتنال اهتمامي. الدّليل الآخر: التزامك بِالمجادلة المشخصَنة (argumentum ad hominem)، بَدَلاً مِن المجادلة الموضوعيّة (argumentum ad rem). لِمَ تصرّ عَلَى إحراج نفسك يَا هذريان؟
3. حينَ أوجّهُ كلامي إلى النّاس، فِي محاضرةٍ عامة، هَل تتوقّع مِني، أَو تطلب مِني، أَن افتتحَ كَلامي قائلاً: يا أيُّها الحيوانات، مثلاً؟ لِمَ تصرّ عَلَى إحراج نفسك يَا هذريان؟
4. أنتَ جاهلٌ فِي عِلم النَّفسِ كَذَلِك. فَهَل قَولي ”شكراً لَكَ عَلَى دماثة أخلاقكَ“ دليلٌ عَلَى التّملّق؟ لِمَ تصرّ عَلَى إحراجِ نفسك يا هِذريان؟
.. أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر - (23-0

.. هل بدأت جبهة البوليساريو تقتنع بخطة -الحكم الذاتي-؟ | المسائ

.. الشرطة الإسرائيلية تفرق بالقوة متظاهرين ضد حكومة نتنياهو

.. سعيد البقالي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ضيف

.. عدي شجري، يوجه سؤالا شفهيا، إلى السيد وزير التجهيز والماء، ح
